اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > مصطفى نبيل

مصطفى نبيل

نشر في: 26 يوليو, 2011: 08:32 م

حسين عبد الرازقسبعة أيام مضت على الرحيل المفاجئ لصديق العمر «مصطفى نبيل» ومازلت عاجزا عن تصديق أن هذا الإنسان الجميل العاشق للناس وللحياة النهم للمعرفة وللثقافة قد تركنا إلى الأبد، لا أستطيع أن أتحدث عن مصطفى بلغة الغياب، فهو حي بالنسبة لي في كل تفاصيل حياتي، أكثر من خمسين عاما ونحن أكثر من أصدقاء وأخوة، كنا نختلف في أشياء كثيرة.. من السياسة إلى الهوايات، فأنا متابع ومشاهد دائم لمباريات كرة القدم، بينما هو لا يهتم بها،
وأنا عضو مؤسس لحزب التجمع وغارق حتى أذني في العمل الحزبي بينما مصطفي لم ينضم لأي حزب سياسي، ومع ذلك كنا الأقرب إلى بعضنا، لا أذكر - رغم حدة وحرارة النقاش - أن أيا منا غضب من الآخر أو تباعد عنه ولو لساعة واحدة. عرفت مصطفي نبيل في مطلع الستينيات في منزل أستاذنا محمد عودة، وتوثقت علاقاتنا بعد زواجي من فريدة النقاش عام 1964 والتي عرفته قبلي بحكم الجيرة منذ الخمسينيات في «بين السرايات»، وحكت لي عن قصة حبه وزواجه من جارته «منى»، ومنذ ذلك الحين وأسرتانا تخوضان الحياة معا، وتأملت بإعجاب قدرة «مصطفى نبيل» على نسج العلاقات وكسب الأصدقاء، والمعارف، من شتى الاتجاهات والمستويات. بدأ حياته العملية محررا للشؤون العربية في وكالة أنباء الشرق الأوسط ثم في دار الهلال، ليصبح بسرعة واحدا من ألمع المتخصصين والعارفين بشؤون الوطن العربي، ونجح في نسج شبكة من العلاقات مع قادة حركات التحرر الوطني من فلسطين واليمن إلى الجزائر والمغرب، ومع صانعي القرار سواء كانوا في السلطة أو المعارضة، وعن طريقه عرفت ياسر عرفات «أبوعمار» في منتصف الستينيات والتقيته في مبني الإذاعة المصرية القديم في غرفة صغيرة كانت تنطلق منها إذاعة فلسطين.وكان من حظي أن عشت مع مصطفى تجربتين كاشفتين عن قدرته على العمل الصحفي وما يتمتع به من حيوية ورهافة حس. الأولى في مؤتمر الاشتراكيين العرب بالجزائر، والذي سافرنا بعده، مصطفي نبيل وفيليب جلاب وأنا من مصر وحسين العودات من سوريا إلى المغرب بدعوة من الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ثم عدنا للجزائر في محاولة للعودة إلى مصر عقب عدوان 1967 والهزيمة، ورغم مرارة الهزيمة وقسوتها وطول الانتظار لم تتوقف حاسة مصطفى الصحفية وبحثه الدائم عن الأخبار والتفاصيل وإقامة العلاقات مع المصادر. التجربة الثانية كانت تجربة مريرة، فبعد انقلاب 19 مايو 1971 في السودان تم عودة نميري إلى السلطة سافرت ومصطفي نبيل إلى الخرطوم، كنا في مطار القاهرة نستعد للسفر ولمح مصطفى حسين الشافعي نائب رئيس الجمهورية في ذلك الوقت في المطار في طريقه مبعوثا من السادات إلى النميري، بلا تردد جذبني من يدي توجهنا نحو الشافعي واقترح عليه أن يصحبنا في طائرته الخاصة، وقفت صامتا وهو يدلي باقتراحه، ووافق حسين الشافعي على الفور وهكذا نزلنا في مطار الخرطوم مع نائب رئيس الجمهورية وأصبحنا وكأننا جزء من الوفد الرسمي وانتقلنا من المطار إلى القصر الجمهوري في الخرطوم لتصبح كل حقائق الموقف والمحادثات مطروحة أمامنا بلا قيود، لكن الواقعة التي لا أنساها كانت أثناء محاكمة عبد الخالق محجوب قائد الحزب الشيوعي السوداني، كنا قد عرفنا من وزير الداخلية أن هناك قرارا بإعدام كل أعضاء اللجنة المركزية للحزب بصرف النظر عن المحاكمات، وعندما دخل عبد الخالق محجوب إلى قاعة المحاكمة ووقع نظره على مصطفي - وكان يعرفه من قبل - حياه بحرارة وسأله عن لطفي الخولي والأصدقاء في مصر، فوجئت بمصطفى نبيل يصاب باضطراب شديد ويعجز عن كتابة ما يجري في الجلسة ويسقط القلم من يده وطلب مني أن أواصل تسجيل المحاكمة بدلا منه، وأظن أن هذه هي المرة الوحيدة التي غلبت فيه مشاعره الإنسانية وحساسيته البالغة على حاسته الصحفية اليقظة دائما.ورغم أن مصطفى لم ينضم إلى حزب سياسي علني أو سري فقد تعرض للاعتقال مرتين.. الأولى وهو مازال طالبا في المدرسة الثانوية، كان كعادته نهما للمعرفة ويحاول أن يتابع كل ما يجري حوله في الساحة السياسية وله زملاء وأصدقاء في المدرسة والحي من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، وهكذا ألقي القبض عليه لأنه كان على تماس مع عدد من قيادات الإخوان المسلمين في بين السرايات، وفي عام 1965 ألقي القبض عليه مرة أخرى في الحملة ضد الإخوان المسلمين وأودع في السجن الحربي، وكان في ذلك الوقت يعمل معنا في نشرة الاشتراكي بأمانة الدعوة والفكر التي يرأسها كمال رفعت، الذي تدخل هو وأحمد بهاء الدين للإفراج عنه بسرعة، وقبل ذلك لعدم تعرضه للتعذيب.وفي عمله النقابي استطاع أن يحظى بثقة زملائه الصحفيين وأن يفوز بعضوية المجلس دورتين متتاليتين رغم صعوبة أن يفوز صحفي من غير المنتمين للمؤسسات الصحفية الكبرى «الأهرام - الأخبار - دار التحرير - وكالة أنباء الشرق الأوسط» وكان هو في دار الهلال. وفصل مصطفي وهو عضو في مجلس النقابة من الاتحاد الاشتراكي وطلب فصله مع 101 من الصحفيين من النقابة والعمل ضمن قرارات السادات في فبراير 1973.وخلال هذه الرحلة سافر مصطفى إلى لندن بصحبة زوجته وحب حياته «منى» حيث كانت في بعثة دراسية، ثم إلى الكويت للعمل في مجلة «العربي» تحت رئاسة أستاذه وصديقه أحمد بهاء الدين.وعندما تولى رئاسة تحرير «الهلال»

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

العدل تعلن اعداد النزلاء المطلق سراحهم خلال شهر تموز

القضاء يحكم بالاعدام والسجن المؤبد بحق 30 تاجر مخدرات

السوداني يحذر من خطورة الاستخفاف بسيادة الدول

ميسي ضمن التشكيل المثالي لكوبا أميركا

أسعار الدولار في بغداد.. سجلت ارتفاعا

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram