اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > شركة طلعت حسام الدين تخرب أحد المواقع الأثرية فـي ناحية الخير

شركة طلعت حسام الدين تخرب أحد المواقع الأثرية فـي ناحية الخير

نشر في: 26 يوليو, 2011: 08:06 م

ميسان/ رعد الرسام يتداول سكان  قرى ناحية الخير شائعات عن قيام شركة (طلعت حسام الدين) بالتجاوز على تل اثري في المنطقة باستخدام الحفارات الهيدروليكية بهدف الحصول على  التراب المستخرج لاستخدامه في مشروع الإسكان الريفي الذي تنفذه في المنطقة.
المدى شدت الرحال إلى ناحية الخير(45 كم جنوب غرب العمارة) للوقوف على حقيقة هذه الحادثة ، وفور وصولنا الى المنطقة أرشدنا بعض الصبية الى موقع التل الأثري الذي تعرض للتخريب وكان يقع في الجهة الثانية من نهر الخير مقابل قرية ( بيت فتله) وبعد حديث قصير مع أهالي القرية بشأن مهمتنا الصحفية تطوع أحد الشباب من الذين كانوا يعملون مع الشركة ليكون دليلنا حيث نقلنا بواسطة زورقه الصغير الى الجهة الثانية من النهر وحال وصولنا الى الموقع هالنا ما رأينا من تخريب كبير في الموقع الأثري إذ تم حفر عدد كبير من الخنادق الطولية في المكان وكانت مسافة كل خندق تتجاوز الخمسين مترا وبعرض نحو 4 أمتار وعمق كبير بحيث أن الخنادق كانت مملوءة بالماء كونها قريبة من النهر ،وبعد الاستفسار من دليلنا الذي فضل عدم ذكر اسمه عما جرى هنا   أوضح  بأن التجاوز حصل قبل أسابيع قليلة من توقف أعمال الشركة بعد صدور أوامر حكومية للشركة نتيجة تلكؤها في تنفيذ المشروع . حيث قامت الحفارات بجرف أرض الموقع وحفرها بهذا الشكل بهدف الحصول على التراب الذي يستخدم لإنشاء مسطبات للمشروع الإسكاني ، ويؤكد  دليلنا أنه و عددا من أبناء المنطقة العاملين في المشروع شاهدوا مجموعة من اللقى الأثارية التي ظهرت خلال عمليات الحفر  حيث تم وضعها في صناديق خشبية وقامت عناصر من الشركة بنقلها الى المقر الإداري للشركة في ذات المنطقة ،موضحا أن عمليات الحفر كشفت عن مجموعة من القبور المشيدة بالاجر وحوت قطعا فخارية وهياكل عظمية . استهانة بالجهات الحكومية المعنية وتتجاوز على الأراضي تجولنا برفقة الدليل في الموقع ورغم أننا لم نستطع مشاهدة القبور المكتشفة حيث كانت الخنادق مغمورة  بالماء إلا إننا استطعنا ملاحظة العديد من كسر القطع الفخارية المهشمة المنتشرة على أكوام التراب المستخرج من الموقع . وعند سؤال عدد من سكان المنطقة عما إذا علمت السلطات المحلية بما جرى أكد بعضهم أن الجيش والشرطة ومسؤولي الناحية جاءوا الى الموقع بعد انتشار خبر اكتشاف المقابر الأثرية ،مؤكدين حضور مسؤولين من آثار المحافظة بعد أيام الى الموقع حيث قاموا بمعاينته ثم انصرفوا . أعمال الحفر العشوائي في المنطقة من قبل شركة طلعت حسام الدين جرت دون ان تستحصل الموافقات  اللازمة من الجهات المعنية في الحكومة المحلية او دوائر الوزارات في المحافظة كما تقتضي الضوابط والإجراءات التي تسبق الشروع في تنفيذ المشاريع حيث يشترط استحصال موافقات رسمية من الجهات المعنية كدائرة البيئة والآثار والبلديات والزراعة وغيرها . وهذا ما يثير الشكوك حول وجود علاقات مريبة ومصالح نفعية بين الشركة وجهات او افراد نافذين في الحكومة منحوا الشركة حرية العمل والتصرف خلافا للتعليمات الواجبة . من جهة أخرى، نفى الكثير من أبناء المنطقة أية عمليات تنقيب عشوائي من قبلهم في الموقع ولكنهم لاموا في الوقت نفسه الجهات المعنية لما وصفوه بعدم مبالاتها بتعيين حراس للعديد من المواقع الأثرية المنتشرة في منطقتهم والتي ظهرت على هيئة تلال وروابي تعلو سطح الأرض المستوية بعد عمليات تجفيف أهوار المنطقة زمن النظام السابق .rnدائرة الآثار  تقاضي الشركة  المدى وبعد الرجوع الى مدينة العمارة توجهت الى مديرية آثار ميسان وفتحت ملف الموضوع أمام مدير الدائرة /محمد خيون ناصر  الذي أكد أن دائرته لم تعلم بتجاوز الشركة المذكورة على أحد التلول الأثرية في ناحية الخير إلا  بعد قيام النائب الأول لمحافظ ميسان بالاتصال بآثار ميسان وإبلاغهم بالأمر ، وأكد ناصر أنه وفور إبلاغه قام بتشكيل فريق من المديرية وزار الموقع  برفقة رئيس لجنة السياحة والآثار في مجلس المحافظة حيث اطلعوا على عمليات التخريب التي تعرض لها الموقع الأثري من قبل الشركة مضيفا ان التل الأثري مثبت على الخارطة الآثارية للمحافظة ويسمى (تل الدوار) مشيرا الى " إن الشركة لم تقم بمراجعة مديرية الآثار لاستحصال الموافقات الأصولية لعمليات الحفر في المنطقة ، وقد قمنا برفع دعوى قضائية عليها بهذا الخصوص " وعن تأكيدات أهالي المنطقة حول قيام الشركة بالاستحواذ على مجموعة من اللقى الآثارية المكتشفة في الموقع شكك ناصر،واصفا مزاعم الأهالي بالشائعات ،مستدركا " تحدثنا مع الكثير من الأهالي حول تلك المزاعم ولكن أحدا منهم لم يؤكد مشاهدته عيانا ما  يتردد عن قيام الشركة بنقل مكتشفات من الموقع الى مقر الشركة " وعن أسباب عدم  تسييج الموقع الأثري وانعدام الحراس المفترضين من اجل عدم تعرضه للتخريب او التجاوز او التنقيب العشوائي من قبل سراق الآثار, شكا ناصر من قلة  كادر الحراسات مشيرا الى ان الدائرة تفتقر للكثير من مستلزمات حماية المواقع الأثرية&

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

القبض على عشرات المتسولين والمخالفين لشروط الإقامة في بغداد

لهذا السبب.. بايدن غاضب من صديقه اوباما 

في أي مركز سيلعب مبابي في ريال مدريد؟ أنشيلوتي يجيب

وزارة التربية: غداً إعلان نتائج السادس الإعدادي

التعليم تعلن فتح استمارة نقل الطلبة الوافدين

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram