بغداد/ المدى مع تزايد الاحتمالات عن انسحاب اميركي من البلاد نهاية العام الحالي اثر عدم توصل القوى السياسية إلى اتفاق حاسم، ومع تصاعد حركة الاحتجاجات والاضطرابات في دول الجوار وتحديدا في سوريا، تصاعدت المخاوف من عودة أعمال العنف مجددا وظهور المسلحين على شاكلة الأحداث التي حصلت بين عامي 2005 و2006.ويقول عضو مجلس النواب عن كتلة التحالف الوطني جعفر الموسوي إن الانسحاب الامريكي إذا ما حصل فان الذريعة التي كان يتحدث عنها البعض
بضرورة مقاتلة القوات الأجنبية ستسقط وستزول، لأن النظرة من أن العراق محتل، ويجب على الجميع مقاومة الاحتلال ستنتهي، وبالتالي فان المخاوف من تصاعد أعمال العنف غير موجودة، سيما وان الأجهزة الأمنية باتت مسيطرة على الملف الأمني بشكل كامل. وبشأن الاضطرابات في سوريا وإمكانية انفلات الأوضاع على الحدود السورية العراقية، أوضح الموسوي في حديثه لـ"المدى" أنا لا اعتقد أن تفقد سوريا سيطرتها على الحدود مع العراق، لأن السلطات السورية لا تزال قادرة على المسك بزمام المبادرة كما أن الأجهزة الأمنية العراقية أصبحت تتمتع بخبرة كبيرة وإمكانية جيدة في مراقبة الحدود من خلال إنشاء المنافذ الحدودية، وأبراج المراقبة وزيادة عديد حرس الحدود وتجهيزهم بالمعدات والأجهزة اللازمة. وتحدثت تقارير صحفية عن أن نتائج الاضطرابات في سوريا انعكست على الحدود مع العراق، حيث بدأت الأسلحة والمسلحون تدخل إلى العراق، وظهر نشاط للمسلحين في أقضية حدودية عراقية، على الرغم من أن السوريين عززوا تحصيناتهم الحدودية.وقالت تلك التقارير إن القمع في سوريا امتد إلى أقاصي البلد، حتى وصل مؤخرا إلى بلدة بعيدة في الصحراء السورية الشرقية على الحدود مع العراق.ولطالما كانت هذه المنطقة العشائرية، معروفة كنقطة عبور مسلحين وأسلحة إلى العراق، فيما كانت نقطة مغادرة للاجئين من العراق إلى سوريا.والآن انعكست الأحوال، أو أنها في طريقها إلى ذلك، فقد ابتدأت الاضطرابات في بلدة البوكمال في الأسبوع الماضي.وكما هي الحال في مدن سوريا وبلداتها، نزل متظاهرون إلى الشوارع ضد حكومة الرئيس بشار الأسد، وقد اتهمت قوات الأمن السورية بالتعامل الوحشي مع المتظاهرين، وتطويق البلدة، كما يقول ناشطون سوريون، وقتل عدد من المتظاهرين من بينهم صبي عمره 14 سنة، لكن هذه المرة، كما يقول ناشطون، انضم جنود من كتيبة في المنطقة للمتظاهرين، زاد عددهم عن 100 جندي.وعرضت سلطات الحكومة السورية، صفقة على زعماء عشائر منطقة البوكمال، مفادها "سلموا الفارين وسنترككم لشأنكم"، كما ينقل الناشطون، الذين قالوا إن المفاوضات جارية بهذا الشأن.لكن عشائر هذه المنطقة غير محصورة في سوريا فقط، ذلك أن العشائر نفسها تمتد إلى داخل الأراضي العراقية أيضاً، وكل ما يفصل بينها حاجز حدودي قد يتكون من أسلاك شائكة وحاجز من الرمل زرعت فيه قنابل.لقد باتت الحدود الآن محصنة جدا، لكن المسلحين والأسلحة كانت تدخل إلى العراق من سوريا، خلال سنوات تفشي العنف.
مخاوف من عودة المسلحين إلى العراق مع تزايد اضطرابات الجوار
نشر في: 24 يوليو, 2011: 10:37 م