بغداد/ احمد الموسوي عزا نشطاء التظاهرات السبب وراء انكماش حركة الاحتجاجات هذه الفترة إلى عدم وجود تنسيق بين الجهات المشرفة على التظاهرات، في حين حذر سياسيون من لجوء الحكومة إلى العنف في مواجهة الأطراف التي تختلف معها في الرأي.
يأتي ذلك في وقت، جدد ائتلاف دولة القانون نفيه لدعم الحكومة إلى الجهات التي تؤيد رئيس الوزراء نوري المالكي في ساحة التحرير.فقد أكد الناشط احمد البغدادي في اتصال أجرته معه المدى أمس "لم ننزل إلى ساحة التحرير يوم أمس، ذلك أن الحركات الاحتجاجية بدأت تفقد زخمها وليس هناك من تنسيق بين مجاميع الحركات الاحتجاجية، نحن بصدد تقوية العلاقات مع بقية المجاميع، هذا لا يعني أننا قد أوقفنا حركتنا الاحتجاجية، بل نحن نسعى لتحقيق المزيد من التنظيم"، وتابع البغدادي "كنت متوجها إلى شارع المتنبي ولمحت لافتات ترفعها مجاميع في ساحة التحرير تطالب بعدد من المسائل، هذه المجاميع مدعومة من رئيس الوزراء نوري المالكي وشخصيات أخرى حسب معلوماتنا، نحن نتفق معهم بمطلب محاكمة الإرهابيين، ولكن بدورنا لدينا العديد من المطالب وأهمها محاسبة إرهاب الميليشيات وإرهاب السلطة".وأضاف الناشط "تعجز الأطراف السياسية عن حل الأزمات التي يمر بها الوطن وبالتالي نحن نرى أن مطلب إعادة الانتخابات هو خيار مهم لتصحيح الخلل في العملية السياسية".وفي سياق متصل أكد الناشط في حركة شباب شباط علي الجاف "حاليا تنوي الحكومة التحشيد في مسألة الترشيق الوزاري والغاية من هذه التحشيدات هي ضرب التظاهرات في ساحة التحرير، المالكي يخسر سياسيا وهو يخسر جماهيريا حيث بدا ينحسر رصيده الشعبي".وأضاف الجاف "أن مستشاري المالكي الأمنيين قد توعدوا بإنهاء ملف التظاهرات خلال شهر رمضان، يتبين ذلك من خلال ضرب المحتجين والاعتقالات التعسفية بحقهم إلا أن صبرنا طويل".وتابع الناشط "أن خطوتنا القادمة ستكون خطوة نوعية وسيتم التغيير في الكثير من الإجراءات، إن إمكانية تحشيد أعداد من المحتجين كتلك التي نزلت في يوم 25 شباط هي صعبة التحقيق بسبب الكثير من العوامل الموضوعية التي تمنع الناس من الاحتجاج".وبصدد العلاقة بين المجاميع الاحتجاجية قال الجاف "إن علاقتنا مع بقية المجاميع هي علاقة جيدة، ولدينا لقاءات مستمرة معهم، كما أننا نسعى لمزيد من التنسيق فيما بين هذه المجاميع، اعتقد أن التجمعات القادمة ستشهدها ساحات جديدة غير ساحة التحرير".ومن ناحية أخرى قال عضو هيئة تنسيق الحراك الشعبي ليث محمد رضا "شاهدنا في ساحة التحرير يوم أمس دخول أنصار المالكي تحت حماية القوى الأمنية، وبدأوا بترديد الهتافات المؤيدة لرئيس الوزراء وشعارات أخرى غرضها استفزاز المتظاهرين المطالبين بالإصلاح"، وتابع "إن هيئة تنسيق الحراك الشعبي قررت الانسحاب من الساحة تجنبا لحدوث الصدامات مع المغرر بهم من أبناء شعبنا، لذا طلبنا من الشباب المطالبين بالإصلاح مغادرة ساحة التحرير والتوجه نحو شارع المتنبي الذي اختير موقعا بديلا للتظاهرة".وبين محمد رضا "أن استمرار الضغط الحكومي والقمع سيدفعنا إلى أن نجعل من ساحات بغداد كلها ساحة تحرير وسنحتفظ بزمام المبادرة لاختيار المكان المناسب".وأكد عضو هيئة التنسيق "أن عودتنا لساحة التحرير ستكون قريبة وبمزيد من القوة والتنظيم ولن نتركها بيد المندسين، فساحة التحرير هي الرمز لحركتنا الإصلاحية الثورية".وأضاف رضا "بناءً على دعوة هيئة تنسيق الحراك الشعبي توجه العشرات من الشباب إلى شارع المتنبي للمشاركة في التظاهرة التي التحق بها عدد من رواد شارع المتنبي لا سيما المثقفين والإعلاميين".وعبر رضا عن قلقه من ازدياد الإجراءات القمعية بحق المتظاهرين، معتبرا ذلك مؤشرا على أن البلاد مهددة بخطر محدق هو عودة الدكتاتورية بمظلة جديدة مظلة المحاصصة والتغانم على السلطة". ومن جهة أخرى أكد أستاذ العلوم السياسية في الجامعة المستنصرية عبد الجبار السعيدي أن "أحزاب السلطة غالباً ما تلجأ إلى إنزال مجاميع من المندسين هدفها ضرب الاحتجاجات والاعتصامات من الداخل"، وتابع أستاذ العلوم السياسية "أن المالكي، بالنسبة لكل الكتل السياسية الأخرى، انه (واقف على قشة) وذلك من خلال فشل كتلته في سحب الثقة من المفوضية".ومن ناحية أخرى أكد النائب عن الكتلة العراقية حامد المطلك "أننا في دولة ديمقراطية تؤمن بحق التعبير عن الآراء بصورة سلمية وبالتالي من حق كل مواطن أن يبدي رأيه ولكن شرط ألا يتم التعدي على حرية الآخرين"، وأضاف المطلك "بدأنا نشهد في الآونة الأخيرة نهجا تتخذه الحكومة يميل إلى العنف والتعدي على المتظاهرين".وفي سياق متصل أكد القيادي في ائتلاف دولة القانون عدنان السراج في اتصال أجرته المدى أمس "أن رئيس الوزراء نوري المالكي لا يدعم بأي شكل من الأشكال أيا من المجاميع في ساحة التحرير، كما أن هؤلاء الأفراد الذين تواجدوا في الساحة هم يتركون بملء إرادتهم وليس هناك من أشخاص
حركات التظاهر فـي تراجع: شباب ينظم نفسه ويتوعد باحتجاجات كبرى
نشر في: 29 يوليو, 2011: 09:26 م