TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > كردستانيات: شيء عن حقوق الانسان

كردستانيات: شيء عن حقوق الانسان

نشر في: 27 يوليو, 2011: 09:49 م

وديع غزوان ليس هنالك من دولة مهما شرّعت من قوانين وعملت من  اجراءات ان  تدعي مقدرتها الكاملة لتحقيق مفاهيم ومبادىء الانسان وتضمن عدم اختراقها من قبل عناصر هنا وهناك من العاملين في  مفاصل المؤسسات سواء من كانت تابعة للحكومة او للقطاع الخاص .
 فحقوق الانسان مع ما شهد من صراعات ونقاشات مفهوم نسبي في التطبيق ويخضع لعدة عوامل من ابرزها ايمان النخب السياسية والثقافية ونشطاء المجتمع المدني باهميتها وعدم استغلالها لتحقيق غايات محددة كما يحدث احياناً وقدرتهم على اشاعة ثقافتها في المجتمع . في الدول المتقدمة التي سبقتنا بخطوات في مضمار التطبيق الديمقراطي , المرتبط بحقوق الانسان , ومع عمق تجربتها في هذا المجال وحرص الاحزاب على وضع عقوبات صارمة لكل تجاوز يحصل في مجال حقوق الانسان , نجد بين الآونة والاخرى فضائح تظهر هنا وهناك عن قضايا تنصت وغيرها من الانتهاكات  والتجاوزات التي تحدث بشكل خاص من قبل اجهزة الشرطة لتماسها المباشر بالمواطنين  , ومع ذلك فهناك قناعة  بهذا الشكل او ذاك  بوجود حالة طمأنينة وملاحقة للمتجاوزين على حقوق الآخرين مرتبطة بثقافة مجتمعية رسخت لدى المواطن قيماً، من اهمها الاصرار على عدم التنازل عن حقوقه المشروعة ببساطة . لاندعي ان ما تحقق في تلك الدول جاء بليلة وضحاها , بل بجهود مضنية وتضحيات كبيرة استغرقت سنوات رافقتها حملات واسعة جعلت  من الفرد سياجاً واقياً لأي تجاوز قد يحصل , و الذي ز ار بعض هذه الدول يلمس ذلك بوضوح حتى في ابسط تفاصيل الحياة بما فيها  طابور الوقوف بانتظار سيارة الاجرة . في مجتمعاتنا نحتاج الى وقت وجهد  لنقترب من هذه الحالة , ولكن هذا لايلغي دور النخب السياسية والسلطة التنفيذية في هذا الجانب , من خلال إعطاء نماذج واقعية وحية عن الايمان بمفاهيم حقوق الانسان والحرص على تطبيقها , خاصة اننا ما زلنا حديثي عهد بهكذا مفاهيم ظلت غائبة عنا عقودا غير قليلة . لانعتقد اننا نظلم احداً اذا قلنا ان كثيرا من الممارسات , خاصة من قبل الاجهزة الامنية ما زالت تشكل عائقاً امام ترسيخ هذه المبادىء الانسانية في نفوسنا , بدءا بما قد يتعرض له المواطن في السيطرات او في الدوائر من تعامل فظّ , وانتهاءً بما يحصل من انتهاكات للحقوق علناً ( تظاهرات ساحة التحرير مثلاً ) دون متابعة ومحاسبة لأحد , مروراً بالحظوة التي يتمتع بها ابناء المسؤولين واقرباؤهم وهي ثقافة ما زالت راسخة لدى الكثير منا , لذا فان الطريق ما زالت طويلة لتحقيق هذا الحلم الكبير . في إقليم كردستان هنالك خطوات باتجاه ترسيخ مفاهيم حقوق الانسا ن , آخرها انعقاد مؤتمر في أربيل لاعداد مسودة خطة عمل حقوق الانسان بمشاركة ممثلين عن حقوق البرلمان وحكومة الاقليم و مكتب حقوق الانسان في بعثة الامم المتحدة  وممثلي منظمات المجتمع المدني المتخصصة بحقوق الانسان , غير انه ومع تمنياتنا للمؤتمر بالنجاح وتقديرنا لمضمون كلمة ممثل رئيس حكومة الإقليم  كاوا محمودالتي أعلن فيها  قرب تشكيل هيئة حقوق الانسان تابعة للبرلمان الكردستاني , فان المواطن العراقي بشكل عام والكردستاني بشكل خاص  , ينتظر اعمالا اكثر فاعلية .. اعمالا تليق لان تكون كردستان أ نموذجاً نفتخر به .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram