TOP

جريدة المدى > رياضة > أوزبيو .. فخـر البرتغال والأفارقة .. وقمـر مونديال إنكلترا

أوزبيو .. فخـر البرتغال والأفارقة .. وقمـر مونديال إنكلترا

نشر في: 25 ديسمبر, 2012: 08:00 م

كان تبني قط بري رائجاً لدى الأرستقراطيين في أوروبا خلال الفترة الثقافية في ستينيات القرن الماضي، لم يفترق الرسام السوريالي الإسباني سالفادور دالي عن قط الأصلوت بابو، وأصبحت النمور من أبرز هدايا المجتمع الروسي، وجعل شابان أستراليان ملتويان من كريستيان، الأسد الذي نال شهرة عالمية، رفيق شقتهما في شارع ريجنت الفخم في لندن.

لم يعتزم مجري بعمر الحادية والستين الإنضمام إلى نادي القط البري، عندما ترك منزله في لشبونة ليقص شعره في نهاية الستينيات.. إلى جانبه على كرسي الحلاقة جلس تلميذ قديم يتحدث بشغف عن فهد أسود شاهده خلال رحلة إلى موزامبيق، لكن بعد خمسة أيام، كان الأول في رحلة تقوده إلى مابوتو، هناك أذهله المفترس.

أخذ هذا المفترس الأسود ضحاياه الى ملعب كرة القدم بدلاً من الأدغال، كان أوزبيو الإسم الأول وراء الإسم المستعار، أسَره رجل كان يشرف على بنفيكا يدعى بيلا جوتمان، وأوصى به باور، لاعب درّبه سابقاً في ساو باولو.

طريق صعبة

مع ذلك، فإن طريق ابن 17عاما كانت صعبة إلى ملعب "دا لوز"، كان أوزبيو يلعب مع سبورتينغ دي لورنسو ماركيس، وهو أحد الأندية المغذية للعملاق البرتغالي سبورتينغ، الذي كان قد توصل إلى اتفاق للتوقيع مع المهاجم، على عجل اقترح جوتمان عقداً وضع اللاعب الفقير الذي لم يثبت نفسه بعد على قدم المساواة مع ماريو كولونا، لاعب الوسط الموزامبيقي الأصل الذي فرض نفسه كأفضل اللاعبين في أوروبا، طالب شقيق أوزبيو بطريقة خيالية ضعف المبلغ، هــزّ جوتمان رأسه بلا مبالاة موافقاً.

 

اختطاف !

كانت البقية بمثابة أفلام التجسّس، لم يُترك أوزبيو من البوابة الرئيسة لمطار مابوتو الدولي نحو الطائرة المتجهة إلى لشبونة، لكنه نـُقل بمفرده بسيارة نحو نفق الطائرة كي لا يلفت انتباه الإشخاص غير المسافرين، فوراً وبعد الوصول إلى العاصمة البرتغالية، وخوفاً من اختطافه من الأندية الغريمة، أسرع بنفيكا بوضعه في منطقة نائية في الجارف حيث أمضى عشرة أيام، وحتى لو كانت تحريات سبورتينغ قوية بما فيه الكفاية لتفقد أسماء النزلاء في فنادق المنطقة الواقعة في أقصى الجنوب البرتغالي، لكانت الحيلة قد انطلت عليه، إذ سكن اللاعب الفندق تحت اسم مستعار هو روث مالوسو!

خدمة ذهبية

بلغ معدل تسجيل أوزبيو 1.4 هدف في المباراة الواحدة في الدوري البرتغالي، إضافة إلى تسجيل هدفين في مرمى ريال مدريد في نهائي كأس الأندية الأوروبية البطلة عندما كانت النتيجة متعادلة 3-3، ليحافظ بنفيكا على لقبه القاري، كانت هذه مقدمة لخدمة ذهبية دامت 15 سنة مع النادي، حيث ساهم معه بإحراز لقب الدوري 11 مرة ولقب الكأس 5 مرّات، حيث سجل 638 هدفاً في 614 مباراة.

يعود الفضل برصيده الرهيب إلى لياقته البدنية ، كان أوزبيو يعدو مسافة 100 متر في 10.8 ث، عندما كان الرقم العالمي أقل بثمانية أعشار من الثانية فقط، فكان يملك قوة بدنية هائلة في القسم العلوي من جسمه توازن راقصي الباليه وقفزة عملاقة جعلت اللاعب البالغ طوله 1.75 م يتفوّق على خصوم أطول منه بكثير، وبحسب الدولي البرتغالي ماتاتيو، المولود أيضاً في موزامبيق، كانت تسديدة أوزبيو بالقدم اليمنى توازي لكمة البطل محمد علي كلاي، الملاكم الذي ولد قبله بثمانية أيام، ومعبود الجماهير الأفريقية في ستينيات القرن الماضي عندما فاز في مبارياته الـ29 ومعظمها بالضربة القاضية!

قمـر الفضاء

فضّل جوتمان تشبيه سلاح أوزبيو بالقمر الصناعي السوفييتي: مشاهدة الكرة تترك قدم أوزبيو، كان بمثابة مشاهدة قمر سبوتنيك ينطلق نحو الفضاء! وفضلاً عن هذه القوة، كان يسدّد بدقة متناهية، كان سريعاً أيضاً ومتفجراً ومراوغاً ماهراً، لقد كان لاعباً كاملاً، التوقيع مع أوزبيو كان أكبر انتصار حققه بنفيكا على سبورتينغ.

إذا كان رصيد أوزبيو مع بنفيكا قد قسّم المدينة، إلا أن أداءه بقميص أحمر آخر وحَّــد البلاد، سجّل 41 هدفاً في 64 مباراة دولية مع البرتغال، وعلى الرغم من  أنه حصل على فرصة وحيدة لإظهار موهبته الضخمة على الساحة الدولية، إلا أنه استغلها على أكمل وجه.

نجـم مونديال إنكلترا

كان أوزبيو في الواقع، نجم كأس العالم إنكلترا 1966، فسجّل مرّتين ليقصي البرازيل حاملة اللقب مرّتين، وقاد البرتغال إلى ربع النهائي، حيث أسهمت رباعيته في قلب تأخر فريق المدرب أوتو غلوريا بثلاثة أهداف أمام كوريا الشمالية إلى فوز 5-3، وعلى الرغم من امتلاكه قلبي دفاع رائعين هما بوبي مور وجاك تشارلتون، فقد عبّر مدرب إنكلترا ألف رامسي عن قلقه، وأمر نوبي ستايلز بمراقبته في نصف النهائي، سجّل أوزبيو على الرغم من ذلك، ولو من نقطة الجزاء، لكن إنكلترا فازت 2-1.

قال تشارلتون: كان أوزبيو لاعباً رائعاً بحق، سريعاً، قوياً، يتمتع بتوازنٍ مثالي، وبمهارة مع الكرة، كان بمقدوره التسديد بقوة أيضاً. برأيي، كان بمستوى بيليه، لم يرغب الزعيم بمراقبة أي لاعب، لم يقم بذلك أمام (فولفغانغ أوفراث) في النهائي، أو بيليه (في المكسيك 1970)، وهذا ما يظهر مدى تقديره لأوزبيو. 

إذاً، هذا ما قام به ستايلز لمدة 90 دقيقة من مساء تموز، وللمفارقة فقد خسر عمود مانشستر يونايتد الفقري أربعة كيلوغرامات وهو يطارد أوزبيو على عشب ملعب ويمبلي!

جائزة أديداس

على الرغم من ذلك، أنهى اللاعب الرقم 13 مشواره في الدورة بإناقة، إذ سجّل في مباراة الإتحاد السوفييتي 2-1 ليضمن حلول البرتغال ثالثة واحرازه لقب حذاء أديداس الذهبي.

وقال أوزبيو، الذي نال جائزة الكرة الذهبية عام 1965: كنت دائماً فخوراً لنيل الجائزة، لأنها لم تكن لي فقط، بل للبرتغال وكلّ أفريقيا، إضافة إلى الفخر الذي جلبه للبرتغاليين والأفارقة، لعب أوزبيو لفرق عـدة في كندا والمكسيك والولايات المتحدة، قبل أن يعتزل عام 1979 بعد خوض 745 مباراة سجّل خلالها 733 هدفاً.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

رئيس مجلس ديالى ممتعض من تحركات استجوابه: لن أرضخ لإقالتي

الأمم المتحدة تبدي موقفاً بشأن "الاعتداء" على عمّال سوريين في العراق

روسيا توافق على وقف إطلاق النار مع أوكرانيا

تغييرات إدارية في وزارة المالية

إضافة بيتر كوركيس لقائمة المنتخب العراقي بمواجهتي الكويت وفلسطين

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

تأجيل 4 مباريات في الدوري العراقي بسبب الأمطار

منافسات الجولة الــ23.. مباراتان تختتمان دوري نجوم العراق

كاساس يستدعي 29 لاعباً لمواجهتي الكويت وفلسطين في تصفيات مونديال 2026

إضافة بيتر كوركيس لقائمة المنتخب العراقي بمواجهتي الكويت وفلسطين

مقالات ذات صلة

إضافة بيتر كوركيس لقائمة المنتخب العراقي بمواجهتي الكويت وفلسطين
رياضة

إضافة بيتر كوركيس لقائمة المنتخب العراقي بمواجهتي الكويت وفلسطين

متابعة/ المدى قرر الجهازُ الفنيُّ للمنتخبِ الوطنيّ إضافةَ لاعب نادي دهوك بيتر كوركيس، إلى القائمةِ النهائية المُستدعاة لمواجهتي الكويت وفلسطين ضمن جولةِ التصفيات (السابعة والثامنة) والمؤهلة لمونديال 2026. ويوم أمس الأربعاء، أعلن مدرب المنتخب...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram