 بغداد/ المدى اعتبر الائتلاف الوطني العراقي، أمس الجمعة، أن سحب الثقة من المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في الوقت الحالي يحرم الشعب من استحقاقات انتخابية مقبلة، فيما أشار إلى أن الاتهامات التي وجهت إلى مجلس النواب على خلفية التصويت بالرفض على عزل المفوضية
 تشير إلى أن البعض يحاول أن يفرض إرادته بالترغيب أو الترهيب.الائتلاف الوطني وفي بيان تلاه زعيم الكتلة الصدرية في مجلس النواب بهاء الأعرجي أكد إن "أعضاء مجلس النواب مارسوا أمس حقهم الديمقراطي في التصويت من عدمه على سحب الثقة من مفوضية الانتخابات"، مبيناً أن "اتهام البعض للبرلمان لا ينسجم مع المعايير الديمقراطية ويخالف الدستور والقوانين النافذة، كما يشير إلى أن البعض يحاول أن يفرض إرادته بالقوة سواء بالترغيب أو الترهيب".وأضاف البيان أن "سحب الثقة من المفوضية في هذا الوقت يحرم الشعب العراقي من استحقاقات انتخابية مقبلة وهي انتخابات مجالس المحافظات والأقضية والنواحي، فضلاً عن انتخابات إقليم كردستان"، مشيراً إلى أن "الذهاب بإقالة مجلس المفوضين من دون إيجاد البديل المناسب مخاطرة غير محسوبة تؤدي بالبلاد إلى طريق مسدود".وأكد البيان أن "التحديات التي تواجه العراق حالياً تكمن في محاربة الفساد الأكبر المتمثل بوجود الاميركان فعلى الذين يطالبون بمحاربة الفساد أن يثبتوا صدق مواقفهم من خلال المطالبة بخروجه وعدم التمديد له".وكشف البيان أن "النائبين بهاء الأعرجي عن الائتلاف الوطني وخالد العطية عن ائتلاف دولة القانون عقدا اتفاقاً قبل جلسة البرلمان أمس الأول، تضمن إعفاء مجلس مفوضية الانتخابات وتشكيل مجلس جديد خلال 60 يوماً من تاريخ الإعفاء وفقاً للقانون، على أن يستمر بأعماله حتى تشكيل مجلس جديد".وكانت النائبة عن دولة القانون حنان الفتلاوي اتهمت أمس الأول كل من القائمة العراقية والائتلاف الوطني بجميع مكوناته بالتصفيق إلى الفساد من خلال الامتناع عن التصويت لحجب المفوضية الأمر الذي أثار حفيظة هذه الأطراف.بالمقابل فإن مصدرا من رحم الائتلاف الوطني أكد تفرد دولة القانون بالقرارات، معتبرا إياهم مترفعين على آراء الائتلاف على الرغم من الاجتماع الذي سبق جلسة مجلس النواب.يقول المصدر في حديثه مع المدى عبر الهاتف أمس، فيما يخص قرار سحب الثقة عن المفوضية العليا المستقلة للانتخابات "كان قرارا غير مدروس، أعضاء دولة القانون استفردوا بالرأي، يريدون أن ينحوا في البلاد منحى سيئا".المصدر إذ يضرب مثلا في هذه الخسارة لم تفته الإشارة الى التوجه نحو وأد الديمقراطية في البلاد "كلنا يعرف ما أشر على المفوضية من اختلالات في الأداء، إلا أن دولة القانون يجب أن يتفهم أن هذا الاختلالات ليست كافية لسحب الثقة، فالبلد مقبل على انتخابات في كردستان وانتخابات في مجالس المحافظات، ناهيك عن قنابل الإقليم التي تفجر هنا وهناك، البلد الديمقراطي لا يقوم إلا بالانتخابات، كيف لنا أن نضحي بالديمقراطية التي كابدنا من أجلها بسبب اختلالات بسيطة؟".ويشير المصدر إلى أن هناك تخبطاً سياسياً يمارسه دولة القانون في إدارة البلاد، إذ يقول، "لا شيء يأتي اعتباطا في السياسة، يجب أن يدرس كل شيء دراسة عميقة، ائتلاف دولة القانون، كالعادة عندما تكون أي مؤسسة شاغرة يضعون رئيسا لها بالوكالة، فالأمن وكالة، والدفاع وكالة، والمفوضية وكالة.. الخ". وأوضح المصدر، "عندما اجتمع الائتلاف، المجلس الأعلى والتيار الصدري وحزب الفضيلة، مع دولة القانون، قلنا لهم لا يمكن أن يدار البلد بالوكالات"،ائتلاف العراقية كان ينظر إلى وضع الائتلاف الوطني العراقي من نافذة مظلمة، يرى من خلالها دولة القانون في وضع حرج، وهو يتخبط في السياسات مودعا ائتلافه الوطني الذي بدأ مرحلة فض الأيدي عنه.القيادي عن القائمة العراقية محمد سلمان اعتبر أن خسارة دولة القانون رهان المفوضية بداية تفككات الائتلاف الوطني العراقي.يقول محمد سلمان في حديث هاتفي مع "المدى" أمس: "كانت جولة الأمس تمثل بداية الانشقاقات داخل الائتلاف الوطني"، مستدلا بـ"أن الكتل المنضوية مع حزب المالكي في الائتلاف لم تصوت معه على سحب الثقة من المفوضية". ملمحاً إلى أن قضايا ستطرح مستقبلا من قبل دولة القانون وستواجه بمنطلق الرفض نفسه نتيجة السياسات التي يمارسها دولة القانون مع بقية الكتل.سلمان لم ينكر تأثير حضور علاوي في الجلسة التي ناقشت مصير المفوضية، إلا أنه أكد "أن موقف الائتلاف الوطني كان متخذا مسبقاً نتيجة السخط الذي تحمله تلك المكونات من سياسة دولة القانون تجاه آراء الآخرين"، موضحا أن "السخط متأت من أمور عدة، عدم تطبيق البرنامج الحكومي، عدم التوازن في مؤسسات الدولة، عدم إقرار النظام الداخلي لرئاسة مجلس الوزراء، عدم تطبيق الشراكة الوطنية، ..الخ، هذه العدمية كونت سخطا برلمانيا يدق ناقوس الخطر على دولة القانون وينبهه إلى تغيير السياسة التي تقودنا إلى مستقبل سياسي مجهول"، بحسب قوله. وفي تطور غير مس