أجرى الحوار: يوسف المحمداويتصوير: أحمد ساميبتواضع صنعته غربة أربعة عقود من الزمن، وبحفاوة الإعلامي الخابر جهد العمل الصحفي وأهميته، استقبل (المدى)، سفيرُ العراق الدائم في الجامعة العربية الدكتور قيس العزاوي في مقر الممثلية بالقاهرة، ليؤكد في حوار لصفحتها،
أن مطالبة الجامعة العربية لمجلس الأمن بضرورة التدخل من مصلحة الشعب الليبي، ويبين لنا أن أي مبرر أو موقف لدى العرب إزاء التغيير الذي حصل في العراق قد انتهى.واوضح أن هناك 21 دولة عربية وافقت على إزاحة القذافي بتدخل أجنبي، وهذا يعني والكلام للعزاوي، إن العرب وصلوا إلى قناعة بأننا نحتاج أحياناً إلى تدخل خارجي من أجل إزاحة دكتاتور يبطش في شعبه كما حصل في العراق، وبشأن المد الديني المتصاعد في المنطقة العربية مع انحسار دور القوى والأحزاب الديمقراطية أشار العزاوي إلى أن السبب في ذلك هو القوى الكبيرة التي ساندت الحكومات المستبدة وتخلت تماماً عن الأحزاب الديمقراطية، وقال إن النفط وإسرائيل هما السببان الرئيسان في وصول العسكر إلى دفة الحكم وبداية عنصر الاستبداد، فيما يلي الجزء الاول من الحوار.rn* من هو قيس العزاوي؟- أنا قيس جواد العزاوي ولدت في محافظة ديالى، قضاء الخالص، أكملت دراستي الابتدائية والمتوسطة فيها، انتقلنا إلى بغداد لأكمل الدراسة الثانوية في إعدادية الأعظمية، وبعد حصولي على شهادة البكلوريا غادرت العراق عام 1963 إلى مصر، وفيها حصلت على بكالوريوس في علم النفس والاجتماع من جامعة عين شمس، ثم حضرت للدبلوم العالي لمدة عامين وهي تعادل شهادة ماجستير، فلسفة إسلامية في الحركات الصوفية، بعدها وجدت نفسي مدرساً في ليبيا واستمر عملي فيها لمدة عامين، ثم غادرتها متوجهاً إلى فرنسا عام 1973. في العام 1975 سحب جواز سفري العراقي من قبل وزير الداخلية آنذاك عزة الدوري، إثر إصدار بيان لنا ضد اتفاقية الجزائر.rn* من الذي أصدر البيان، أنت أم أن هناك جهة تنتمي إليها هي من أصدرت؟- أنا كنت مع رابطة الطلبة العراقيين، وبالتحديد من أصدر البيان أنا ومعي من أعضاء تلك الرابطة في تلك الفترة اثنان.rn* هل تتذكر أسماءهم؟- بالطبع، لكني لا أجيد لغة التشهير، لأن بعضهم أصبح يعمل مع النظام السابق.rn"عملت زبّالاً في باريس"rn* ماذا عملت في فرنسا؟بعد أن سُحب جواز سفري، تمكنت من أن احصل على جواز سفر سوري، ثم قامت الحكومة العراقة بمصادرة أموالي المنقولة وغير المنقولة التي ورثتها بعد وفاة والدي، فأصبحت لا أملك الإمكانية المادية التي تؤهلني لإتمام دراستي، لذا اضطررت أن أعمل زبالاً في باريس لغرض إكمال دراستي فأصحو الساعة الخامسة والنصف صباحاً لأن عملي يبدأ من الساعة السادسة صباحاً حتى الساعة التاسعة صباحاً، بعدها أذهب لتكملة يومي الدراسي ثم أعود كعامل نفايات من الساعة السادسة مساءً حتى التاسعة مساءً أيضاً، وحصلت على شهادة الماجستير من جديد، وكان تخصصي في الدراسات المعمقة في التاريخ الحديث ودرست دكتوراه في الـ (JD)، واستمررت في الدراسة لمدة ثماني سنوات ثم حصلت على مرتبة الشرف الأولى برسالتي في علم الاجتماع العسكري والسياسي، التي نشرت فيما بعد كتاباً صدر في اللغة الفرنسية بعنوان "من الخلافة إلى الانقلابات العسكرية"، ولدي الآن (18) كتاباً تسعة منها بالاشتراك مع آخرين والأخرى من تأليفي.rnمكتبة المعارضة العراقيةrn* ما طبيعة نشاطك المعارض آنذاك؟- قمت بفتح مكتبة اسمها (الألف باء)، في الحي اللاتيني، وهي مكتبة عربية – فرنسية، أصبحت فيما بعد مكتبة المعارضة العراقية لنظام صدام، ومن هذه المكتبة أصدرت مجلة أكاديمية بعنوان (دراسات شرقية)، وأصبحت لي دار نشر أسمها "أفكار"، ومن هذه الدار صدر العديد من الكتب باللغة الفرنسية للفيلسوف المصري عبد الرحمن بدوي الذي كان من رواد المكتبة، و لدينا معه علاقات طيبة وقوية، بالإضافة إلى علاقتي معه بمجال الاستشراق الذي كان يتخصص به.rn"اعتقلت مرتين من قبل المخابرات الفرنسية"rn* الجميع يعلم أن السلطات الفرنسية ذات علاقة قوية مع صدام في ذلك الوقت.. كيف سمح لكم العمل كمعارضين؟ - لا أخفيك كنا نعاني الأمرين من المخابرات العراقية وكذلك الفرنسية، وتعرضنا للكثير من المضايقات، أتذكر في يوم واحد داهمت المخابرات الفرنسية منزلي ومنزل الأستاذ عادل عبد المهدي باعتبارنا إرهابيين، والمرة الثانية قاموا باعتقالي وأنا في المكتبة وساقوني إلى سجن فيالق محاربة الجريمة، وما جريمتي سوى معارضة صدام لا أكثر، باعتباري قوميا عربيا معروفا انتمي للحركة الاشتراكية العربية، ولدينا علاقات متينة مع التيارات الثورية المعارضة للدكتاتور، كالإسلامية ممثلة بالأستاذ عادل عبد المهدي أو بالحزب الشيوعي العراقي الذي كان يمثله الأستاذ رائد فهمي، وكنا نعيش ظروفاً صعبة ومعقدة في فرنسا على الرغم من كوني أحمل الجنسية الفرنسية، وصحفيا وأصدر مجلة وعضواً في نقابة الصحفيين الاشتراكيين، وزوجتي فرنسية.rn"كواتم الصوت الصدامية"rn* لحركتكم العربية الاشتراكية كان نشاط واضح في بيروت، هل كنت حينها في باريس، أم انتقلت إلى بيروت؟ -
سفيرالعراق بالجامعةالعربية لـ(المدى):سقطت مبررات العرب ومواقفهم إزاء ما حصل في العراق
نشر في: 22 يوليو, 2011: 07:36 م