اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > التجلّي السياسي للفكر الديني فـي العراق

التجلّي السياسي للفكر الديني فـي العراق

نشر في: 29 يوليو, 2011: 05:30 م

جاسم العايف يأخذ التطرق للمسألة الدينية وللإسلام السياسي في العراق خلال المرحلة الراهنة أهميته القصوى ، فالتيارات الإسلامية السياسية بكل أنواعها واتجاهاتها ذات حضور مؤثر في الحياة الاجتماعية- السياسية العراقية ، خاصة بعد سقوط النظام البربري الصدامي. الذي  مارس ، ببشاعة لا مثيل لها ، كل أنواع الانتهاكات، ضد شعبه، وقواه الوطنية ،
 وجميع مكوناته الاجتماعية ، وهو أول نظام في التاريخ، استخدم الأسلحة المحرمة دولياً ضد أبناء بلده ، خاصة في كردستان ولمرات عدة وكذلك في أهوار العراق. ولتوازنات سياسية دولية (قذرة)، ومصالح كانت خفية، صمتت كل القوى الكبرى عالمياً،عن تلك الجرائم لأكثـر من عقد ، لا بل بعضها ساعده لوجستياً في حصوله عليها وحتى تطويرها, وظل يرعب بها دول الجوار، وشعوب المنطقة. و القوى، الإسلامية- السياسية عامة وفي العراق خاصة ، تعلن عن توجهاتها وبرامجها وخطاباتها ، من خلال الدمج بين الإسلام كعقيدة وعبادات وقيم إيمانية أخلاقية وجدانية، وتعمل على الربط بين مشروعها الإسلامي- السياسي والدين وعلى وفق تصورها المتمثل بـ"الدولة الدينية" والتي تعتمد ( أسس الشريعة الإسلامية كمصدر وحيد  للتشريع)، و مشروعها السياسي- الاجتماعي ينحو لخلق هوية (إسلامية للدولة وأسلمة المجتمع فعلياً) من خلال فرض أنماط  معينة للسلوك الاجتماعي ، و طرق الحياة المعيشية الفردية و اليومية الخاصة بالناس .مستندة في رؤاها هذه على  الهوية الإسلامية للأغلبية السكانية في العراق ، والتي في حقيقتها ومراميها هوية شعبية متدينة فطرياً ، و وطنية ايجابية وجدانياً ، لا كونها هوية سياسية- دينية ، وذلك لأن الوعي الديني الشعبي وتجلياته في الممارسة الدينية اليومية و الطقوسية ، لا يمكن أن  يُفسر بعوامل الإيمان فقط ، بل يميل إلى عوامل ومصالح اجتماعية- سياسية متغيرة  دائماً ،وان المسار المعقد والملتبس  للعلاقات الاجتماعية ، المتشابكة بعوامل شتى مع المصالح الفئوية والتي تقود بالضرورة للبحث في العوامل الكامنة ، التي تبدو أحياناً خفية وكامنة ، تحت سطح العلاقات الاجتماعية، كون عوامل الصراع المتواصل عبر التاريخ هي على المصالح الاجتماعية  ومنافعها ، ولا تنحصر فقط في  الهويات- الدينية والفرعية والقناعات الإيمانية فقط ،  بل هو صراع اجتماعي  يتجلى مظهره الفعلي في الانحياز من أجل مشاريع سياسية-دينية ، مختلفة في الغالب ،و الصراع هذا، كما يبدو أن مادته (الماضي) إلا انه في واقع الأمر يتعلق بالحاضر لغرض الإمساك به و بـ(المستقبل) أيضاً، ويمكن الاستدلال تاريخياً،على إن المصالح المتغيرة(زمكانياً)، تؤدي إلى البحث في النص الديني (المقدس) ذاته، الى (عنقه بشرياً) لغرض تلبية الإرادات العارمة ،والمصالح البشعة والتي لا حدود لها، لرجال السلطة السياسية وطموحاتهم الدائمة في فرض ذلك (النص)، على الناس ، واستنباط الأحكام منه ، وخضوع بعض رجال الدين لتأسيس أنظمة من الرؤى والأحكام الفقهية البشرية، بما يلبي وينسجم مع طموحات الحكام في السيطرة على رقاب (الرعية). وأدى ذلك إلى وقوع بعض رجال الدين تحت ضغوط دائمة سلطوية قهرية ونفعية تُطالب وتَسعى من اجل وضع الفقه وتفسيره واستنباط الأحكام ، بشرياً  منه لخدمة الحكام ورغباتهم وشراهتهم  الدائمتين للتحكم في رقاب الناس وإخضاعهم الدائم للسلطة السياسية القائمة أو المتوارثة . ولا يمنع ذلك من وجود بعض علماء الدين ، ممن تمسكوا بإراداتهم الحرة ومفاهيمهم الإنسانية ساعين بجد وإخلاص نادرين ، لتأسيس فقه ديني بشري ، يتفق مع (الإرادة المتعالية)التي خلف (النص المقدس) ذاته ، لغرض  الحياة اللائقة على الأرض ولجميع البشر، دون تمييز، باعتبارهم ، وحسب المفهوم الديني ذاته ، (ظلاً) أو (خليفة) على الأرض لتلك الإرادة (المتعالية - المقدسة).  ونعتقد انه ، من خلال تجنب النظرة الاستعلائية و العدمية ، للتراث الديني ، ولغرض دفع الأمور باتجاه عقلاني منفتح على منجزات الفكر البشري المتنور، أن لا يصبح الدين ومفاهيمه الإنسانية في دوافعها ومراميها الأساسية، إلى عقائد صورية تقع خارج الزمان والمكان. كما يجب أن لا تتحول الأفكار السياسية- الدينية إلى تبرير دائم، لتوجهات السلطة السياسية ، مهما كان شكلها، لأنها في الغالب سلطة قامعة ولمواجهة ذلك ، يجب استيعاب وترسيخ  الديمقراطية كقيم وأسلوب حضاري في الحياة اليومية للبشر، وعدم التعامل مع مفهوم الديمقراطية كآليات أو اختزالها في مفهوم الأكثرية والأقلية. إن ضرورة الفهم المتجدد للظاهرة الدينية في مجتمعنا لابد من أن تجعلنا ننأى عما هو معروف عن مواقف البعض السلبية تجاهها وخاصة تجلياتها السياسية الراهنة عراقياً. بعد أحداث 11  أيلول الإجرامية ومن خلال أجهزة الإعلام الغربية ، وبعض المفكرين الغربيين، الذين هم وأفكارهم امتداد للتوجهات الاستشراقية- الكولنيالية والمعبرين ، حالياً،عن المصالح الواضحة للفئات المتنفذة في مصادر القرار العليا في تلك الدول، و ذهنيتهم المبنية على (صدام الحضارات) باتوا يؤكدون في أن الإرهاب ملتصقاً بالإسلام والعرب والمسلمين وغ

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram