حــاوره/ طـه علــي فنان العراق الكبير النحات محمد غني حكمت، والذي يقيم في العاصمة الاردنية عمان لغرض العلاج، حيث أجرى عملية جراحية قبل شهرين تكللت بالنجاح، فناننا الكبير ضيف زاويتنا لهذا اليوم من خلال هذا اللقاء الذي أجريناه عبر الهاتف، اطمئنينا فيه على صحته وسألناه عما يشغله هذه الأيام فقال:
- بصراحة أنا مهموم بالمرض الذي هجم عليّ هجمة أسد هصور، وكنت أمني النفس أن أتفرغ لتنفيذ أحلامي التي حملتها معي في آخر زيارة إلى بغداد ولاقت استحسان وحماسة المسؤولين الذين أعطوا الإشارة لتنفيذها. * وما هي هذه المشاريع؟ - نصبٌ تتوسط بغداد، أكبرها سيكون قريبا من متنزه الزوراء، وهو تجسيد لحكاية علاء الدين والمصباح السحري، وهي من حكايات ألف ليلة وليلة والتي ترتبط بأذهان العراقيين جميعا، كون المصباح يمثل الحلم بتحقيق الآمال، وكل ما يتمناه المرء، أما النصب الثاني فهو بعنوان "بغداديات" مستوحى من التراث الشعبي وسيتوسط ساحة حافظ القاضي التي تعد واحدة من أجمل وأقدم ساحات بغداد.* وماذا عن النصب الذي استوحيت فكرته من قصيدة بغداد للشاعر الكبير مصطفى جمال الدين والذي من المؤمل أن يتوسط إحدى ساحات بغداد الرئيسية؟ هل تعني انك ستقدم نصبا عن بغداد وتاريخها؟- ليس بهذا المعنى فالنصب مستوحى من أبيات الشاعر التي تقول:بغداد ما اشتبكت عليك الأعصر‏ إلا ذوت ووريق عـمرك أخضر‏ مرت بك الدنيا وصبحك مشمسٌ‏ ودجت عليك ووجه ليلك مقمـر* والنصب الرابع؟- هو نصب معني بالثقافة العراقية وقيمتها وأهميتها في المجتمع ومسيرتها عبر التاريخ وسيتوسط الساحة المقابلة للمسرح الوطني كون هذا المسرح يشكل علامة من علامات الثقافة العراقية المعاصرة؟ * وبغير نصب بغداد ما الذي يشغل فناننا الكبير؟ - أنا مشغول دوما بالعراق.. أتابع أخباره.. أتمنى أن تسود روح الصفاء والتسامح والمحبة بين العراقيين، أتمنى أن يعود العراقي لهويته العراقية الوطنية لا لانتمائه الطائفي، فقد كان العراق عبر العصور أُنموذجا للمجتمع المتنوع الثقافات والأعراق وأنا أشبهه بحديقة فيها ألوان وأشكال متعددة من الزهور.
محمد غني حكمـت، مصباح عـلاء الديـن يتوسـط بغـداد
نشر في: 29 يوليو, 2011: 08:11 م