اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > أديث ستويل: مديح لديلان توماس

أديث ستويل: مديح لديلان توماس

نشر في: 22 يوليو, 2011: 06:08 م

ترجمة: سعد هادي ((توفي الشاعر الويلزي ديلان توماس عام 1953 وخلال حياته العاصفة التي لم تزد على 39 عاماً اصدر عددا من الدواوين الشعرية جعلته من بين أفضل شعراء اللغة الانكليزية في القرن العشرين، في هذا المقال القصير الذي نشرته جريدة الأوبزرفر اللندنية للمرة الأولى في العشرين من تشرين الثاني/ نوفمبر 1960 وأعادت نشر مقتطفات منه مؤخراً، ترسم الشاعرة الكبيرة اديث ستويل صورة شخصية لديلان توماس وتروي انطباعاتها عنه.))   
رأيت ديلان توماس للمرة الأولى عندما كان عمره 22 عاماً، نظرت إليه فشعرت كما لو أن روبنز قد خطر له  فجأة أن يصور سيلينوس* شاباً : وجهه ذو البشرة المتوردة، شعره الأحمر، عيناه المدورتان، شفتاه الممتلئتان، هي ملامح كانت تولد ذلك الانطباع.كان من ألطف الأشخاص الذين تعرفت عليهم في حياتي، لم اسمع منه قط أية كلمة سيئة عن أي مخلوق حي على الرغم من انه كان متحدثاً مرحاً بشكل لا يوصف ومقلداً مدهشاً للآخرين. لم أره يتصرف أبداً في أي موقف إلا كما ينبغي لرجل عظيم أن يتصرف ولا اعتقد أن من المعقول انه كان سيتصرف بشكل آخر في حضور أشخاص آخرين.بالطبع كانت هناك لحظات مختلفة، مرة في حفلة شاي أقامها كارسون مكولير مع ديفيد كاسكوين، تقدم ديلان نحوي وقال متجهماً: (لقد سمعت إن احدهم قال لك إنني صنعت من نفسي وحشاً في بيرموندسي**، أنا لم اصنع من نفسي وحشاً هناك.)في مناسبة أخرى جاء لتناول الغداء معي وحين وصل قال لي: (أنا آسف يا اديث لأن رائحتي لا تطاق، انها مارغيت، قلت نعم بالطبع، ولدي العزيز انها مارغيت، انا مدركة تماماً لذلك.) ولكن مع تلك الـ"مارغيت" او بدونها كان سلوكه مستقيماً.في أمريكا كانت تلاحقه بتهور عاهرة صغيرة ثقيلة الظل، وبالطبع افترض انه كان يستمتع بالإطراء، أما المرأة الوحيدة التي أحبها حتى النهاية فهي زوجته الجميلة "كايتلين". اعرف إنهما كانا يتشاجران أحيانا ولكن ذلك كان تمهيداً للتسوية وبحثاً عن سعادة إضافية. لقد تحطم قلبها بعد وفاته، وكل من يقرأ كتابها عنه دون أن يلاحظ ذلك فلا بد من انه يمتلك قلباً قدّ من حجر.كان صوته مختلفاً عن أي صوت آخر: (انها روح بدايات خلق الأشياء، هنا لا وجود لخيال منفصل، ولا لابتكار، من أعماق الوجود، من جذور العالم، صوت يتكلم).لقد اتهم توماس بأن من الصعب فهمه، انه صعب أحياناً، لا أحد ينكر ذلك، ولكن صعوبته تحدث جزئياً بسبب الصدمات المفاجئة التي تولدها أخيلته. لقد قال "جون كراو رانسوم": (لا يمكن تجريد الصورة من نقائها البدائي الذي لا يمكن للأفكار الاستحواذ عليه، إن الفكرة تشتق وتروض، أما الصورة فهي نتاج للحالة الطبيعية أو البدائية).مع ذلك، فإن عبارة : "سعيد، مثلما إن العشب أخضر" في قصيدته "تل السرخس" يمكن بالتأكيد أن تكون مفهومة من أي شخص ويمكن لأي شخص أن يكون قد جربها.انه يستخدم أحيانا كلمات تبدو غريبة لنا، تقتبس "ماريان مور" من الراحل "والاس ستيفنس" قوله: "تكمن اللذة في الكلمات الخطأ والأصوات الجامحة". وتضيف: "أو كما لو أن الثور المجازي أنوبيس*** يقول كلمات الثور أفوريس"، ولقد كان توماس مدمناً بإفراط للكلمات الجامحة، مثلما كان أيضاً يحاول بعث روح جديدة في اللغة. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ*سيلينوس: مخلوق اسطوري مصاحب لديونيسوس إله الخمر في الميثولوجيا الإغريقية.** بيرموندسي: منطقة تقع على الضفة الجنوبية لنهر التايمز في لندن.*** الثور المقدس لدى قدماء المصريين.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

تركيا.. إقرار قانون لجمع الكلاب الضالة

تقليص قائمة المرشحين لخوض الانتخابات مع كامالا هاريس

وزير التعليم يخول الجامعات بمعالجة الحالات الحرجة في الامتحان التنافسي للدراسات العليا

اليوم..مواجهة مصيرية لمنتخبي العراق والمغرب

تعرف على الأطعمة التي تحفز نشوء الحصى في الكلى

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

في استفتاء موسيقي تنافسي سنوي حصلت إسطوانة “أصابع بابلية” للمؤلف الموسيقي وعازف العود العراقي أحمد مختار على مرتبة ضمن العشر الأوائل في بريطانيا وأميركا، حيث قام راديو “أف أم للموسيقى الكلاسيكية” الذي يبث من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram