TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > كتابة على الحيطان :حكومة الأمم المتحدة !!

كتابة على الحيطان :حكومة الأمم المتحدة !!

نشر في: 30 يوليو, 2011: 08:32 م

  عامر القيسي في كل أزمة سياسية وغير سياسية يتصدى لها جهابذة العملية السياسية في البلاد ، فيحللون وينظرون ويفتون، فيشوّشون على الأزمة وحلولها وعلى وجهات النظر الصحيحة التي يطرحها الرأي العام . وفي كل فذلكاتهم هذه تستطيع أن تشمّ رائحة الانتماء إلى شيء خارج الحدود .
 ويسقط البعض ضحايا لمواقف وطنية صحيحة وحقيقية ، لأن البعض الآخر لاتعجبه هذه المواقف ، فيحفر لأخيه دون أن يقع في الحفرة هو بنفسه ، لأنه مسنود من بعض الأطراف الخارجية  .. ياللفضيحة !! إذا افترضنا إن الجهابذة المقصودين لايعرفون وجهات نظر الشارع فيهم فتلك مصيبة ، وإذا كانوا يعرفون و(مطنشين) فالمصيبة أعظم !! نقول لهؤلاء السادة إن الشارع ينظر إليكم باعتباركم ممثلين لجامعة الدول العربية والأمم المتحدة  في الحكومة العراقية ، فالناس تشير إلى هذا كونه سعودي الهوى كلما ارتفعت درجة حرارته في شأن يخص السعودي والناس عليمة وخبيرة بقياس درجة الحرارة صعوداً ونزولاً ، ويشيرون إلى أن فلاناً إيراني الهوى والهواية والانتماء والولاء ، فما أن يأتي اسم إيران في أي أزمة حتى ينزهها ويجعلها في أبعد نقطة عن الشبهات ، والآخر أميركي الموضة والتسريحة وطريقة الكلام، وأسلوبه المفضّل هو أن يجعل أميركا بيضاء اليدين لايأتيها الباطل من خلفها أو من أمامها ، أما من ترنو عيناه إلى الكويت فذاك فضيحة الفضائح ،لأنه على سبيل المثال  يحوّل أي تجاوز كويتي على أي شأن عراقي ، إلى اعتداء عراقي سافر على الكويت  وعودة للنزعة الصدامية ،ومن يشفيه من الأمراض هواء اسطنبول فإنه يعلن وفاءه لتركيا تحت عباءة الوطن وعلمه . لاتستغربوا أيها السادة أن ينظر إليكم الشارع بهذه القياسات ، وعليكم أولاً أن تراجعوا أنفسكم ومواقفكم ودفاعاتكم ، لتتيقنوا بأنفسكم إنكم أبعد ماتمثلون تمثيلاً حقيقياً إرادة الشعب العراقي . إننا لانشكك بوطنيتكم " معاذ الله " لكننا نقول لكم من منطلق الحرص عليكم وعلى العملية السياسية ، بأنكم " رايحين زايد " في تلك الولاءات الجانبية ، التي لانستطيع أن نكيل الاتهامات فيها لكم ، لكننا دون شك نلمس بوضوح وشفافية تتيحها لنا مواقفكم وتصريحاتكم ، ونستطيع أن نصنّفكم على جغرافية الجيران وغير الجيران ، لاتذهبوا كثيراً في الولاءات ولا تتحوّلوا إلى ملاقط نار بأيدي الآخرين  يحرثون بكم التنور " وتحيدون النار " إلى خبزهم وهم يتفرجون ولا نريد أن نقول يدفعون ، لأننا مرة أخرى لانشكك بروحكم الوطنية . أمام العراق الكثير من المشكلات الحقيقية مع دول الجوار بعضها من نتاج السياسة الصدامية العبثية ، وبعضها خلقت بعد التغيير في 2003 ، بسبب قلة الخبرة والاندفاعات السياسية بل والولاءات الطائفية للأسف الشديد !! وكي تحلّ أو تتحلحل هذه المشكلات والأزمات ينبغي أن يتوحّد موقفنا الوطني على الأقل ، حتى لاينطبق علينا المثل الشعبي " شعيط ومعيط وجرار الخيط " ولا يقولون عنّا إن أحدنا " يجرّ " طولاً والآخر "عرضاً " فلا يعرف أحد إلى أين نسير أو سائرين فعلا !! علينا أن نعترف من باب الواقعية السياسية إننا أمام رياح الجميع التي تريد أن تغيّر حتى هويتنا ، والوطني الحقيقي هو من يجابه هذه الريح أو ينحني أمامها قليلاً ، ولكن عليه ألا  يجعلها تقتلعه من أرضه وتربته وانتمائه للناس هنا ، فيصبح مسؤولاً عراقياً وممثلاً رسمياً لإحدى الدول المنتسبة للأمم المتحدة !!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram