رحيل الجواهري الكبير بعد عمر ناهز السبعة والتسعين عاما ، قضاها بين الشعر والصحافة والسياسة والمنافي ، رحل شاعر العرب الأكبر محمد مهدي الجواهري الى عالم الخلود في مثل هذا اليوم من عام 1997 . وكانت وفاته في العاصمة السورية دمشق التي اختارها مستقرا له في الثمانينيات بعد خروجه من العراق احتجاجا على ممارسات النظام البعثي الدموي الاستبدادي .
ولد محمد مهدي الجواهري في مدينة العلم والأدب النجف عام 1900 على الارجح في اسرة علمية كبيرة كان منها احد اكبر المراجع الدينية في القرن التاسع عشر واستمدت اسمها من كتابه الفقهي الكبير ( جواهر الكلام) ، درس العلوم التقليدية في مدارس مدينته الدينية وشغف بعلوم اللغة العربية التي امتاز بمعرفته لأسرارها وألفاظها وهذا ما وضح جليا في شعره . بدأ النظم مبكرا غير ان انتقالته الى بغداد حيث الأجواء المنفتحة والصراعات الفكرية المختلفة في منتصف العشرينيات كان لها الأثر الكبير في شهرته وانطلاقته نحو قمم الابداع الشعري ، على الرغم من التحديات المختلفة التي واجهها ووجود عدد كبير من عمالقة الشعر يومئذ . وما ان ولج عالم الشعر السياسي ، حتى أصبح صوتا مدويا تخشاه السلطة والطبقة السياسية والاجتماعية المتنفذة . وأصبح شعره الذي تناغم مع مطالب الشعب والحركة الوطنية منذ أواسط الثلاثينيات على كل شفة ولسان ورددته المحافل الأدبية وغيرها . ولم يكتف بشهرته الأدبية العريضة ، بل شفعها بالعمل الصحفي ، واكتنفتها العديد من المعارك القلمية السياسية والأدبية ، فقد اصدر جريدة الفرات عام 1930 ، ولم تعمر طويلا ، وايد انقلاب بكر صدقي عام 1936 واصدر جريدة باسم الانقلاب ، غيرها الى اسم الرأي العام التي استمرت لسنوات طويلة واعاد اصدارها بعد ثورة تموز 1958 التي اختلف مع زعيمها فترك العراق الى براغ ، ولم يعد الا عام 1969 فاعاد اصدار ديوانه بسبعة اجزاء كبيرة ، ثم عاد وترك العراق الى ان رحل بعد ان أصبح من الشخصيات العالمية المرموقة في كل محفل وموقع .اعداد: رفعة عبد الرزاق
فـي مثل هذا اليوم 27 تمـــوز
نشر في: 26 يوليو, 2011: 09:22 م