 أربيل/سالي جودت في اكوا تارين (القرية المائية) تواجهك في مشهد فريد المسابح المختلطة التي تضم رجالا ونساء واطفالا بمختلف الاعمار ناهيك عن  الجمال الهندسي لتلك القرية ومسابحها الرائعة الصحية  والملائمة لجميع الفئات العمرية.
تجربة تشبه المغامرةيقول كارزان محمود "بعد إلحاح من قبل عائلتي اقتنعت على اصطحابهم الى هذه القرية المائية  وكانت المفاجأة الاولى بالنسبة لي  ان الدخول الى المسبح غير محدد بيوم للرجال فقط ويوم للنساء كما كان الامر  سابقا، ورغم مخاوفي إلا انني تعرضت الى ضغوطات من قبل ولدي البالغ من العمر خمس عشرة سنة وابنتي البالغة سبعة عشر عاما اللذين اجبراني فعلا على خوض التجربة وقطع  تذاكر الدخول  واعتبرت التجربة مغامرة" واضاف محمود لـ" المدى ": حقيقة كنت متوجسا فقد كنت اعتقد بأن الدخول المختلط وسط اوضاع اجتماعية لم تفرز تقاليدها الرصينة بعد، يعد مغامرة حقيقية فربما تتعرض عائلتي الى نوع من المضايقات التي تكدر علينا اوقات الاستمتاع بالعطلة الاسبوعية". وأضاف: ان المفاجأة الثانية هي الجو العائلي داخل المسبح وحرص القائمين عليه على توفير اجواء الراحة خصوصا للعوائل وهم يلاحقون بعيون مراقبة دقيقة كل من يحاول ان يعكر على العوائل التمتع باوقاتهم”، مبيناً ان “محاولات بعض الشباب غير المنضبط كانت تلاقي موقفا حازما مما ترك نوعا من الطمأنينة في داخلي".موقف مسبق!بينر شاكر متزوج وأب وله ثلاثة أطفال كان داخل القرية من دون اصطحاب زوجته، عندما سألناه عن سبب عدم اصطحاب زوجته معه أجاب: "القضية ليست بهذه السهولة انها قضية  ترتبط بوجودنا الاجتماعي وأن البناء الاجتماعي يعتمد اساسًا على تلك القيم التي تربينا  عليها مع الحليب الذي نرضعه منذ طفولتنا، صدقني حتى لو وافقت على أن تحضر زوجتي لتلك المسابح فإنها سوف ترفض ولن ترضى، و أنا واثق منه تمامًا".التناقضأما سردار صباح 25 عاما  وهو أعزب  فقد أخبرنا بأنه غير مستعد لاصطحاب زوجته التي سيقترن بها مستقبلا الى المسابح المختلطة كيف ارضى ان تردتي زوجتي ملابس السباحة والجميع ينظرون اليها .وعندما سألناه كيف يرضى الحال بالنسبة للآخرين قال " انهم احرار".لو تزوجت.. محمد سركوت 32 عاما من وهو الآخر أعزب، فقد أصر على  انه لو تزوج ذات يوم فسوف يصطحب زوجته معه للمسبح و يسمح لها بالذهاب للمسبح وحدها لو إقتضى الامر وإستدرك قائلاً: "من الضروري على الانسان أن يواكب التطور الاجتماعي والتقدم الحضاري بل ويساهم بهما  وكما نعلم  فأن كردستان تشهد تقدما ملحوظا وانفتاحا على العالم الخارجي لذا التطور ليس بالعمران فقط انما في التطور الاجتماعي، لذا يجب ان  نتأقلم ونندمج مع هذه التغيرات.رغم التقاليدويقول كاظم شماغ 40 عاما من بغداد جئت مع عائلتي للسياحة والاستجمام ،حقا ما شاهدته من  تقدم وتطور دليل على الرقي الذي تشهده كردستان،امابالنسبة لوجهة نظري حول  المسابح المختلطة اعتقد انها غير مستحبة بالنسبة لعاداتنا وتقاليدنا،رغم وجود ي مع زوجتي الا اني امانع من  ارتدائها ملابس السباحة،الرجل الشرقي غيور،لا مانع  من نزولها بملابسها  مع اطفالها.أم مصطفى  تحمل طفلها الذي لا يتجاوز عمره السنة  تحدثت قائلة  في مجتمعنا يعيب على النساء  مشاركة الرجال في السباحة وارتداء المايوه،لذا يكفي ان  اتخطى حاملة طفلي في مسبح الاطفال هو المكان الوحيد الذي لايتواجد فيه الشباب.وأضافت: “هذه هي المرّة الاولى التي اجلب فيها  طفليّ ساندرا  وايمن  الى المسبح بهذه الصيغة المشتركة لحد اللحظة لم نتعرض الى اية مضايقة فضلا عن انني تعرفت على اكثر من عائلة هنا وربما تستمر مثل هذه العلاقات الى ما بعد فترة التعارف البسيطة هذه الظاهرة جميلة وحضارية نحن من طرفنا نتعامل معها بطريقة طبيعية جدا . واستدركت قائلة “لكن هذا لا يمنع وجود بعض المنغصات من قبل بعض الشباب الذين يضايقون وجود العوائل لكنني منذ ترددي على المسبح لم اشهد حادثة تذكر مع أنني انزعجت من بعض الشباب الذين يركزون انظارهم على الفتيات كما لو انهم يشاهدون امرأة  او فتاة للمرة الأولى".ارتفاع الاسعارسلمى علي (20)عاما إحدى الفتيات تقول:لم اتعرض لأية مضايقة، وأنا اتيت مع صديقاتي، الشيء الوحيد الذي نشكو منه ارتفاع اسعار التذاكر والمرطبات وايضا عند شرائنا بعض مستلزمات السباحة,واضافت " نتمنى ان تزداد انتشارا مثل هذه المسابح انها حقاً تقدم حضاري واجتماعي.ظاهرة حضاريةشميران عوزير 19 عاما تقول:جئت برفقة عائلتي والحمدالله لم اتعرض لاي معاكسة وهذه المرة الثالثة التي آتي بها الى هنا،واضافت هذا النوع من المسابح يعد ظاهرة حضارية يدل على التمدن،نحن نفتخر بذلك.السير بخطوات جريئةيقول الباحث الاجتم