إياد الصالحيفي الوقت الذي مازالت قضية المدرب الالماني وولفغانغ سيدكا تطرح بقوة في الوسط الاعلامي بعد ان اسهم في ارباك اعداد منتخبنا الوطني قبيل بدء تصفيات الدور الثالث ايلول المقبل ، أعلن اتحاد الكرة وعلى لسان اكثر من عضو بارز فيه عن مواجهة مشكلات جمة قد تحول دون نجاح المنتخب في التحضير المثالي للتصفيات الصعبة المقبلة وابرزها التداخل الحرج في استحقاقات دوري النخبة وكأس الاتحاد الآسيوية مع تصفيات كأس العالم ما تشكل حجر عثرة في طريق اسود الرافدين نحو شواطىء برازيليا.
سبق ان مرّت الكرة العراقية في ظروف متشابهة كالتي نعاني منها اليوم ، وكانت هناك ادارة واعية يقف في طليعتها خبراء الكرة د.عبد القادر زينل ومؤيد البدري وهشام عطا عجاج واحمد عباس وغيرهم كانوا يذللون اية مشكلة تواجه المنتخب الوطني اولاً وبقية المنتخبات قبل دفعها في أتون مواجهات دولية ساخنة ، وكان شعار الجميع (التخطيط الجيد يثمر عن نتائج جيدة) ، وهكذا رسمت افكار هؤلاء المخلصين طرقاً سليمة للكرة العراقية افضت الى انجازات عظيمة ما زالت محط افتخارنا وتباهينا على مدار العصور.اليوم تتكرر ازمة التداخل في الاستحقاقات ، والروزنامة الدولية فرضت على منتخبنا الوطني ان ينهض من مستواه المتواضع ويتعافى بسرعة في الايام المتبقية بعد ان تعرض الى النكوص في الاداء والاسلوب ولم يكن محل ثقة الاتحاد والاعلام والجمهور، وعليه لابد من ورشة عمل صحيحة تأخذ على عاتقها كيفية فك الاشتباك بين الاندية والمنتخبات والاهتمام بالمنتخب الوطني بالدرجة الاساس قبل ضياع الوقت ، كما يجب ان تعقد اجتماعات متوالية بين المعنيين بمصير المنتخبات الاربعة (الوطني والاولمبي والشباب والناشئين) وناديي أربيل ودهوك ، وحتى بالنسبة لبقية الاندية التي يجب ان تتفهم المصلحة العليا للكرة العراقية قبل الانحياز لمصلحة النادي .هكذا لقاءات تشاورية يسودها التفاهم والتلاقح الفكري من دون تعصب للمهمة الملقاة على عاتق كل مدرب بامكانها ان تسفر عن دليل عمل واضح يسهل مهمات المنتخبات من دون اية عوائق ويتيح للمدربين استثمار جميع ادواتهم وفق ما اعدوه من برامج اعدادية منذ عام تقريباً ، فهناك طموحات وقدرات وسقف محدد لمستلزمات التحضير تلتقي كلها في سلة خدمة العراق وينبغي ان يستشعر كل مدرب قيمة المسؤولية الكبيرة وينصهر روحياً وعقلياً مع زملائه ويبدي اقصى درجات التعاون مع اتحاد الكرة في سبيل ان ترتقي اللعبة الى سمعتها المعروفة عربياً وآسيوياً ودولياً بعد ان تأثرت فترة طويلة بالمشكلات التي واجهت الاتحاد وهو يصارع قوى داخلية وخارجية لفرض سيادته على منظومة اللعبة عقب حملات التشكيك بعدم شرعيته منذ آب 2008 حتى حزيران 2011 بسبب حصوله على تمديدات استثنائية من فيفا حالت دون اجراء الانتخابات.ان القضية الابرز في الوسط الكروي اليوم هي استقرار لاعبي المنتخب الوطني في (بودقة) الوحدة التدريبية باعتبار ان جلّ عناصره محترفة في الاندية الخارجية ومن الصعب تأمين حضورهم الى بغداد لاستئناف الاستعدادات قبيل خوض التصفيات المصيرية ، وهي نقطة مهمة يجب ان ينظر لها الجميع بجدية ويسهم في مساعدة الملاك التدريبي سواء أكان محلياً أم اجنبياً لتوفير اجواء صافية خالية من التقاطعات والتوترات التي قد تمنع النادي (س) من تفرغ لاعبيه مع المنتخب ، او تدفع (ص) للتشكي من عدم استطاعته تحضير ناديه لكأس الاتحاد الآسيوية ، هكذا مشاهد مرجح حدوثها في الايام المقبلة بحكم قرب الاستحقاقات المنوه عنها آنفاً.تبقى مسـألة الدوري من اعقد الملفات التي اسقطت اتحاد الكرة في وحل التخبط ، لانه لم يراع تأثيرات زمنه الطويل على واقع حال اللعبة وخاصة ان الدوري دخل في شهر رمضان الكريم ولن يقف ماراثونه إلا في منتصف آب المقبل وهذا يعني ان عدداً من لاعبي المنتخبات الوطنية سيكونون اسرى الاندية التي لم تطلق سراحهم وهي تستشعر بخطورة موقفها في الامتار الاخيرة من المسابقة وترغب في انهاء مشوارها بنجاح والمنافسة على اللقب بوجود جميع العناصر وهي رغبة مشروعة شريطة ألا تصطدم مع الهدف الاكبر الذي ينشده الجميع بقطع العراق تذكرة التأهل الى مونديال 2014 وهذا لن يتحقق اذا بقي المنتخب يعاني صعوبة (لملمة) لاعبيه وشحة الوحدات التدريبية وتقاطع القرارات ما بين اتحاد الكرة وادارات الاندية مثلما نتوقع ، إذ هدد اكثر من ناد بانه لن يسمح للاعبيه بالانخراط مع المنتخبات الاخرى في ظل التنافس المحموم الذي بلغه دوري النخبة هذا العام .ليكن شعار اهل الكرة (المونديال أولاً) وليرموا المصالح المقيتة خلف ظهورهم ويساندوا الاتحاد في برنامج اعداده للمنتخبات الوطنية ويرفعوا عنه الحرج وعلينا ألا ننسى حاجة جمهورنا الصابر لإنجاز كبير بحجم كأس العالم ، فإسعدوه ولا تبخلوا عليه .iyad.s@almadapaper.com
مصارحة حرة: المونديال أولاً
![](/wp-content/uploads/2024/01/bgdefualt.jpg)
نشر في: 30 يوليو, 2011: 07:28 م