علاء حسنإضافة لما رصدته "عين "زميلي عبد الخالق كيطان أمس" سفارات ووزارات" اعترف اكبر مسؤول في الحكومة ، بان معظم السفراء العراقيين في الخارج يعملون لصالح أحزابهم، والأمر ليس غريبا إطلاقا فالوضع في الداخل انسحب الى سفاراتنا وممثلياتنا الدبلوماسية في الخارج ، وأكثر من ستين سفيرا تم اختيارهم في الدورة التشريعية السابقة بموجب معادلة حسابية لكل حزب سفير ، أما الأحزاب الكبيرة والمتنفذة فلها الحصة الأكبر ، وما أثار الدهشة والاستغراب وقتذاك ترشيح محافظ تبرع بمنح قبور للصحفيين من ضحايا العنف ، وآخر كان يترأس مؤسسة رسمية تحيط به شبهات التورط بقضايا فساد مالي وإداري ، وبعد انجاز الصفقة انضم السفراء لدورة نظمتها وزارة الخارجية استمرت ستة أشهر ، ليكونوا مؤهلين للعمل الدبلوماسي على وفق "النظرية العراقية " في تقاسم المناصب .
قبل أن يعلن المسؤول الكبير في الحكومة اعترافه بضعف أداء السفراء ، كان وزير الخارجية يتحاشى إعطاء الرأي الواضح بسفرائه في العواصم العربية والأجنبية ، ويتجنب الإشارة الصريحة والواضحة ، لأنه يعلم قبل غيره بان اختيار السفراء تم بصفقة حزبية تحت قبة البرلمان .العراقيون القادمون من الخارج والمقيمون هناك ينقلون قصصا عن واقع بعض سفاراتنا ، فيصفونها بأنها تعمل لحساب جهة انتماء السفير ، وبعضها مازال محتفظا بموظفين ملتزمين بسياسة النظام السابق والتعامل مع أبناء الجاليات العراقية في الخارج لا يختلف عن أسلوب عناصر السيطرات المنتشرة في بغداد ، وبعض سفاراتنا تحرص على إحياء شعائر دينية لتعزيز الروح الوطنية ، وتبديد الشعور بالغربة بطبخ الهريسة والزردة .الكثير من الأحزاب العراقية تضم بين صفوفها كوادر وكفاءات مؤهلة لتولي منصب اكبر من سفير ، لكن المعادلة السائدة لم تعتمد هذا المعيار ، وفي مراجعة سريعة لقائمة الستين سفيرا ستجد احدهم مقربا من قائد سياسي ، وآخر ابن عم رئيس الكتلة ، وثالثا صهر الأمين العام ورابعا ابن خالة المرشد الروحي للحزب ، وعلى مستوى أدنى من السفراء استحوذ أقرباء المتنفذين على وظائف في السفارات ، بدءا من عناصر الحماية وحتى الفراش والجايجي ، وهؤلاء اصطحبوا أسرهم معهم بعد أن حصلوا على جوازات سفر دبلوماسية .المسؤول الكبير وقبل أن يعلن أسفه على أداء السفراء يستطيع أن يكشف وبصريح العبارة أسماء معرقلي تطوير الدبلوماسية العراقية ، ويذكر أن هذا السفير المرشح عن الحزب الفلاني "صخم وجوهنا في الخارج " وباستطاعة المسؤول إن كان مؤمنا بحق توفير المعلومة أن يعلن أسماء جميع العاملين في السفارات ، وحينها سنلطم على رؤوسنا لان اغلبهم من أبناء وأقارب سياسيين ومسؤولين ، وبعضهم لا يحمل الجنسية العراقية ، لكن المسؤول الكبير والجبير الله عاجز عن فتح هذا الملف الخطير ، خشية فتح النار على حزبه.بعد سقوط النظام السابق وإعلان تشكيل مجلس الحكم ترأس اياد علاوي الحكومة المؤقتة ، وضمت وزراء رشحوا من قبل أعضاء المجلس ، منهم من صدرت بحقهم مذكرات قضائية لاتهامهم بقضايا فساد ، ومنذ ذلك الوقت اعتمد هذا الأسلوب في توزيع المناصب وتحول من تقاسم شخصي الى حزبي ومذهبي ، وبالضربة القاضية بقبضة النخب السياسية سقطت مؤسسات الدولة العراقية .يبدو أن المسؤول الكبير يخشى الخوض في التفاصيل لبيان أسباب ضعف أداء بعض السفراء ، لاعتقاده بان الخوض في هذا الموضوع سيحرجه أمام الحلفاء والشركاء ، وسيتعرض للعتب في حال كشف ممارسات السفير الفلاني ورفضه الإشارة لسفير حزبه ، وأمامه إمكانية تسريب وثائق لوسائل الإعلام عن حال السفارات العراقية في الخارج ليقدم دليلا واضحا عن أسباب انزعاجه من السفراء ، ويتخلص من الوقوع بالحرج أمام الحلفاء والشركاء ، ولكن هذه المهمة صعبة جدا ، إن حزب المسؤول الكبير يقف وراء ضخام وجه الدبلوماسية.
نــص ردن: صخام الوجه
![](/wp-content/uploads/2024/01/bgdefualt.jpg)
نشر في: 25 يوليو, 2011: 08:51 م