افتتاح شارع الرشيد لم تعرف مدينة بغداد القديمة منذ سقوطها بيد المغول بقيادة هولاكو عام 1258 اياً مما يطلق عليه بالشارع سوى شارع ضيق يعد من بقايا دار الخلافة العباسية وهو شارع النهر، وذكر إن والي بغداد المصلح مدحت باشا كان في سبيل فتح شارع واسع في بغداد ، ولم تمتد ولايته ليرى ما أراد . واكتفى الوالي ناظم باشا بتجديد شارع النهر ، وبقيت بغداد بلا شارع كبير الى ان اندلعت الحرب العالمية الاولى واصبحت مقرا لقيادة الجيش العثماني في الجبهة العراقية ، عندما قرر الوالي خليل باشا شق شارع جديد في قلب مدينة بغداد لأسباب عسكرية بعد استشارة مدير بلديتها رؤوف الجادرجي .
وفي مثل هذا اليوم من عام 1916 وفي غمرة الاحتفال بذكرى الانقلاب الدستوري افتتح الوالي خليل باشا الشارع الجديد وسماه البغداديون الجادة ، حتى إذا أفل العهد العثماني واحتل الانكليز بغداد في 11 آذار 1917 ، استمر العمل بشق الشارع وأصبح امتداده من الباب المعظم الى الباب الشرقي وسمي بالشارع العام ، وبقيت التسمية الى ان الفت أمانة العاصمة في عام 1932 هيئة من كبار المؤرخين والكتاب لتسمية شوارع بغداد التي زاد عددها بعد تأسيس الدولة العراقية ، واختير اسم الرشيد للشارع العام بعد رصفه وتبليطه . ويعد شارع الرشيد عصب الحياة في بغداد القديمة وتقع عليه كبرى الأسواق والمؤسسات التجارية والدينية والاجتماعية . وعلى الرغم من تشابك السنين وتقلبات الزمن ، فقد بقي شارع الرشيد نابضا بالحياة مزدهرا برواده من البغداديين وضيوفهم . ومن بدايته في منطقة الباب المعظم الى نهايته في منطقة الباب الشرقي حيث ساحة التحرير ، تطل عليه خمسة جسور تربط جهتي المدينة التي يتهادى نهر دجلة بوسطها ، ويقع عليه اكبر مركز تجاري في العراق باسم سوق الشورجة ويرتبط به المركز الثقافي الأكبر شارع المتنبي ، وأقدم مساجد بغداد وأكبرها ، فضلا عن مقاهيه الشهيرة ، ومن زار بغداد ولم ير شارع الرشيد لم ير بغداد.
فـي مثل هذا اليوم 23 تمـــوز
نشر في: 22 يوليو, 2011: 07:08 م