TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > على هامش الصراحة:ضغط المسؤول وضغطنا!!

على هامش الصراحة:ضغط المسؤول وضغطنا!!

نشر في: 29 يوليو, 2011: 05:33 م

 إحسان شمران الياسري  ماذا لو قال لك موظف البريد أو وكيل الحصة التموينية (تعال باجر)، أو سلمك مسحوق الغسيل للشهر السادس بدل الصابون، أو اتصلت (مليون) مرة بالهاتف النقال لكي تقول لأخيك (شلونها الوالده)، أو تحطّمت سيارتك من مطبّات شوارع عاصمتك العظيمة التي جرى إصلاحها منذ عام   2004 ستين مرة..
أو طلبت إحدى بناتك شراء شيء بمئة ألف دينار قبل أن يحل أجل الراتب بأسبوع، أو قال لك الموظف الوحيد الذي تستأمنه على أسرارك في الدائرة (استاذ الصلاة معك أتم ولكن....).. لأنه يريد أن تصرف له مكافأة، وهو لم يفعل ما يحلل راتبه حتى.. والقائمة تطول.. وكل واحدة منها ترفع ضغطك وضغط أجدادك إلى العشرين، فما بالك إذا اجتمع (الحذاء المشلوع) و(صدر سيارتك المعطّل) و(مأساة الحصة التموينية) و(الشوارع التي تئن تحت بؤس الأداء العجيب للأمانة التي لم تعد أمينة حتى لو (حلفت مليون مرة)، وابتسامة المسؤول الذي يجيدها وحدها.. لقد فكرت في هذه القضايا البسيطة لمواطن عادي مثلي، ثم تخيلت ما يحصل مع مسؤول كبير جداً مثل رئيس الوزراء.. الذي يواجه مشكلة الحصة التموينية لبلاد الرافدين وقوت الشعب الذي تدور مشاكله بين وزارة التجارة والمخازن والنقل والدول المصدرة وسماسرة السوق السوداء وجميلة والشورجة والشائعات (المغرضة)!! التي تطلقها (هيئة النزاهة) عن عرقلة تحقيقاتها بقضايا الفساد في هذا المحور من محاور إدارة الدولة في جزئية (إدارة البطاقة التموينية).. وقضية السمن النباتي الفاسد، والوزير المحمي بأسوار التوافقات.وتصورت مشكلة المسؤول من شاكلة السيد المالكي مع ما يسمع ويرى، وحجم الوثائق التي تقع تحت يده وأمام عينه وفي ضميره.. وتخيلت حجم عذابه وهو يرى خيرات بلاده التي لا تحصى تضيع، ويضيع معها الزمن الذي لم نتعلم أن نقدّر له قيمة.. وتساءلت: إلى أي درجة يصل ضغط المالكي وهو يطالع البريد بعد أن يتناول عشاءه، والى أي درجة يصل وهو يفتح عينه صباحا على آمالنا التي تضيع.. وكأننا أمام (مزحة) كبيرة اسمها (ثماني سنوات بعد سقوط الدكتاتورية).. كيف يقضي هذا الرجل ساعات يومه مقيداً بين ملايين المشاكل، بعضها بحجم العراق، وبعضها بحجم النميمة والغيبة والحسد. ويوم كنا نعتقد أن المالكي وسواه محبوسون في المنطقة الخضراء، لا يعلمون عن أحوالنا شيئاً، وجدناهم يعلمون عن مصائبنا، ليس حجمها ونوعها، بل جذورها وأبطالها وأبعادها ووسائل الخلاص منها، فضلا عن دورهم في حلها.. ولكن المعرفة نصف الحل، وعليهم أن يضمنوا وجود الأبطال الذين يساهمون معهم في حلها..   كيف يقضي المسؤولون أوقاتهم بين معارك سياسية وإدارة شؤون الدولة؟أحسب إن القصة تتمرغ يومياً بين خصوصيات السياسة وعموميات الدولة، فتنتصر السياسة وتَبْلى أولويات الدولة حتى حين.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram