اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > عراقيات:راتب الرعاية الاجتماعية..لا يكفينا، ولا نعرف كيف نسد الأفواه الجائعة

عراقيات:راتب الرعاية الاجتماعية..لا يكفينا، ولا نعرف كيف نسد الأفواه الجائعة

نشر في: 25 يوليو, 2011: 07:40 م

اعد الملف:إيناس طارق–وائل نعمةعدسة/أدهم يوسفاستطاعت أم مريم المرأة الخمسينية أن تكون الخياطة الرئيسة لبعض محال الملابس النسائية في منطقة العامرية وذلك من خلال تقديمها خدمة جيدة وبسعر منافس جدا يصل إلى أقل من ثلث الأسعار السائدة في السوق.
فبعد ان فقدت زوجها وأولادها الاثنين نتيجة العمليات الإرهابية التي طالت تلك المناطق، بدأت رحلة العمل الشاقة، تارة في البحث عن زبائن لتخيط لهم الملابس ،وتارة أخرى في كيفية إعالة خمسة افراد" أولادها وأخواتها"، مضافا إلى ذلك إيجار المنزل .أم مريم استطاعت أن تتعلم مهنة الخياطة منذ 40عاما و لكنها انقطعت عنها ، بعد زواجها لاعتمادها على زوجها الذي رفض ان تستمر بهذا العمل وتكتفي بتربية الاطفال ،إلا أن "دوام الحال من المحال" كما يقال، فلجأت لخبرتها السابقة في الخياطة لمواجهة الحياة بعد مقتل زوجها حيث  دفعتها تلك الظروف للبحث عن وسيلة لتوفير لقمة العيش لها ولأبنها، ، أما بالنسبة للمكان الذي تعيش فيه فهو عبارة عن ملحق في الجزء الخلفي من البيت وله مدخل مستقل يسهل على الزبائن الوصول إليه لان صاحب المنزل طلب زيادة إيجار المنزل اذا كشف انها تستقبل الزبائن داخله لهذا أقنعته بعمل ملحق خشبي في الحديقة الخلفية للدار .. ودعناها هناك على أمل ان تسمعنا الجهات المسؤولة وتقدم يد العون وتشملها براتب شبكة الحماية الاجتماعية ، الذي لم تستطع الحصول عليه لأسباب كثيرة.استمرت "المدى " بالبحث عن النساء الأرامل العاملات ، حيث وجدنا جنان التي لا تختلف كثيرا عن سابقتها فهي تمضي وقتاً طويلاً في تصفيف شعر زبوناتها من النساء اللواتي يلجأن إلى صالون الحلاقة المتواضع الذي تديره. و الذي يحتل غرفة في منزلها الواقع في منطقة الحرية ، حيث يضج البيت بالحياة، وتدل جدرانه المتسخة على ضعف حال صاحبته،التي تعمل وتعيش في هذا المنزل منذ خمس سنوات مع أولادها الأربعة وزوجات وأولاد أشقائها البالغ عددهم 6 افراد .  جنان امرأة ذات شخصية قوية تنعكس في صوتها الواثق والعميق. فقدت زوجها وأشقاءها الاثنين في فترة العنف الطائفي ،وبقيت قوية واستطاعت إعالة عائلتها وعوائل شقيقاها . تقول لـ"المدى " إن راتب الرعاية الاجتماعية الذي استلمه من الدولة لا يكفيني لربع الشهر، ولدي أطفال في المدارس الابتدائية والمتوسطة وقد اضطرت ابنتاي الكبيرتان إلى ترك الدراسة لعدم تمكني من تسديد نفقات الدراسة. مضيفة لهذا السبب فكرت بالعمل ، وقد أتعبتني هذه الاعمال ولا ادري إلى متى استطيع الصمود لتجنيب بناتي ذل العوز والحرمان. الباب الشرقي ... علاوي  أما ام زينة التي التقتها "المدى " في إحدى سيارات "الكيا " ! فهي تواجه مصاعب المهنة ومتطلبات المنافسة، وهي أرملة في العقد الثالث من العمر ، أم لأربعة أولاد ، قتل زوجها في إحدى مناطق بغداد من قبل الإرهابيين. تتساءل: كيف استطيع توفير طلبات عائلتي الكبيرة ؟ فكان ان اختارت مهنة التعب والشقاء، حين قررت أن تعمل في مهنة غريبة على بنات جنسها ، "كسائقة حافلة" لنقل الركاب في منطقة الباب الشرقي ، وحين اختارت هذا العمل ، كانت تعرف مسبقاً ، أن تحديات عدة ستقف امامها في الطريق. تقول أم زينة لقد أجبرتني ظروف وفاة زوجي ، وعدد أطفالي الكبير على الدخول في هذا المجال الصعب . وتكمن الصعوبة بعدم تقبل البعض لعملي كسائقة حافلة، والمضايقات التي أتعرض لها من بعض زملائي أصحاب "الكيّات" فأضطر الى تجنب دخول المرآب ونقل الركاب من هناك،على الرغم من ذلك ، بدأت الخروج منذ بزوغ شمس الصباح وسط ظروف أمنية تختلف بين يوم وآخر. لكنها استطاعت التغلب على عقدة الخوف التي أصابتها في بداية الامر . لافتة في الوقت نفسه الى انه على الرغم من ذلك التوجس والخوف من معارضة الأهل والأقارب لكن الجميع اقتنع بان الأمر يحتم عليّ ان اعمل من اجل إعالة اطفالي خاصة وان زوجي لم يترك لي اي ضمان او مال غير هذه السيارة. وتستدرك أم زينة في حديثها قائلة : كان القلق يراودني من ناحية الوضع الأمني فقد أتعرض الى حادث وهنا بلح سؤال صعب، ما هو مصير عائلتي ومن يعيلهم ؟، الا أنه مع مرور الوقت وجدت أن الوضع الأمني بات مستقرا نوعا ما ويسمح لي بالعمل، كما أن القوى الأمنية تساعدني كثيرا في الشارع ويسمح لي أفرادها بالوقوف في أماكن خاصة. لم تبق أم زينة وحدها في الساحة لتمارس مهنة السياقة، فزميلاتها ام مصطفى هي ايضاً تقوم بعمل استثنائي. حيث تقول : اعمل بمهنة صعبة وسط ظروف معقدة . وتتطاير العديد من الأسئلة التي تظل تحوم حول سيارة ام مصطفى أثناء سيرها في الشوارع وتوقفاتها لصعود ونزول الركاب ووصولها الى (الكراج) لتقف وسط عشرات السيارات التي يقودها رجال. أم مصطفى تضع النظارة على عينيها دائما وهي في (الكراج) الخاص لنقل الركاب الكائن في منطقة البياع ، حيث تعمل على خط (البياع – حي الجهاد)، كما أنها لا تقف في طابور الانتظار ، لان السائقين الآخرين يتنازلون لها على الفور ويبادرون عوضا عنها بالمناداة حتى تمتلئ سيارتها

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

القبض على عشرات المتسولين والمخالفين لشروط الإقامة في بغداد

لهذا السبب.. بايدن غاضب من صديقه اوباما 

في أي مركز سيلعب مبابي في ريال مدريد؟ أنشيلوتي يجيب

وزارة التربية: غداً إعلان نتائج السادس الإعدادي

التعليم تعلن فتح استمارة نقل الطلبة الوافدين

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram