خرجت الدولة العثمانية من الحرب العالمية الأولى وهي تجر أذيال الهزيمة ، جراء تحالفها مع ألمانيا . وقد أدرك الجانب الآخر تحالف بريطانيا وفرنسا وروسيا تلك الهزيمة من وقت مبكر ، فعقدوا اتفاقية سايكس بيكو لتقسيم الممتلكات العثمانية في عام 1961 والحرب لم تزل قائمة ، وأصبح العراق من حصة بريطانيا وبعد انتهاء الحرب عقد المنتصرون معاهدة سيفر التي اعتبرها الأتراك حكما بالإعدام عليهم ، إذ أقرت حق الشعوب التي كانت منضوية تحت العلم العثماني بتقرير مصيرها .ومنها الشعب الكردي بعد ان نال العرب استقلالهم عن الأتراك .
عمل مصطفى كمال أتاتورك الزعيم التركي الكبير جاهدا لإبطال معاهدة سيفر التي أقرت الحقوق القومية للشعب الكردي ، فقرر المشاركة في المعاهدة الجديدة التي سيتم إقرارها في لوزان في سويسرا لتحل محل معاهدة سيفر .اعترفت المعاهدة الجديدة التي وقعت في مثل هذا اليوم من عام 1932 بالجمهورية التركية وإيجاد حلول للقضايا الباقية . وفي ما يتعلق بالعراق فقد ألحقت معاهدة لوزان منطقة كردستان الجنوبية بالدولة العراقية الناشئة مما يعد خرقا للاتفاق مع الكرد ، كما تناولت المعاهدة قضية الموصل ، وهي من اخطر التحديات التي واجهت العراق يومئذ ،فقد طالبت تركيا بإلحاق الموصل بها ، محتجة بان الموصل احتلت من قبل البريطانيين بعد الهدنة في الحرب العظمى ، وفي المادة الثالثة من معاهدة لوزان تقرر تسوية قضية الحدود الفاصلة بين العراق وتركيا بين بريطانيا الدولة المنتدبة على العراق والحكومة التركية في غضون تسعة أشهر ، وإذا لم يتوصلا الى حل خلال تلك الفترة يحال النزاع الى عصبة الأمم .أحيل النزاع فعلا الى عصبة الأمم ، وجهدت بريطانيا بعد ان أيقنت ان نفط العراق أصبح من امتيازاتها ، وبعد استفتاء قررت عصبة الأمم الإبقاء على ولاية الموصل في الدولة العثمانية ضمن الدولة العراقية وعهد الى الحكومة العراقية معالجة المشكلة الكردية !
فـي مثل هذا اليوم 24 تمـــوز .. معاهدة لوزان
نشر في: 23 يوليو, 2011: 08:36 م