عامر القيسي في كل أزمة سياسية وغير سياسية يتصدى لها جهابذة العملية السياسية في البلاد ، فيحللون وينظرون ويفتون، فيشوّشون على الأزمة وحلولها وعلى وجهات النظر الصحيحة التي يطرحها الرأي العام . وفي كل فذلكاتهم هذه تستطيع أن تشمّ رائحة الانتماء إلى شيء خارج الحدود .
ويسقط البعض ضحايا لمواقف وطنية صحيحة وحقيقية ، لأن البعض الآخر لاتعجبه هذه المواقف ، فيحفر لأخيه دون أن يقع في الحفرة هو بنفسه ، لأنه مسنود من بعض الأطراف الخارجية .. ياللفضيحة !! إذا افترضنا إن الجهابذة المقصودين لايعرفون وجهات نظر الشارع فيهم فتلك مصيبة ، وإذا كانوا يعرفون و(مطنشين) فالمصيبة أعظم !! نقول لهؤلاء السادة إن الشارع ينظر إليكم باعتباركم ممثلين لجامعة الدول العربية والأمم المتحدة في الحكومة العراقية ، فالناس تشير إلى هذا كونه سعودي الهوى كلما ارتفعت درجة حرارته في شأن يخص السعودي والناس عليمة وخبيرة بقياس درجة الحرارة صعوداً ونزولاً ، ويشيرون إلى أن فلاناً إيراني الهوى والهواية والانتماء والولاء ، فما أن يأتي اسم إيران في أي أزمة حتى ينزهها ويجعلها في أبعد نقطة عن الشبهات ، والآخر أميركي الموضة والتسريحة وطريقة الكلام، وأسلوبه المفضّل هو أن يجعل أميركا بيضاء اليدين لايأتيها الباطل من خلفها أو من أمامها ، أما من ترنو عيناه إلى الكويت فذاك فضيحة الفضائح ،لأنه على سبيل المثال يحوّل أي تجاوز كويتي على أي شأن عراقي ، إلى اعتداء عراقي سافر على الكويت وعودة للنزعة الصدامية ،ومن يشفيه من الأمراض هواء اسطنبول فإنه يعلن وفاءه لتركيا تحت عباءة الوطن وعلمه . لاتستغربوا أيها السادة أن ينظر إليكم الشارع بهذه القياسات ، وعليكم أولاً أن تراجعوا أنفسكم ومواقفكم ودفاعاتكم ، لتتيقنوا بأنفسكم إنكم أبعد ماتمثلون تمثيلاً حقيقياً إرادة الشعب العراقي . إننا لانشكك بوطنيتكم " معاذ الله " لكننا نقول لكم من منطلق الحرص عليكم وعلى العملية السياسية ، بأنكم " رايحين زايد " في تلك الولاءات الجانبية ، التي لانستطيع أن نكيل الاتهامات فيها لكم ، لكننا دون شك نلمس بوضوح وشفافية تتيحها لنا مواقفكم وتصريحاتكم ، ونستطيع أن نصنّفكم على جغرافية الجيران وغير الجيران ، لاتذهبوا كثيراً في الولاءات ولا تتحوّلوا إلى ملاقط نار بأيدي الآخرين يحرثون بكم التنور " وتحيدون النار " إلى خبزهم وهم يتفرجون ولا نريد أن نقول يدفعون ، لأننا مرة أخرى لانشكك بروحكم الوطنية . أمام العراق الكثير من المشكلات الحقيقية مع دول الجوار بعضها من نتاج السياسة الصدامية العبثية ، وبعضها خلقت بعد التغيير في 2003 ، بسبب قلة الخبرة والاندفاعات السياسية بل والولاءات الطائفية للأسف الشديد !! وكي تحلّ أو تتحلحل هذه المشكلات والأزمات ينبغي أن يتوحّد موقفنا الوطني على الأقل ، حتى لاينطبق علينا المثل الشعبي " شعيط ومعيط وجرار الخيط " ولا يقولون عنّا إن أحدنا " يجرّ " طولاً والآخر "عرضاً " فلا يعرف أحد إلى أين نسير أو سائرين فعلا !! علينا أن نعترف من باب الواقعية السياسية إننا أمام رياح الجميع التي تريد أن تغيّر حتى هويتنا ، والوطني الحقيقي هو من يجابه هذه الريح أو ينحني أمامها قليلاً ، ولكن عليه ألا يجعلها تقتلعه من أرضه وتربته وانتمائه للناس هنا ، فيصبح مسؤولاً عراقياً وممثلاً رسمياً لإحدى الدول المنتسبة للأمم المتحدة !!
كتابة على الحيطان :حكومة الأمم المتحدة !!
![](/wp-content/uploads/2024/01/bgdefualt.jpg)
نشر في: 30 يوليو, 2011: 08:32 م