 مالمو/ إحسان كريم ديبس
في مباراته التأريخية الأولى التي جمعته مع منتخب السامبا البرازيلي وشهدت حضورا عالي المستوى من الحكومة العراقية متمثلاً بالنائب الأول لرئيس الوزراء روز ساويش وسفيري العراق في السويد والدنمارك وكذلك رئيس الأتحاد العراقي لكرة القدم ناجح حمود ، فضلاً عن الحشود الغفيرة للجالية العراقية في السويد والدول المجاورة التي تجاوزت الخمسة عشر الفاً ، خسر منتخبنـا الوطني الكروي بستـة أهداف نظيفة في ضوء هيمنة برازيلية طوال وقت المباراة التي ضيفها ملعب (سويد بانك) في مدينة مالمو جنوب السويد.
دخل المنتخب الوطني هذه المباراة متوجساً من خصمه الذي يقابله للمرة الأولى في تأريخه على مستوى المنتخبات الوطنية واتخذ من منطقة الدفاع مكاناً لتمركز معظم لاعبيـه ، مقابل زحف هجومي منظم للاعبي المنتخب البرازيلي الذين أظهروا الفارق الكبير في المستوى بينهم وبين لاعبي منتخبنا.
إحدى وعشرون دقيقة مرت من الشوط الأولى اضاع فيها البرازيليون جملة من الأهداف أحبط معظمها الحارس الأمين والمتألق نور صبري ، حتى استطاع نجم فريق تشيلسي الإنكليزي اللاعب أوسكار الأنفراد بالحارس نور ولعب كرة زاحفة في الشباك بعد تمريرة متقنة من زميله المتألق نيمار معلناً الهدف الأول لفريقه في الدقيقة 22 ، وبعد خمس دقائق من هذا الهدف وفي ظل الضغط البرازيلي على مرمى منتخبنا، عاد المتألق أوسكار الذي وصلته كرة ذهبية من النجم البرازيلي ولاعب ريال مدريد كاكا بتحويلة عرضية تخطت الحارس نور ليضعها بسهولة داخل الشباك محرزاً الهدف الثاني الشخصي له وللبرازيل والذي انهى به نتيجة الشوط الأول الذي شهد أيضاً إنقاذ مرمانـا من أهداف محققة تألق فيها صبري ايما تألق وكان اهمها تصديه لتسديدة كاكا في الدقيقة 43 مقابل عدم شن لاعبي المنتخب أية هجمة تذكر.
ظلت الهيمنة البرازيلية تسود الشوط الثاني ، وتألق نور الذي ابعد كرة خطرة جداً في الدقيقة الأولى من هذا الشوط ، إلا أن كاكا استطاع أحراز الهدف الثالث بعد ثلاث دقائق فقط من الشوط الثاني عندما توغل بالكرة وسددها قوية من على خط الست ياردات عانقت شباك صبري.
وفي الدقيقة 56 من المباراة استغل اللاعب هالك ضعف الخط الدفاعي لمنتخبنـا فتلاعب بلاعبين قبل ان يسدد كرته التي لم يستطع دفاع منتخبنا انقاذها ليحرز هدفاً رابعاً لبلاده .
الدقيقة 60 شهدت أول هجمة عراقية صحيحة عبر يونس محمود الذي توغل داخل منطقة الجزاء ولكنه سدد الكرة الى اقدام الدفاع البرازيلي المنظم لتصل الكرة بعد ذلك الى اللاعب احمد ياسين الذي سددها قوية على يمين الحارس البرازيلي الفيش إلا أنها مرت من بعد سنتمترات قليلة بجوار المرمى.
بعد ذلك أجرى المدرب زيكو الذي لم يكن في (الفورمة) ولعب مباراة من دون أدنى خطط تكنيكية وتكتيكية ، تبديلات عدة كان لها دور ايجابي قليل في المباراة بعد أن نشطت حركة لاعبينا داخل الساحة وتجاوزا خط المنتصف بضع مرات ، إلا أن هذا التقدم لم يستمر طويلا بعد أن وضع اللاعب نيمار نجم سانتوس أسمه على لائحة المسجلين بهدف خامس من مجهود فردي استعراضي في الدقيقة 75 ، ليلحقه بعد خمس دقائق زميله البديل لوكاس بالهدف السادس بعد دخوله للملعب بدقائق اثر تمريرة جميلة من نيمار.
الدقيقة الأولى من بدل الوقت بدل الضائع شهدت أول أختبار حقيقي للحارس البرازيلي الفيش المستريح جداً في هذه المباراة عندما تصدى لتسديدة حمادي أحمد قبل أن يعلن الحكم السويدي مارتن هانسون الذي لم يكن موفقا في كثير من قرارته التحكيمية نهاية المباراة.
بعد المباراة قال زيكو للاعبين :عليكم أن تنسوا هذه المباراة ، قدمتم ما عليكم وكانت هناك سلبيات كثيرة تم تأشيرها ، سنعيد مشاهدة المباراة ونؤشر جميع الجوانب ، لا يجب أن تتأثروا بنتيجة المباراة ، فأنتم لعبتم أمام منتخب نال كأس العالم أكثر من مرة ولاعبوه افضل لاعبي العالم، عليكم بنسيان كل ما حدث في هذه المباراة فأمامنـا مباراة في غاية الأهمية بعد ايام قليلة، وهذا ما يجب أن نفكر به جميعا.
من جانبه قال مدرب حراس المرمى الكابتن كريم ناعم لمندوب (المدى) : أن نور صبري عاد للتألق من جديد واستحق أن يكون الحارس الأول للمنتخب الوطني العراقي ، وبالرغم من الأهداف الستة التي دخلت مرماه ، إلا أنه كان نجم المباراة بعد أن أوقف بتألقه وشجاعته سيلاً من الأهداف الأخرى التي كانت محققة.
أما النجم نوري صبري فقد أكد أن أكثر ما يهمنا هي التجربة التي خضناها أمام فريق كبير مثل البرازيل ، وكان بودنـا أن يقدم لاعبونـا مستوى يليق بالكرة العراقية وبتأريخهم ويرضي الجماهير الغفيرة التي حضرت المباراة عشقاً بالكرة العراقية ونجومها ، وأكد ايضا ما يهمنا الآن أن نؤشر السلبيات ونتجاوزها في مباراتنـا الحاسمة القادمة أمام استراليا لأنها الحد الفاصل من تأهلنـا لكأس العالم من عدمه ، وأن نستفيد من الأخطاء التي حدثت في هذه المباراة .