TOP

جريدة المدى > سينما > (كسوف كلّي).. فيلم عن العلاقة العاصفة بين رامبو وفرلين

(كسوف كلّي).. فيلم عن العلاقة العاصفة بين رامبو وفرلين

نشر في: 27 يوليو, 2011: 05:57 م

ترجمة: نجاح الجبيلي"كسوف كلّي" هو فيلم مصنوع عام 1995 من إخراج "أغنيزسكا هولاند" ويعتمد على مسرحية صادرة عام 1967 لكرستوفر هامبتون الذي كتب سيناريو الفيلم أيضاً. ويقدم الفيلم وصفاً دقيقاً تاريخياً للعلاقة الحميمة والعاصفة بين الشاعرين الفرنسيين في القرن التاسع عشر بول فرلين (الذي يؤدي الدور ديفيد ثويلز) وآرثر رامبو (الذي يؤدي الدور ليوناردو دي كابريو) في زمن الإبداع الراقي لكل منهما.
يبدأ الفيلم بلقاء "بول فرلين" مع أخت رامبو المتوفى "إيزابيل" في مقهى في باريس. تريد إيزابيل وأمها من فرلين أن يسلمهما أية نسخ ربما يملكها من قصائد رامبو كي يقوما بحرقها خشية من بذاءة كتاباته. يعكس فرلين العلاقة العنيفة بينه وبين رامبو التي تبدأ حين يرسل رامبو المراهق شعره إلى فرلين من بيته في الآردين عام 1871. وسرعان ما يفتتن فرلين به ويدعوه إلى بيت والد أمه في باريس إذ يعيش مع زوجة فرلين الشابة الحامل. ولا يبدي رامبو الوحشي والغريب الأطوار أي حس بقواعد السلوك أو الاحتشام مهما يكن ويقوم بفضح القوانين البرجوازية المدعية لفرلين. يصاب فرلين بالإغراء من جسد رامبو صاحب الـ16 سنة إضافة إلى الأصالة الفريدة لذهنه. فالاحترام الرزين للحياة الزوجية الاعتيادية ومحيط الطبقة الوسطى السهل كان يكبت موهبة فرلين الأدبية المترفة باعتراف الجميع. فانجذابه إلى رامبو هو بمثابة تمرد وتحرر أكثر منه استسلام للانغماس الذاتي والمازوخية. يتصرف رامبو بشكل سادي مع فرلين كما يتصرف فرلين بالنسبة لزوجته التي يهجرها أخيراً. تتفاقم العلاقة العنيفة أثناء تجوال الشاعرين وتصل إلى ذروتها الحزينة حين يصلان إلى بروكسل إذ يطلق فرلين الغاضب والفاقد صوابه النار على رامبو ويجرحه ويحكم عليه بالسجن بسبب اللواط ومحاولة ارتكاب الجريمة.    في السجن يتحول فرلين إلى المسيحية وكان ذلك مثار اشمئزاز رامبو. وحين يطلق سراحه يلتقي رامبو في ألمانيا ويحاول إعادة العلاقة بينهما عبثاً. غير أن الشاعرين يفترقان ولم يلتقيا أبداً. وبعد أن يوجه رامبو اللوم إلى كل أشكال الأدب يرحل عبر العالم وحده ويستقر أخيراً في الحبشة كي يدير "مركزاً تجارياً". وثمة خليلة وعشيق. يجبره ورم في ركبته اليمنى على الرجوع إلى فرنسا إذ يجري بتر ساقه. وينتشر السرطان مع ذلك فيموت وهو في السابعة والثلاثين من عمره.   تؤكد إيزابيل رامبو  أن أخاها اقتنع بالاعتراف من كاهن مباشرة قبل موته وأبدى الندم المسيحي ولهذا فإن النسخ المحظورة من شعره تم إحياؤها. يتظاهر فرلين بأنه يقبل بتسليمها أعمال رامبو لكنه يمزق بطاقتها بعد أن ترحل. في ما بعد يرى فرلين وهو يشرب الأبسنتين ( الذي أصبح مدمناً عليه) رؤيا لرامبو ذي الستة عشر عاما وهو يرجع من مملكة السمو كي يبدي الحب والاحترام إلى فرلين التي اكتسبهما هكذا بعد موته. ينتهي الفيلم برامبو الشاب وهو يمشي وحيداً على سفح جبل ويعلن فرلين بأنهما كانا سعيدين معاً ويزعم رامبو بأنهما وجدا أخيراً الأبدية.وقد وجه الدارسون نقداً للفيلم كونه اهتم بحياة الشاعرين ولم يبد أهمية لعملهما بالأخص دورهما في تطور الحركة الرمزية كما كان هناك تطور قليل للشخصية بغض النظر عن إظهار الشاعرين الفرنسيين الشهيرين في أحرج لحظاتهما التعيسة في حياتهما. ويشعر النقاد بأن التمثيل والموسيقى والتصوير كانت كلها جيدة على الرغم من أن دي كابريو لعب دوراً أقرب إلى دوره في فيلم "يوميات لاعب سلة".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

"بغداد تثور"... مشاهد سينمائية ديناميكية من ساحة التحرير

أثار اهتمامي موضوع زوجات مقاتلي داعش فجسدت دور ربيعة

الفائزون في الدورة الـ75 لمهرجان برلين السينمائي الدولي

مقالات ذات صلة

سينما

"بغداد تثور"... مشاهد سينمائية ديناميكية من ساحة التحرير

قيس قاسم تطرح مُشاهدة "بغداد تثور" (2023)، للعراقي المقيم في النرويج كرار العزاوي، كغالبية الأفلام الوثائقية الراصدة حدثاً دراماتيكياً آنياً، السؤال الإشكالي نفسه: أينبغي التريّث والانتظار لتوثيقه، ريثما تنضج في ذهن السينمائي، المعني برصده،...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram