سهيل نجم لا صورة تتدحرج بين أضواء الكلام. ليس سوى دوار مبعثر، مسبحة برؤوس أفعوانية تسعى، خصلة من قصائد مرتبكة لشاعر مجنون
يهذي في السوق أن الناس نيرانتمشيأو علامات طريق تؤدي، دوماً، إلى البداية.لا علة للمخلوق غير الوقتفي عالم من الأسئلةتتدافع كالريح.حط الخالق اصابعه هنا واختفى.رسمت الأوهام دورتهاوعلت جبين الروح ترنو إلى شمسٍسوداء،ساعات مطحونة بالفراغ.تعال نقترب من السؤالأو تجرأ وفكك اللغز عني:هل يكون الكون كسل يقضي أوقاته متسلياًبعرض الصدف؟الليالي العذراء يفض بكارتها الحنين والشوارع المحشوة بالفقدانيستبيحها القلق.إبق هناك أو تراجع عن ضياء النوافذذي مدن تتهدم بلا صوتوذي لغة تأكل بعضها.كان الكلام قد نسي أسطورتهحيث الشاعر، في المقهى، يتلوى من النسيان.هل من العسير أن تعرفأم عرفت؟أهذه أرضك أم صورة مزعومة للنهاية؟هل أسرفتَ في تهجي لغة ضائعة؟هل غنيتَ للموت منتبهاً ليسره ووعورة الرؤيا؟تعال وخذ وقتي معكيا من رأيتني أقرأ النار في المنأىيا من تسربت لياليه، مثلي،إلى الخنادق الثملة،تعال ولون صوتي باليقظة،يا من تكررت يده في يديفأزهرت لوعة الغد.في المدن القصية يبات الناسعلى فاكهة القصائدوأنت افترشت موتك على بساطالأملفتجرّح موتك من الانتظار.لا مرآة أو حكمة تسيل من هذا النهار،لا غبار نمسحه من على وجههليس غير منايا تدورأو تتهدل من شجرة الشمس.تعال سمني من جديد حتى لو نفدت الأسماء.هنا على مبعدة من اللامكانسردنا حكايا عن الصبرثم انطوينا بلا أقنعة نرمم كتب الرمال.هنا قرب جدول اللانهايةتعلمنا لغة الرصاص بلا اسلحة.من أجل من تداعت الغصون لتغدومشانق،إلى أي اتجاه تركض الوعول الحجريةيتطاير الزمن من حوفرهاويذوب الضوء من خلفها؟كيف لملمت الشموس أيقاعهالتدوس على رأس الموتبنغمة الأبدية؟هنا جرجرت الذاكرة وقتيحيث اللامكرر يهزأ من ثبات الدورانوحيث حياتنا تحلق باتجاهواحد.إن كنت جنوناً أفصح عن لزومكوإن كنت مداراً غافلاً فافسح الطريقللمدن الطينية تطفو،إفسح لها كي تردد أغنية الرماد حيث ال "نحن" أسطورة ال "أنا"وحيث الحقول المجدبة يطالها الحريق.خذني حتى وإن سقط اللون عنيثمة اسماء تسلق إليها البحث بلا جدوىوثمة طيور تبكي من عشقها للملل.فائض هذا اللمعان على جباه الكلماتفائض هذا الأول الذي زعم القسمةعلى لا أحد،بينما وقتنا فائض أيضاًلو أننا تحاورنا على بغية الإلتباس.إن كنت بحراً فلتقتربوحاول معي خوض تجربة ارتقاء السُلم المؤدي إلى "متى".إن كنت بحراً مسلوخ الجلد مثليفكر أن في الأرض جبال تنام عليها الليالي المسدلةولا تفكر بتزييف رعشة الاعترافعندما تنام مطمئناً من شدة الرغبةفي النسيان.