عامر القيسي ربما لا يصدق البعض من المسؤولين أنهم أصبحوا موضوع تندر من الشارع العراقي، والأسباب كثيرة لا تعد ولا تحصى في فترة زمنية قياسية، فمباحثات تشكيل الحكومة امتدت إلى أكثر من تسعة أشهر، ووضع الخطط للوزارات مئة يوم غير منقوصة ولم نعلم أن وزيرا أعطى الصحافة تفاصيل خطته وقال يا خلق الله هذه خطتي فانتظروا التنفيذ،
فقد اكتفى الجميع بالتلميعات الإعلامية من خلال الجلسات المفتوحة التي لم نفهم منها غير الوعود والانجازات التي في رأس الوزير فحسب!! وقضية اليومين المقبلين، من أكثر المواد سخرية في الشارع، فكل السياسيين من دون استثناء كانوا وما زالوا يصرحون أمام الفضائيات عند كل ازمة "اتفقت الكتل على الحل خلال اليومين القادمين"، وتمضي الأيام والشهور والسنين معا، من غير ان تحل أي ازمة، بل الادهى من ذلك ان الازمات تتوالد وتزداد خلال اليومين فقط!! حتى أن احدهم إذا أراد أن يماطل في تنفيذ وعد له يقول لصاحبه "خلال يومين" وهذا يعني "اخذ ليل وجيب عتابه". يسخر الشارع العراقي من عدم قدرة الكتل السياسية على الاتفاق على وزراء الدفاع والداخلية والأمن الوطني.!!يسخر الشارع من البرلمان الذي يناقش مشروع منع التدخين في الأماكن العامة في الوقت الذي يكتوي فيه الشارع بنار الأزمات البنيوية المصيرية..!!يسخر الشارع من حكومة لا تثق ببرلمان وبرلمان يعطل مشاريع الحكومة على تواضعها وعدم أهميتها..!!يسخر الشارع من برلمانيين لم يحضروا جلسات البرلمان إلا من باب رفع العتب لان الجماهير التي انتخبت كتلهم خارج العراق وليس داخله، هذه هي التقليعة الجديدة للنواب..!!يسخر الشارع من التناقضات الفاضحة في تصريحات المسؤولين الحكوميين والسادة النواب معا حول نفس الموضوع بما في ذلك القضايا المصيرية الخطيرة، مثل الاعتداءات المستمرة من دول الجوار والتمديد الاميركي..!!يسخر الشارع من التوافق على المناصب والاختلاف على ما يخص مصالح المواطنين "الخدمات نموذجا" رغم أنهم جميعاً مع تقديم الخدمات للمواطن ولكن في جزر الواق واق..!!يسخر الشارع من عدم قدرة الحكومات والبرلمانات المتعاقبة على مدى ثماني سنوات على حل أزمة الكهرباء التي ترتبط بحلها بقية الأزمات..!!يسخر الشارع أيها السادة من انعدام الثقة بين الكتل السياسية وتحديدا القيادات منها، بحيث أنهم يحتاجون في كل اتفاق إلى طاولات مستديرة ومربعة ومستطيلة ورعايات خاصة وشهود، امرأتان ورجل..!!يسخر الشارع من كل الممارسات التي أدانها في زمن الطاغية والتي وجدت وتجد المساحة أمامها واسعة لتثبت نفسها في عهد التغيير برعاية السياسيين والحكوميين والبرلمانيين، وهي الطائفية والفساد المالي والإداري والعشائريات والمحسوبية والمنسوبية وذوي القربى، فالأقربون أولى بالمعروف والشعب بطبيعة الحال ليس من ذوي القربى حسب آخر فتاوى مسؤولينا.!!يسخر الشارع أيها السادة الغاطون بامتيازاتكم وقصور كفاءاتكم وقدرتكم العجيبة على أن تعيشوا بإذن من طين وأخرى من عجين، من عجزكم التام في التوحد والالتفاف حول موقف وطني واحد، بما في ذلك خرقكم المستمر للدستور بل سحقكم إياه بالأحذية وتقولون للشعب "نكعه واشرب ميه"....!!يسخر الشارع من عدم احترام أي منكم نفسه فيقدم استقالاته، على سبيل المثال، أمام إخفاقات وزارته أو المؤسسة التي يقودها، بل أنكم تمعنون تمسكا وتشبثا بالمناصب، بما في ذلك التي تركتموها بسبب التوافقات اللعينة..!!ماذا بعد أيها السادة.. لقد ملأتم قلوبنا قيحا.. أسكنكم الله الجنة إن وجد لكم مكان!!
كتابة على الحيطان :حكومة وكتل وبرلمان!!
![](/wp-content/uploads/2024/01/bgdefualt.jpg)
نشر في: 29 يوليو, 2011: 10:11 م