خليل جليل* ربما يتصور البعض ان منتخبنا الوطني تعمد ان يُنهي مباراته الثانية مع اليمن بتلك الطريقة التي ظهر بها في ملعب خليفة بمدينة العين الإماراتية على أساس ضمانة بلوغ الدور الثالث من تصفيات مونديال 2014 منذ ذهاب هذا الدور في أربيل ، لكن الأحداث ومجرياتها في لقاء العين جاءت على العكس من تلك التصورات بعد ان اثار منتخبنا الوطني الجدل مجدداً نتيجة تراجعه فنياً وأدائياً لأكثر من سبب في مقدمتها أخفاقة المدرب سيدكا
بقيادته بعد ان منح أربع فرص لإثبات نفسه لكنه لم يحقق فيها شيئاً يذكر بدءاً من بطولة غرب آسيا الأخيرة ومروراً بخليجي 20 في اليمن وانتهاءً بنهائيات آسيا في الدوحة قبل مسلسل الاخفاق الأخير في بطولة الأردن الرباعية في عمّان.ولعل النتيجة المهمة بالنسبة لليمنيين التي خرجوا بها أمام منتخبنا الواهن وانتزاعهم تعادلاً ثميناً سيسجل لحسابهم في سجلات التصفيات المونديالية خير دليل على ما ذهب إليه الجميع بخصوص الظهور المتواضع للمنتخب الذي بات بحاجة إلى ثورة تصحيح كاملة وجذرية ليست على صعيد جهازه الفني والتدريبي ، بل على الصعيد الإداري أيضاً وكل ما يتعلق بقضية المنتخب التي يحاول الاتحاد التستر على هذا الواقع المرير الذي يهدد مستقبل ومشوار الكرة العراقية.لقد عكس المنتخب أمام اليمن وجهه الحقيقي الآن وقدراته الواقعية التي يتميز بها والعجز الواضح في روحية هذا المنتخب الذي دفع ثمن التخبط الذي يعيشه الاتحاد قبل غيره .. الاتحاد الذي اثبت انه لا يمتلك الجرأة في تصحيح الأوضاع وتعديل المسار وبقي خائفاً فترة طويلة من سيدكا وشبح سيدكا الذي ابتلى به المنتخب والكرة العراقية خلال العامين الماضيين من دون ان يستطيع احد ان يلتفت اليه لكي يقف عند حدود إمكانياته .وربما يتساءل معنا الآخرون هنا بشأن مستقبل المنتخب وما يحيط به من غموض واضح بشأن مسيرته في التصفيات المونديالية، فبعدما كانت المنتخبات الاخرى تحسب له حسابات خاصة اصبح منتحبنا يبحث عن نفسه ويبحث عن مستقبله في مشوار التصفيات التي تدخل اليوم منعطفاً جديداً سيكون صعباً على الكرة العراقية عندما يجد منتخبنا نفسه في احدى مجموعات الدور الثالث حيث ستضعه قرعة التصفيات المقررة اليوم في ريو دي جانيرو .عموما ان الاتحاد العراقي لكرة القدم الذي حاول بعض أعضائه ان يضع حداً لمسيرة سيدكا قبل لقاءي اليمن والبعض الآخر من أعضائه فضّل الكشف عن طي صفحة سيدكا بعد هاتين المباراتين ، سيكون الاتحاد بعد الان هو المسؤول الوحيد عن مستقبل المنتخب لا غيره ، فأما ان ينجح في مواصلة سير المنتخب وذهابه الى ما يصبو اليه في مهمة تصفيات مونديال البرازيل او اخفاقه في ذلك .* لقد حرصت الصحافة الرياضية خلال الفترة الماضية ان تتتعامل بحرص شديد مع قضية التعليق الرياضي وتحاول ان تسهم في دعم التجارب الشبابية في مجال التعليق وتحديداً على مباريات كرة القدم سواء لمشاركاتنا الخارجية او الأنشطة المحلية المتمثلة بمباريات الدوري ، وعبّرت صحافتنا الرياضية كل مرة وقوفها الى جانب تلك التجارب برغم اختلاف الإمكانيات والمواهب والقدرات في مجال التعليق وان كان البعض من أصحاب تلك التجارب لا يستحقون ان يخوضوا في هذا المجال اي مجال التعليق.وما يثير الاستغراب والدهشة ان يذهب البعض خارج حدود مهمته ومسؤوليته ويحاول ان يصادر مهمة ومسؤولية العمل الصحفي الرياضي وان يضع نفسه وصياً وصاحب اليد الطولى في مجال كرة القدم وان يظهر نفسه وكأنه يتمتع بما لا يتمتع به الصحفيون من معرفة ودراية ويحاول ان يعطي النصح والإرشاد ويصور للآخرين بانه وحده الذي يمتلك قدرة الإقناع والتحليل والتشخيص مثلما حصل مع احد المعلقين الذين انيطت له مهمة التعليق على مباراة الذهاب لمنتخبنا الوطني امام اليمن في أربيل عندما صوّر المنتخب بانه يخوض مواجهة على قدر كبير من الأهمية امام منتخب اليمن وعلى الصحافة ان لا تنتقص من المنتخب وان لا تخرج وتؤكد بان المنتخب اليمني هو منتخب متواضع ، بل على العكس حسبما يتصور هذا المعلق الذي وجد نفسه بعيداً عن اية مساءلة ومناقشة ومراجعة من مسؤوليه الذين يفترض ان يتوقفوا عنده وذلك لمصلحته ولحساب مشواره ومستقبله.لكن يبدو للأسف ان البعض من المعلقين ومنهم معلق مباراة منتخبنا ونظيره اليمني في أربيل يفهم من خلال مهمته بأن التعليق قائم على اساس الصراخ طوال تسعين دقيقة وان يظهر وكأنه هو أفضل من غيره وافضل من الصحافة الرياضية التي يفترض على معلقنا ان يحسب لها حساباً وان يقيم معها علاقة طيبة بدلا من ان ينتقص من قيمتها ومهمتها التي سنتوقف منذ الآن معها بكل مهنية.
وجهة نظر:في أكثر من اتجاه
![](/wp-content/uploads/2024/01/bgdefualt.jpg)
نشر في: 29 يوليو, 2011: 07:26 م