لندن / وكالاتأسلافهم حكموا أوروبا. ورثوا الدم الملكي، ويحاولون أن يحيوا في العصر الحديث. هل نجحوا بذلك؟ سنعرف ذلك من خلال قصص العائلات الملكية.هل سمعتم عن الخبر الجديد الذي يفيد أن الأمير هاري سيذهب إلى أستراليا لمراقبة حيوانات الكنغر؟ وبأن كيت صبت الشمبانيا على أول جزء من هاري بوتر؟ بالمناسبة، الدوقة فيرغي، نعم تلك التي بالكاد تتذكروها، فقدت كلبها المحبوب من نوع بيغل، لكنهم عثروا عليه على الفور، حيث كان ينام تحت الأريكة،
والملكة ظهرت اليوم وهي ترتدي قبعة جديدة. في عصر العولمة سيطرت اللغة الإنكليزية على العالم، ولذلك فإن وسائل الإعلام الناطقة بهذه اللغة هي التي تحدد عادة مسار الأخبار في كل أرجاء الكرة الأرضية؛ ولهذا السبب أيضاً تتم مراقبة الأسرة الملكية في بريطانيا، بطريقة تبدو وكأن العالم بأكمله هو مملكة بريطانية واحدة. ومهما أثار ذلك الأمر من سخرية، فإن الاهتمام العالم بالعائلة الملكية البريطانية، حتى لو كان ذلك مفروضاً، منطقاً معيناً. فالإمبراطورية البريطانية كانت أيام عزها الأكبر، في حين أصبح العرق الملكي حالياً جزءاً من التقليد الذي يجعل من بريطانيا.. بريطانيا.rnالعائلة الأشهرباختصار، يمكن القول: إنها تعتبر حالياً العائلة الملكية الأشهر، بالرغم من أن نفوذها يخبو بالوتيرة نفسها التي يتم فيها نشر أي تفاصيل عديمة الفائدة عن حياتها. أضف إلى ذلك توق الناس إلى القصص الخرافية، وبالتالي لا عجب أن عرس الشابين الأمير وليام وكيت ميدلتون، خلال أبريل الماضي، اللذين في الواقع لم يثبتا شيئاً بعد في حياتهما، تحول إلى أكثر البرامج نقلاً على شاشات التلفزة في التاريخ. ما هو فريد، أن معظم الناس ليسوا قادرين على تذكر شهرة الأزواج الجدد، إذا طلب ذلك منهم بسرعة، بهذه الشهرة هي ويندسور، وهو اسم تم إطلاقه بشكل طارئ.rnفلتذهب الجذور الألمانيةفلندع جانباً الآن التاريخ البعيد، والحكام البريطانيين الكبار. فهذه السلالة حصلت على شهرتها في السابع عشر من يوليو عام 1917، وعلى جبهات الحرب العالمية الأولى كان الألمان والبريطانيون يقتلون بعضهم البعض، ولذلك قرر الملك جورج الخامس أن العائلة الملكية ستشطب، وبشكل وطني، جذورها الألمانية، وستعيد رسمها بألوان الجزيرة البريطانية. جدته الملكة فيكتوريا، كانت تلك التي لا تغيب عن إمبراطوريتها الشمس، تزوجت من الأمير ألبرت، الذي كان ألمانياً، وهو من سلالة عرق زاكسن – كوبورغ- غوت. وذلك لم يكن لأول مرة يظهر فيه الدم الألماني في السلالة الملكية البريطانية، في القرن الثامن عشر كانوا ينبعون من العرق الهانوفري، وقيل إنه في البلاط الملكي كانوا يتحدثون اللغة الألمانية أكثر من الإنكليزية، حتى فيكتوريا نفسها كانت تتحدث بلكنة ألمانية قوية.rnسلالة ويندسورلكن فلنعد إلى عام 1917، عندما تكاثر عدد البريطانيين القتلى على الجبهة الغربية، ارتفعت وتيرة الكراهية ضد كل ما هو ألماني. وقرر الملك التصرف في اللحظة التي بدأت فيها الطائرات الألمانية تقصف لندن. وبشكل شيطاني، وصف الألمان عمليات القصف تلك «غوت»، الذي كان الاسم العرقي للملك. وأضيف إلى ذلك كله اندلاع الثورة الروسية، التي استقال فيها ابن عم الملك، القيصر الروسي ميكولاش الثاني. عندئذ بدأت تنتشر في أوروبا شائعات تتحدث عن احتمال إلغاء جميع الملكيات في أوروبا، بعد انتهاء الحرب، لكن الأمر لم يكن سيئاً إلى هذا الحد، إلا أن العائلة الملكية البريطانية تخلت عن كل ألقابها وممتلكاتها، التي كانت موجودة في ألمانيا العدوة، وحولوا أسماءهم إلى اللغة الإنكليزية. وهكذا نشأت سلالة ويندسور، وفق القصر الذي يحمل الاسم نفسه، والذي كان على سبيل المثال مقراً للملكة فيكتوريا.rnإلغاء الملكية؟ أبداً!تعرفون الباقي حتماً، خصوصاً من تدفق جميع أنواع الأخبار غير المؤكدة، التي يتم ضخها عن حياة العائلة الملكية البريطانية. بعد الحرب العالمية الثانية تسلمت العرش الملكة إليزابيث الثانية، التي تزوج ابنها لاحقاً بديانا، ثم بكاميلا، التي قد يطلقها بعد فترة، لأنها لا تطيق كيت، هاري هو فتى مشاغب جداً، وقيل إنه أعجب بشقيقة كيت، لكن تم نفي هذا الخبر بعد أسبوع، الملك المقبل لن يكون تشارلز، بل وليام مباشرة، ولكن أنتم تعرفون ذلك حتماً. لكن كيفما كان الأمر، وبرغم ما يكتب من أخبار خفيفة تزعم أن البريطانيين لا يريدون الملكية أصلاً، لأنهم توقفوا عن شرب نخب الملكة، كما كان الأمر في السابق، إلا أن الملكية البريطانية ما زالت مؤسسة محترمة، وستستمر في ذلك فترات طويلة.
البريطانيون يعشقون العائلة الملكية.. إلا أن نفوذها يخبو
نشر في: 30 يوليو, 2011: 09:18 م