محمود النمر قراءتنا للأعمال السردية والدرامية ولنصوص المرأة الكاتبة التي اخذتنا الى كل الاشياء الجميلة وخرجت من روح المرأة واحلامها وتجاربها.. لتضعنا تلك النصوص – امام معمار قصصي احسنت الكاتبة هندسته لتفاجىء به، ولتزهد أيضا، فالكثير من الكاتبات تعمدن اخفاء خيبتهن من النقد الذكوري وحتى من القراءة الذكورية.. لقد كن زاهدات في الاطراء، عازفات عن مهرجانات الترحيب، كانت الروائية عالية طالب تتحدث عن منجز المرأة الابداعي عبر اكثر من ستة عقود في القصة والرواية وهي تقدم القاصة نادية الالوسي  بمنتدى نازك الملائكة  في اتحاد الادباء والكتاب العراقيين.
وتحدثت القاصة نادية الالوسي عن تجربتها في الكتابة ووصفها  سحر القراءة انها تخلق صلة الى حد ما بين عقولنا وعقول كتاب مثل هؤلاء الكتاب العظام. واستذكرت الكاتبة الالوسي بداياتها عندما قرأت روايتين  الأولى – جذور – للكاتب اليكس هيلي والاخرى – الارض الطيبة – للكاتبة بيرل باك ،وكان لهاتين الروايتين اكبر الاثر في تحديد توجهاتها المعرفية والذوقية ،فكانت تبحث في الكتب القديمة والمعاصرة عن كل ما يجعلها تعرف بكا  ما يدور في هذا الكون وقالت :الادب الذي يخترق الحواجز والحدود التي اقامتها السياسات والقوميات والمذاهب بين شعوب العالم ،وقد  وجدت ما  ابحث عنه في ابداعات  - طاغور -  وغوته – ليرمنتوف -  السياب  -آرثر ميللر – اوكتافيو باث – اراغون  -  ناظم حكمت – وايزابيل الليندي وكثيرين غيرهم، وهناك كتب بعينها تركت في نفسي وذاكرتي اثرا كبيرا مثل، الساعة الخامسة والعشرون، دون كيخوته، الجحيم، المسخ، كوميديا الضفادع، صورة دوريان غراي."لقد أعجبت بشكل خاص عن الطريقة التي تحدثت بها نادية الالوسي عن نمو تجربتها من الطفولة وعملية تلقيها وكل هذه عناصر مهمة ونحن ربما قرأنا شذرات من قصصها"، هذا ما أكده الناقد فاضل ثامر في مداخلته الذي اثنى على كتابات الالوسي، وقال: لقد لفت نظري اهتمامها بثيمة انتظار الغائب او البحث عنه، وهي ثيمة مهمة في السرد، وقد تناولته في كتابي – الصوت الاخر– والسؤال المهم الذي طرحه على نادية الالوسي، في سياق الحديث عنها – هل انت تفكرين بالتقنية السردية؟ او في ما مجال السرديات وعلم السرد؟ يعني هل تفكرين باستخدام الضمائر في الوصف؟ او كيف وهل تدركين وظيفة القصة بالنسبة لك ماذا تعني؟ وهل تفكرين بهذه المعطيات؟ يعني حول الزمان والمكان وحركة الشخصيات في الخارج والداخل ومن اين تبدأين؟ ومن اين تنتهين؟ أو ربما هي كتابة من الخزين الحياتي، او لنقل معرفي وثقافي وأنت تمتلكين مجموعة تجارب، وانا أحب أن أتأكد من هذا الشيء لانه اعتقد ان الكتابة لم تعد مسألة موهبة او تجربة، هناك اتجاهات أخرى في الكتابة – قيمة الوصف تختلف عند تشيخوف او موباسان وكذلك الفعل يختلف في السرد لكل قاص او روائي.وقدم الناقد بشير حاجم ورقة نقدية مطولة عن تجربة نادية واخضع تجربتها الى المناهج النقدية التي كانت متباينة حول طرح الاسئلة ووضعها تحت المجهر النقدي الذي اثار حفيظة الحضور .وقال الناقد علي حسن الفواز: إن التحولات داخل تاريخ الكتابة، حينما نتحدث عن القصة الخمسينية قد ابتدع فيها التكرلي وعبدالملك نوري ومحمود الظاهر ونزار عباس، انهم قدموا سردا مغايرا عن القص المثالي وعن القصة الواقعية البسيطة التي كان يكتبها جعفر الخليلي ، القصد إن هذه التحولات ايضا اقترنت بمجموعة من المؤثرات حينما حدثت مجموعة من المؤثرات التاريخية مثل الحرب العالمية الثانية ،اعتقد ان هذه المجموعة مابعد الحرب العالمية الثانية، قد وضعت ملامح عامة للثقافة والتحول التاريخي وقد استشرفه القاص والشاعر والباحث والاكاديمي ليجعل من عملية الكتابة عملية تأثر ولم يكن النص بريئا.