الموصل/ نوزت شمدينمرة أخرى، وكما هو الحال في كل عام، ارتفعت أسعار المواد والسلع الغذائية في مدينة الموصل مع اقتراب شهر رمضان، بدا ذلك في أسواق الجملة الرئيسية في البورصة والكورنيش وحي الجزائر وباب الجديد، لتتفشى العدوى في عموم أسواق المحافظة، ويجد المواطن نفسه خصوصاً من ذوي الدخل المحدود امام ورطة التسوق الرمضاني التي تظل مستمرة حتى اول تكبيرة عيد الفطر.
الخبرة الشعبية تشير الى ان التبضع قبل أيام من وصول رمضان، يسهم في الافلات قليلاً من جشع التجار، لكن التجربة اثبتت ان التجار يمطون عرض جشعهم ليتوافق مع الطلب، والمواطنون كالعادة هم ضحية السوق وفريسته، في غياب سلطة ورقابة الدولة، التي لا تملك أية أدوات فاعلة تكبح بها الاسعار ومنع وصولها الى حدود الاستغلال.الرز والسكر والدقيق والعدس والسمن والزيت، هي المواد الأساسية التي بدأ بها التجار حملتهم السنوية في ارهاق المستهلكين، الكثير منهم يبررون مهرجان رفع الاسعار الرمضاني بجشع تجار ما بعد الحدود، وان إزدياد الطلب هو من يتحكم برفع اسعار المواد الغذائية قبل ان تصل معبر ربيعة الحدودي مع سوريا، او إبراهيم الخليل مع تركيا، وقلة منهم ينكرون ان كميات كبيرة من البضائع يتم تخزينها قبل اشهر من رمضان، يتحين أصحابها قلة المعروض وارتفاع سعره، لينقضوا بها على الجيوب. اللحوم الحمر المحلية هي الاخرى شهدت ارتفاعاً ملحوظاً، ووصل سعر الكيلوغرام الواحد من لحوم الأبقار الى نحو 14000 دينار، والظأن الى 13500، وحتى المستوردة منها والتي كانت لا تتجاوز الـ 4000 دينار، ارتفعت بنسبة تراوحت بين 2000 الى 3000 دينار.في حين حافظت أسعار اللحوم البيض وتحديدا الدجاج المستورد التركي والسوري على مستويات أسعارها السابقة، مع ارتفاع طفيف مقارنة بارتفاع اسعار المنتج المحلي، وهذا لا شان له برمضان، إنما لارتفاع تكاليف الانتاج كما اخبرنا متعاملون بسوق الدواجن، حيث تصل كلفة إنتاج الكيلوغرام الواحد من فروج اللحم الى نحو 3500 دينار، في حين ان المستورد قد يباع بـ 3000 للكيلو، وهو ما يحسم منافسة السوق للأخير، وتبقى مجازر الدواجن في الموصل بلا عمل فترات طويلة.لحوم السمك المحلي، تسلقت هي الاخرى سلالم الارتفاع، حيث استقر سعر الكيلوغرام من سمك الشبوط الاكثر طلباً في سوق الموصل فوق 12000 دينار، يليه السمتي بـ 8000- 9000 دينار، ثم الجري بين 2000_4000 دينار، مع توافر للسمك المستورد، وهو بحري بمجمله، لا يتجاوز سعر الأفضل منه حدود الـ5000 دينار.بيض المائدة أيضاً، وجد لنفسه مساحة تتحرك فيها أسعاره، ليتجاوز احياناً سعر العلبة الواحدة ذات الـ12 طبقة خمسين الف دينار، والبيض التركي هو الاكثر رواجاً، والاعلى سعرا، يليه البيض المحلي.حملات رفع الاسعار الاستباقي للتجار، شملت كذلك الالبسة الجاهزة في أسواق السرجخانة وهو سوق نسوي، يقابله على بعد كيلو مترين سوق الدواسة الذكوري، وكذلك أسواق باب السراي والنبي يونس والمثنى والمصارف، وضغط الاسعار يتركز في الغالب على ثياب الاطفال واحذيتهم، ومن ثمة الرجالية والنسائية، والخط البياني للأسعار سيظل بحسب التوقعات في ارتفاع على مدى الـ35 يوماً القادمة. الاسواق في الموصل تشهد زحاماً آخذاً بالازدياد، يعلل بائع الجملة للمواد الغذائية فارس سمير، أنه بسبب محاولة الكثيرين من الناس تجنب التسوق خلال شهر رمضان، لانه سيتزامن العام الحالي مع شهر آب المعروف بارتفاع درجات الحرارة فيه على نحو يصعب من حركة الصائمين في ظل الزحام المروري الموجود أصلاً بفعل غلق العديد من الطرق في مركز المدينة أو في اسواق المناطق الأخرى او القريبة منها.ويؤكد فارس ان الطلب ينصب على المواد الغذائية بدرجة كبيرة، وان الموظفين يشكلون الغالبية العظمى من زبائن الاسواق، ويعتقد بان الزحام سيندرس مع الأيام الأولى لرمضان، ليعاود ارتفاعه في أسواق الالبسة خلال القسم الأخير من شهر رمضان.
ارتفاع استباقي للأسعار في أسواق الموصل قبل أيام من شهر رمضان
![](/wp-content/uploads/2024/01/bgdefualt.jpg)
نشر في: 24 يوليو, 2011: 08:43 م