إياد الصالحي
ضربت الهزيمة الثقيلة التي مُني بها اُسود الرافدين أمس الأول الخميس أمام البرازيل بسداسية نظيفة في صميم البناء النفسي للاعبين الذين بدوا أشباحاً وكأنهم يساقون بالإكراه لخوض 94 دقيقة تاريخية فضحت هزالة المستوى الفني والفارق الكبير بينهم وبين أقرانهم من لاعبي السليساو الذين ابهروا العالم كالعادة في لمحات فنية جميلة كشفت حقيقة اللاعب العراقي انه " هاوٍ محلي " بامتياز!
لن نتحدث عن الجوانب الفنية والأخطاء التي رافقت الأداء والاخطاء الفادحة في مراقبة الخصم ووجود الثغرات الواضحة في الصفوف الخلفية وبطء التغطية وضعف مساندة ثلاثي الوسط ، لكن نتحدث عن الجانب المهاري الذي ظهر على المحك امام قوة برازيلية عظمى لم يسبق للكرة العراقية ان واجهتها إلا على مستوى الشباب عام 2001 وهُزمت بالنتيجة ذاتها مع هدف شرفي للذكرى !
نعم أثبت اللاعب العراقي انه بحاجة الى تنمية مهاراته والعمل الجاد على مضاعفة الاهتمام بالتوافق الذهني والبدني ، والإقلاع عن كثير من المظاهر السيئة مثل السهر والكسل في اداء التمارين وعدم الجدية في اللعب اثناء مواجهة هكذا منتخبات من طراز اميركا الجنوبية او غيرها في اوروبا ، الامر الذي يؤدي به الى التراخي والهزال وعدم القدرة على المطاولة والنزيف المستمر في الجهد الى درجة الإعياء بعد مرور 20 دقيقة من المباراة ، كل ذلك اسهم في عدم تماسك المنتخب وانهياره التام في ليلة مالمو الحزينة.
وأنا استغرب توجه البعض لتسطير انتقادات ضد المدرب زيكو يُشم منها حرائق أعصاب بسبب ما حصل من خسارة كبيرة على الصعيدين السمعة والمكانة اللتين يتمتع بهما بلدنا وسط المنتخبات القارية ، وليس خطأ ان ينبري الناقد والرياضي والمشجع ليصب جام غضبه في وجه المدرب باعتباره المسؤول الاول عن الخطة والبرنامج الفني وتشكيل المنتخب ، لكن من الخطأ ان لا نفهم مغزى إصراره على مواجهة منتخب بلاده بالرغم من اعترافه بعدم تكافؤ لاعبي الفريقين وعدم تشابه المناخ بين مالمو والدوحة ، فرسالة زيكو موجهة لجميع العراقيين الذين يترقبون لقاء (الحياة أو الموت) امام استراليا في 16 تشرين الاول الحالي وعليهم ان يشكروه ( لا تندموا على ضياع فرصة التأهل الى المونديال في حال الخسارة او التعادل فالأسود المتواضعة لا تقوى على تمثيل آسيا في كأس العالم بعد ان فشلت في خوض التحدي امام أبناء جلدته) وهكذا رويداً .. رويداً سيشعر الجميع من مسؤولين ولاعبين واندية وجمهور بالرضا لما خرج به المنتخب من التصفيات ولا يطلبون المزيد من الأمنيات المستحيلة.
هذه القناعة التي ترسخت بعد لقاء السليساو تعد مكسباً لزيكو نفسه لأنه مقبل على انتقادات أقسى مما مضى في حال تبخر حلم الأسود لأنه للأسف تعامل بلا أبالية مع مفردات التحضير للتصفيات، ودفع لاعبينا للمشي على حبل مشدود ومتأرجح و...متآكل!
لسنا وحدنا من خسر بنتيجة ثقيلة ، فها هو المنتخب الصيني استقبلت شباكه ثماني كرات برازيلية قبل ايام بالرغم من قوة استحضاراته وصواب منهج اتحاده في التخطيط لمعسكرات خارجية ولقاء منتخبات عالية المستوى ، لكن قيمة المواجهة من عيار السامبا تؤكد ان العملية التدريبية في العراق تحتضر وتستلزم تداخلا فنيا على أيدٍ أجنبية تأخذ باللاعبين الشباب حيث الطريق الصحيح لممارسة اللعبة بشكل احترافي وليس فوضوياً ، وهي مهمة كبرى يُسأل عنها اتحاد الكرة الذي عليه ان يعترف بانه المسؤول الأول والأخير عن هكذا تداعيات مهما كانت طبيعة اللقاء ودية او رسمية.
بالقلم الأحمر: شكراً زيكو .. الرسالة وصلت!
نشر في: 12 أكتوبر, 2012: 05:57 م
جميع التعليقات 1
sindebad
اثبت زيكو انه بديره و المحللين و الصحافه بديرة اخرى . فدوما قرانا عن ضرورة التغيير و عندما ابدع زيكو و بشجاعه تحسب له و نزل بفريق فاجا الجميع به مع اقوى فريق اليابان و حصل على نتيجه جيده و مستوى جيد. و هو بذاك حفز الجميع على المنافسه لللعب .فجرب القدماء م