فيلم (حياة بي) يتناول قصة الشاب بي، الذي ضلّ الطريق في البحر مع نمر بنغالي، والفيلم يتعامل مع الماء والبحر، كما فعل فيلم (لورنس العرب) مع الرمال والصحراء.
والمخرج الذي ولد في تايوان، بدأ يحقق النجاح إثر النجاح، بدءاً من أعوام التسعينيات ليصبح واحدا من المخرجين البارزين في العالم، وكان قد بدأ مسيرته مع أفلام عن الحياة العائلية في الصين، منتقلاً بعد ذلك إلى فيلمه الهام عن رواية جين أوستن، (إحساس وتحسّس)، وفيلم (أميركا ريتشارد نيكسون)، وإضافة الى أفلامه المتتالية عن الصين والحرب الأهلية الصينية، قدم فيلماً عن (الغرب الأميركي) بعنوان (جبل بروكباك). وأبطال أفلامه، يواجهون باستمرار مواقف حرجة وتحديات بدنية.
وفيلم آنج بي الجديد، هو عن رواية يان مارتيل التي فازت بعدة جوائز أدبية، (حياة بي) ومن المشهد الأول للفيلم نجد مجامع من الطيور والأسماك في حديقة حيوانات ثم تنتقل العدسة لتصوير أعماق البحر (فيلم ثلاثي الأبعاد).
والفيلم قصة داخل قصة، إذ يبدأ بحكاية مؤلف كندي يقول له احد الهنود، إن هناك شخصا في مونتريال يدعى (بي) لديه قصة يجعلك تصدق بالله، وذلك الشخص هو عرفان خان، المدرس الفيلسوف الذي يحكي تلك القصة المثيرة لحياته غير الاعتيادية، بدءاً من ولد يعمل في حديقة حيوان في إحدى المناطق الهندية التي كانت تحت الحماية الفرنسية حتى عام 1954.
وهناك شخصيتان رئيسيتان في الفيلم، وهو عن شخص واحد يدعى (بي) وهو في بادئ الخامسة من عمره، ثم يصبح في الـ16، وهذا الصبي يولع بنمر بنغالي في الحديقة، جلبه صياد انكليزي، وأطلق عليه اسم، (تيرستي) "عطشان بالعربية"، وعند تسجيل اسم الصياد والنمر، تبادل الاثنان الاسم، ليصبح النمر يدعى – ريتشارد باركر.
ومع انتقال الصبي إلى مرحلة الشباب، بدأ اهتمامه بالدين ومعنى الحياة، مكوناً له مع الأيام مجموعة خاصة ضمن الديانة الهندوسية، وسرعان ما يدرك انه سجين مثل النمر، وخاصة بعد أن يترك والده حديقة الحيوان ويقوم بتحويل سفينة شحن إلى قارب مؤقت لنقل العائلة والحيوانات إلى كندا وبيعها هناك ولكن الرياح العاتية تهب على القارب، ويتحول (بي) إلى نوح آخر أو كروزو، على الشاشة، وهو في المحيط الهادئ وحيداً مع ثعبان من نوع زيبرا وضبع وقردة ونمر بنغالي ضخم اسمه ريتشارد باركر.
وتبدأ قصة مغامرات رائعة، من اجل الحياة، تتناول نصف الفيلم، حيث يعيش الإنسان بسلام مع الحيوانات، والأيام الـ 227 في البحر، هي تجربة حياتية، وتكيف عقلي مع الإيمان.
ويعاني (بي) من العطش والجوع (يؤدي دوره سورجا شارما)، ويواجه الريح العاتية والأسماك الطائرة، وحوتاً محدب الظهر، وعشرات الدلافين وليال تضيئها الأسماك المشعّة، وهذا العالم الحر الجديد الذي نجده في الفيلم، يسحر المشاهد كما سحره من قبل مشاهدة الرمال والصحراء في (لورنس العرب).
إن (حياة بي) الشاعرية مع مشاهدها الساحرة تثير التساؤلات حول مدى تطور التكنولوجيا الفيلمية والتي تحول الخيال إلى حقيقة.
عن الأوبزرفر
فيلــم آنـج بي فـي مقدمة أفلام 2012..حياة بي
نشر في: 25 ديسمبر, 2012: 08:00 م