عن: أفكار عن العراق إن الولايات المتحدة و محللي الدفاع يمتلكون خططا كبيرة للقوات الأمنية العراقية ، فواشنطن تريد أن ترى العراق و هو يمتلك جيشا كبيرا عصريا قادرا على الدفاع عن نفسه ضد التهديدات الخارجية باستخدام الدبابات و المدفعية و الطائرات الأميركية .
واشنطن تشعر بالقلق من إيران بشكل خاص، إلا أن العراق له أفكاره الخاصة التي قد لا تتوافق مع ما تريده الولايات المتحدة . لقد وضعت الولايات المتحدة خطة بثلاث مراحل لتطوير القوات الأمنية العراقية . المرحلة الأولى ، التي بدأت في 2006 و انتهت في 2010 ، هي جعل العراقيين مسؤولين عن الأمن الداخلي . الثانية جعل الشرطة مسؤولة عن الأمن الداخلي بالاشتراك مع الجيش العراقي ، و من المقرر ان تطبق في نهاية 2011.اما الثالثة فهي ان يتحمل العراقيون مسؤولية دفاعهم الخارجي ، على ان تنجز بحلول 2020 . المرحلتان الأخيرتان وقد تستغرقان وقتا أطول مما خطط له الاميركان . ان سيطرة الشرطة على البلاد قد لا تحصل أبدا مادام رئيس الوزراء نوري المالكي في السلطة ، و ذلك لأن الشرطة يتم تجنيدها محليا و تقع تحت نفوذ السلطات المحلية في المحافظات . المالكي يريد ان تكون الحكومة المركزية التي يرأسها هي المسؤولة عن الأمن ، لذلك فهو يفضّل استخدام الجيش بدلا من الشرطة،في معظم المحافظات المهمة مثل بغداد و البصرة و ديالى و نينوى و الأنبار ، الجيش منظم على شكل قيادات عمليات لا تلتزم بسلسلة المراجع و انما تخضع للسيطرة المباشرة لرئيس الوزراء . كما ان بعض السياسيين يبدون قلقهم من ان المالكي يحاول السيطرة مباشرة على القوات المسلحة خاصة في الوقت الحالي حيث يشغل منصب وزير الدفاع و الداخلية بالوكالة و يضع أتباعه في المراتب العسكرية العليا . و ليس هذا فقط ، فالجيش اكثر قدرة ايضا على تنفيذ فعاليات ضد المتمردين من الشرطة . من جانب آخر ، قد يتم تأخير اعتماد العراق على نفسه في الدفاع الداخلي ايضا . فرغم ان العراق مستمر في شراء دبابات و مدافع حديثة الا ان ذلك لن يكتمل قبل 2020 . كما ان قدرة إدامة و تجهيز هذه الأسلحة و التجهيزات المتطورة قد تستغرق وقتا اطول لأنها من العيوب الأساسية في القوات العراقية . هذه كلها إشارات على ان بغداد تضع أسبقياتها الخاصة و لا تتبع ما يريده الأميركان، و بما ان النفوذ الأميركي يتضاءل شيئا فشيئا و قواته تنسحب من العراق ، فمن المتوقع ان يستمر السياسيون العراقيون بذلك اكثر فأكثر . مثال آخر على استقلالية العراق في مجال الأمن هو الستراتيجيات و التكتيكات . فمثلا ضبط الحدود ضعيف جدا ، و هناك عمليات تهريب كثيرة و المسلحون يتسللون من سوريا و ايران الى العراق و بالعكس . قضية أخرى هي الدفاع الداخلي . فمن حيث الإستراتيجية ، يتصرف الجيش العراقي و كأنه جيش مؤقت يقوم بغارات و اعتقالات بدلا من القيام بعمليات ضد المتمردين كما فعل الاميركان فترة العنف . كما ان بغداد لا تبدي حماسا في دمج (ابناء العراق) للمساعدة في الحماية ضمن المناطق التي يعملون فيها . كل هذا يحدث رغم الجهود الأميركية لتشكيل حرس حدود ، و جعل العراقيين قوة جديرة بمقاتلة المتمردين . الخلاف الكبير بين العراق و الأميركيين هو حول الحدود الجنوبية و العلاقات مع إيران . ففي الجنوب هناك تدفق متواصل للأسلحة و المسلحين من إيران منذ ثمانينات القرن الماضي ، و قد ازداد ذلك في الوقت الحاضر عندما بدأت طهران و المجاميع الخاصة التي تدعمها بحملة لمهاجمة القوات الأميركية لتعطي انطباعا بأنها هي التي أجبرت أميركا على الانسحاب من العراق . الحكومة العراقية لم تفعل شيئا بشأن هذه العمليات منذ 2008 رغم شكاوى المسؤولين الاميركان من ازدياد أعداد ضحاياهم في هذا العام و ان على بغداد اتخاذ اجراء بهذا الشأن. ثم ان الخطط الدفاعية الأميركية للعراق مبنية بشكل كبير على ردع القوة الإيرانية . في الواقع يعتقد الكثيرون ان هناك اتفاق عدم اعتداء غير رسمي بين الطرفين ، ما يعني ان الجيش العراقي لا يمكنه مواجهة المشاكل على الحدود الإيرانية . و ليس هذا فقط و انما القوات الامنية تعتبر ان مشاكل الحدود هي شأن دبلوماسي تتركه لوزارة الخارجية و للسياسيين ، ما يعني ان الجيش ليس لديه نهج واضح عن كيفية التعامل مع إيران رغم الضغوط الأميركية التي تطلب التعامل مع هذه المشاكل على أنها تهديد للبلاد .جزء آخر من الخطة الأميركية هو الدفع لجعل العراق قادرا على الدفاع عن نفسه . و هذا يواجه ستة أنواع من المشاكل . الأولى هي ان العراق لا يمتلك تكافؤا في الضباط و في وزارة الدفاع ، فبعض الضباط هم من المحاربين القدامى الذين شاركوا في الحرب الإيرانية – العراقية و حرب الخليج , بينما آخرون تم تعيينهم سياسيا بدون تدريب عسكري.كما ان الضباط الجدد لا يمتلكون الخبرة في قتال دول أخرى، انهم بحاجة الى الانتقال من عمليات دفاع داخلي الى دفاع خارجي.المشكلة الثانية هي ان أحزابا سياسية مخ
6 مشاكل تواجه تطوير الجيش العراقي.. والمالكي لايحبذ الشرطة في مسك الأمن
نشر في: 22 يوليو, 2011: 09:24 م