 دهوك/ عبد الخالق دوسكي أعلنت مديرية آثار دهوك عن اكتشافها آثاراً تاريخية كبيرة ستؤدي الى تغيير مسار الدراسات التاريخية في المنطقة تعود الى الألف الثالث قبل الميلاد. الدكتور حسن احمد قاسم مدير آثار دهوك أعلن خلال مؤتمر إعلامي عقده في موقع الأكتشاف انهم قد بدؤوا منذ ما يقرب من عام بعمليات التنقيب في موقع اثري يسمى (شدوخ)
 بالقرب من قرية شندوخا الخالية جنوب محافظة دهوك وقال"في هذه التنقيبات استطعنا اكتشاف العديد من القطع واللقى التاريخية المهمة أبرزها تمثال وعدد من الكتابات الصورية التي تعود الى عصر دويلات المدن السومرية أي قبل ثلاثة آلاف سنة قبل الميلاد إضافة الى أربع تماثيل أخرى تعود الى عهود الدولة الميتانية أي قبل 1500 سنة قبل الميلاد".قاسم بين ان بعض هذه التماثيل المكتشفة قد نحتت وفق الطراز الفرعوني والبعض الآخر قد نحتت وفق الفن الميتاني" فالتمثال الميتاني هو عبارة عن تمثال ملك ميتاني في وضعية التضرع للإله والتمثال الميتاني الثاني هو للإله الميتاني تيشوب اما التمثال الذي على نحت على طريقة الفن الفرعوني، فهو عمود نقشت عليه صورة الإله حتحور والتمثال الأخير عبارة عن تاج لأحد ملوك الفراعة". وحول سؤال للمدى عن أهمية هذه الاكتشافات قال مدير آثار دهوك"تكمن أهمية هذه الاكتشافات في انها قد غيرت مسار الدراسات التاريخية في المنطقة كونها قد أظهرت التاريخ الصحيح لهذه المنطقة لأننا كنا في السابق نعتمد على الدراسات التي أجريت من قبل أناس آخرين وكانت المنطقة بحاجة الى تنقيبات تظهر الهوية الحقيقية لهذه المناطق" موضحا ان هذه الاكتشافات قد سلطت الأضواء بشدة على العصور التاريخية التي مرت بها المنطقة وخاصة العصور الميتانية والسومرية.وقد اشار الدكتور حسن خلال الكلمة التي ألقاها في المؤتمر الإعلامي انهم يعملون الآن على إنشاء متحف كبير وخاص بالقطع الأثرية التي تم اكتشافها في السنوات الأخيرة والتي تجاوزت 1750 قطعة وذلك لعرضها على الدارسين في هذا المجال ولكي تصبح في متناول السياح الذين يتوافدون الى محافظة دهوك سنويا". وطالب مدير آثار دهوك الحكومة الفيدرالية بضرورة إعادة القطع الأثرية الخاصة بمحافظة دهوك والتي قام النظام السابق بأخذها الى المتحف الوطني في بغداد. وبشأن اهمية هذه الاكتشافات الأثرية التي أعلن عن اكتشافها في دهوك يقول الباحث في مجال التنقيبات محمد عارف "لها أهمية كبيرة لأن تاريخ المنطقة لم يكن معروفا لحد الآن، فهذه أدلة قوية على أن هذه المنطقة كانت من المناطق التي لعبت دورا بارزا في الحياة الاجتماعية و السياسية في تلك العصور" منوها بان هذه الاكتشافات الكبيرة ستقوم بتوجيه لأنظار الى هذه المنطقة  وستفتح الباب أمام المنظمات العاملة في  هذا المجال  للقدوم الى مثل هذه المناطق ودراسة الاكتشفات الجديدة عن قرب ومتابعتها.جيمن حسن مواطنة حضرت مراسيم اعلان هذه الاكتشافات قالت لـ"المدى": "ان ظهور هذه الاكتشافات التاريخية في منطقتنا تقوي فينا الإحساس بالانتماء، وتبين ان هذه المنطقة قد سكنها وحكمها أجدادنا القدماء العظام وقد لاحظت ان هنالك تلاقحا حضاريا في هذه المنطقة حيث امتزجت التماثيل الفرعونية بالتماثيل الميتانية مما يعكس وجود أواصر بين هاتين الحضارتين في هذه المنطقة.