عامر القيسيلنتفق مع السياسيين والقادة الأمنيين وتأكيدات رئيس الوزراء نوري المالكي من إن القوات الأمنية العراقية مجتمعة قادرة على ضبط الوضع الأمني، العصابات والقاعدة والميليشيات والصراعات السياسية التي تنذر بتفجير وضع عسكري، بعد انسحاب آخر جندي اميركي من الأراضي العراقية.
ولكن ماذا بشأن حماية حدود العراق وسيادته في البر والبحر والجو.. لن نأتي بكلام من جيبنا أو نقوّل الآخرين ما لم يقولوه، هو أن قواتنا في هذه المجالات غير مهيأة لمهمة حماية السيادة العراقية. وهذا أمر نتفق فيه مع القائلين به، والدليل، برغم إن القوات الاميركية المتواجدة على الأراضي العراقية "بحدود 50 ألفاً"، فان دول الجوار الشقيقة وغير الشقيقة، لم تتوان عن خرق السيادة العراقية "القصف الإيراني والتركي مع تهديدات الاجتياح بحجج واهية لا تصمد أمام المنطق"، التعدي على المصالح العراقية ومحاولات خنقه بحريا "ميناء مبارك أنموذجاً" والأخوة في سوريا لولا انشغالهم بتصفية الانتفاضة الشعبية عندهم لواصلوا دون هوادة "محاربة" الأمريكان على أراضينا بسواعد "الأشاوس" العرب من حثالات البشر، في الوقت نفسه الذي تشهد الجبهة الجولانية السورية صمت الأموات منذ أربع عقود في مواجهة الإسرائيليين!! والإخوة في السعودية، بانتظام يصدرون ألينا الفكر التكفيري لقتل العراقيين وليس الاميركان وهم في أحضان الاميركان، فيما تأخذ التدخلات الأخرى أشكالا مخفية متعددة ومنها على سبيل المثال صياغة التوجهات السياسية لبعض القوى في تركيا، والأدلة لا تحصى على اجتماعات وتنسيقات، وليس آخرها محاولات استغلال الاحتجاجات الجماهيرية لدينا لأهداف غير التي انبثقت من اجلها بل وحتى إلباسها لبوسا طائفيا.. كل هذا يحدث لنا بوجود الاميركان، وهم في حقيقة الأمر يتفرجون، وربما أصابتهم عدوى للإدمان العربي على الشجب والاستنكار، وهو أعلى رد فعل عربي على اجتياح عاصمة عربية مثل بيروت عام 1982 من قبل القوات الإسرائيلية!! علينا في ضوء هذا الواقع أن نكون بمستوى مسؤولية ما يمكن أن يحدث لنا فيما لو أخفقنا في التعامل مع الوجود الاميركي في العراق، وهو وجود راحل، حتى وان طال الزمن، فيما تبقى الجغرافية عاملا مهما في صياغة إستراتيجية سياسية وعسكرية تحمي العراق وشعبه من أطماع الآخرين وليس مصالحهم، لان الأطماع هي اخذ من حقوق الآخرين فيما المصالح هي حقوق مشروعة يجري التفاهم بشأنها بين الدول. هل تسير "نخبنا" السياسية المتصدية للعملية السياسية، في الطريق الذي يؤمن المصالح العراقية أم أنهم منشغلون بالتسقيط السياسي والمزايدات الوطنية. صرح احد المسؤولين لوسائل إعلامية، أن معظم السياسيين يريدون بقاء القوات الاميركية، في حين يواصلون مزايداتهم "الوطنية" في الفضائيات واستعراض عضلاتهم، لطرد المحتل الغاشم الذي أجلسهم على كراسي الحكم، ويلقون بالمسؤولية على بعضهم البعض. والمفارقة أن أحداًًًًًًًًًًً من هؤلاء السياسيين لم يطرح مقترحا لاستفتاء شعبي على سبيل المثال، لأنهم لا يفكرون أصلا بوجهات نظر الجماهير التي كانوا إلى قبل أشهر يستجدون أصواتها بالبطانيات والمدافئ والدولارات. وبالرغم من أن الناس لا تعرف ما يحدث في الظلام، إلا أن الجو العام في رسائل سياسيينا يشير إلى أن الجماعة لدينا لا يتعاملون مع موضوع بهذه الخطورة بالجدية اللازمة وربما يعتبرونه مشابها لمناقشة مشروع قانون منع التدخين في الأماكن العامة!!
كتابة على الحيطان :ماذا لو رحل الاميركان...؟
![](/wp-content/uploads/2024/01/bgdefualt.jpg)
نشر في: 27 يوليو, 2011: 08:26 م