 دهوك- أربيل/سالي جودت و عبدالخالق دوسكي منذ شهرين والمدفعية الايرانية تضرب وتدمر قريتنا، لقد دمر منزلي  بالكامل، وايضا نفق بسببها الكثير من حيواناتي وهربت الاخرى التي كانت مصدر رزقي لم يبق لنا شيء سوى هذه الخيمة التي نسكن فيها انا وزوجتي واطفالي الخمسة ، ننام على هذه الارض دون فراش ,لا نعلم الى متى نبقى على هذا الوضع ،
لا من مسؤول يزورنا ليرى الحال الذي نحن عليه !! هذا ما يقوله المزارع صالح ملا صالح لمندوبة المدى التي زارت منطقة القصف الايراني على قرية كودو المقاربة لحاج عمران والمنطقة الجبلية زيوا التي تبعد عن جومان بحوالي ساعتين. قصف مستمر يقول المزارع  محمد أمين : يبدأ القصف المدفعي عادة منذ السابعة ليلا ويستمرحتى اليوم التالي مستهدفاً منازلنا ومزارعنا  وفضلا عن المدفعية فان  رشاشات  "الدوشكه" تصوب علينا  بصورة مباشرة .  لم يعد باستطاعتي فعل أي شيء سوى ترك المنزل والهروب الى  منطقة"زيوا" التي تقع على سفح جبل قريب من مناطق القصف .ويواصل أمين "  كانت المدفعية تشدد قصفها اثناء نزوحنا وكأنها تتقصد قتلنا ,نصبنا خيمتنا في "زيوا" واخذنا ما استطعنا حمله من حلال  وامتعة لحين ايجاد حل لما نعانيه. اننا  نناشد الحكومة المركزية ان تعمل جاهدة لحل هذه الازمة التي نجهل اسبابها ,فنحن نعيش حياة قاسية هنا وخطرة ,امس تعرضت لنا مجموعة من الذئاب  استطعنا التخلص منها بإشعال النار ,فنحن نعيش تحت هذه الخيمة الممزقة لا سلاح يحمينا ولا باب نغلقه علينا , كما ندعو كل المنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان للقيام بواجباتها من خلال اتخاذ موقف واضح حيال هذه الخروقات وتقديم المساعدات الممكنة. ويقول حسون صالح مالا: نستغرب هذه الخروقات فقد فقدنا ما نملكه من حلال  ,منذ امس ولهذا اليوم لم نأكل شيأ  لقد نزحنا الى زيوا  كونها المنطقة القريبة من كودو  متأملين انتهاء هذه الازمة والعودة لديارنا, ان بقينا على هذه الحال سوف نموت جوعا ,لم يزرنا أي شخص لا منظمات دولية ولا الهلال الاحمر. إن القصف  الايراني مستمرعلينا,وانتم الان تسمعون اصوات المدافع التي تؤكد ما نقوله.النوم على التراب علي صالح احد سكنة قرية "كودو" التي طالها القصف الايراني  اصطحبنا الى داره المدمرة  وحيواناته النافقة ،وقد رأينا كيف ان عائلته تعيش تحت خيمة ممزقة، وكان طفله البالغ من العمر سنتين ينام على التراب ووسادته زوج احذية ,الذباب  يكاد يغطي وجهه البريء, اما طفله الآخر" اقل من سنة"   الذي كان يرضع من ثدي امه  لا يعلم عن  مصيره المجهول ,فيما قالت لنا والدته وعيناها غارقتان بالدموع والحزن والأسى يطبعان تقاسيم وجهها " لم يبق لدينا طعام ولا حليب ,سوى  ولا حتى الملابس الضرورية " ثم فتحت ذراعيها تطلب من الله عز وجل ان يزيل هذه الغمة  كي يعودوا الى ديارهم .الناجية الوحيدة واضاف رب الاسرة قائلا لقد فقدنا اقاربنا  وجدناهم جميعا قد فارقوا الحياة ، لم تبق سوى ابنتهم الصغيرة " ثلاث سنوات " التي اصطحبناها معنا : لا يسعنا  الا مناجاة  ربنا ان يرأف بحالنا وحال اطفالنا الذين ولدوا في هذه الحياة معذبين ,لا الحكومة ولا منظمات حقوق الانسان ولا حتى أي شخص يعتصر قلبه الما على احوالنا ,اضافة لذلك فإن القائممقام ينفي هذه الخروقات ويقول لاصحة لها ،لا نعرف لماذا التملق ولصالح من!انتشار الأمراض عبدالله مصطفى، احد المهجرين ، اتى الينا مسرعا  والألم والغضب يطفحان على   ملامح وجهه وقال لنا : لم هذه القسوة على هذا الشعب وخصوصا سكان القرى؟ لقد فقدنا ما فقدناه منذ الانتفاضة " يقصد انتفاضة 1991" والى هذا اليوم نحن نضحي ودماؤنا تسيل على ارض كردستان , لقد دمرت منازلنا بالكامل وفقدنا حلالنا  , وايضا فقدت والدي  واحدى بناتي ,تهجرنا  وكما ترون نحن نعيش في هذه الخيم التي جئنا  بها  ,انا لا اعير اهمية لنفسي انما لاطفالي  الذين اصيبوا بامراض جلدية نتيجة نومهم على التراب  ,اسأل الحكومة العراقية . لماذا هذا الصمت وعدم المبالاة لحياة الفقراء ؟,أناشد البرلمانيين وهم من المفترض ان يكونوا  صوت الشعب ، ان يضعوا قضيتنا على طاولتهم  ويناقشوها بجد دون مجاملات سياسية.ماذا يقول الشارع؟ شنكار عبدالرحمن استاذة جامعية ابدت رأيها قائلة: استنكر ما تفعله ايران ,كما استغرب التجاهل والنفي لهذه الانتهاكات..ان لغة المجاملات غير مجدية ، ولايمكن من خلال هذه اللغة بناء علاقات صحيحة وصحية بين بلدين جارين ، لذا يفترض بهيئة  رئاسة الجهورية وكذلك رئاسة مجلس الوزراء ورئاسة مجلس النواب ووزارة الخارجية مفاتحة الحكومة الإيرانية رسمياً لإعطاء تفسيرات حيال ما يحدث والطلب منها رسمياً الكف عن هذه الاعتداءات المسلحة ، ونعتقد ان هذ