بغداد/ سها الشيخليقال الأمين العام لحركة الاشتراكية العربية عبد الإله النصراوي ان من أهم نتائج حركة الاحتجاجات العربية التي انطلقت شرارتها الأولى من تونس إعادة روح التحدي في النفوس للتصدي للطغيان،
داعياًً في محاضرة له ألقاها في ندوة نظمت أمس بمناسبة الذكرى السادسة والأربعين لحركة القوى الشعبية إلى وحدة الموقف والتعامل بواقعية لتفويت الفرصة على القوى المناهضة للثورة من الالتفاف عليها. وأوضح النصراوي في محاضرته الموسومة (الحركات الاحتجاجية والثورات في المنطقة العربية ... أسبابها وآفاقها ) : أن أول ما امتازت به الثورات والحركات الاحتجاجية هو الطابع السلمي وهذا ما لاحظناه في الثورتين التونسية والمصرية ، عدا حالات محدودة استخدم فيها العنف ومصدره الأساسي القوى الحاكمة ، لان الثورات اعتمدت أسلوب التظاهر والعصيان المدني ، ولم تسلك طريق الانقلابات العسكرية الذي يفضي إلى ولادة أنظمة الاستبداد ، ما أضفى على الثورات الطابع المدني واللاعنف كما أن الجيش التونسي والمصري لم يستخدما العنف ضد المواطنين وساعدا في قوة الضغوط السياسية والنفسية و خلع بن علي وحسني مبارك . وأشار إلى أن النضال اللاعنيف هو أكثر تعقيدا مقارنة بالنضال العنيف ، فهو يستخدم الأسلحة النفسية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية .. ومن السمات البارزة أيضا الطبيعة الجماهيرية الواسعة حتى إن بعض المراقبين قدروا عدد المحتجين في احد أيام الثورة المصرية بحوالي 8 ملايين محتج وهم يهتفون سلمية سلمية .. كما ان دور الشباب والمرأة كان لافتا وهو دليل قوة وحيوية ، فهناك تقديرات تشير الى أن مشاركة المرأة التونسية في التظاهرات يزيد على 50% من عدد المتظاهرين .. وفي مصر بدأ يتردد اسم الناشطة النسوية إسراء عبد الفتاح التي اعتقلت عام 2008 مع 15 ناشطا شبابيا وأصبحوا فيما بعد أعضاء بارزين في حركة شباب 6 ابريل.. كما أن الحضور النسوي في اليمن أصبح لافتا وبرز اسم الناشطة توكل سلمان رئيسة اللجنة التحضيرية لشباب الثورة . وعن استخدام وسائل التقنية الحديثة في خدمة الثورة ، يرى النصراوي أن الحركات التي استخدمت هذه التقنية بشكل واسع هي حركة 6 ابريل فهي تمتاز بصغر أعمار أعضائها واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وتويتر وربما يكون وائل غنيم من مصر الذي استحدث موقع ،كلنا خالد سعيد، أصبح أكثر المواقع الالكترونية تأثيرا . ويشير النصراوي الى أن الحراك الشعبي تميز بالتعددية ولم يقتصر على حزب معين وهذه من سمات الحركات الشعبية التي نتحدث عنها وهذا نلاحظه في أكثر من بلد عربي .. فاذا أخذنا مصر على سبيل المثال نلاحظ عشرات الائتلافات في أوساط شباب الثورة ، ولكن من جهة أخرى ان التعدد بهذه الطريقة وبدون قيادة متحدة تشرف على العمل سوف يضعف العمل، فهناك ما يزيد عن 20 اتجاها سياسيا داخل هذه الائتلافات بين ديني وعلماني وديمقراطي وقومي عربي او تمثيل حزب مخضرم مثل حزب الوفد ... الخ وعن أهم نتائج هذه الحركات والاحتجاجات أكد أنها أفرزت روح التحدي التي خلقتها في النفوس والتي رفعت حاجز الخوف عند الجماهير وهو أمضى سلاح لمواجهة الطغيان ، وقد اكتشفت الجماهير ان هؤلاء الزعماء يحكمون بالخديعة وان أجهزتهم تنهار أمام إصرار المنتفضين .وعن المشترك والخاص في الحراك الشعبي في المنطقة العربية أوضح النصراوي أن للثورتين التونسية والمصرية فضل السبق في هذا الحراك الشعبي الكبير ، وكان من العوامل المحفزة للحراك الشعبي في عموم المنطقة ، رغم أن الاستبداد وانتهاك قيم العدالة والمساواة هي العوامل العامة المحركة .. ولكن الظروف الخاصة لكل بلد من بلدان المنطقة خلقت أساليب ومهام خاصة ، ففي الوقت الذي يأخذ الحراك في ليبيا طابع الثورة نجده في المغرب يأخذ منحى المطالبة بملكية دستورية وبالفعل أقدم الملك المغربي – لتلافي الأعظم – على إجراء استفتاء في 1/7/2011 على دستور جديد يعزز صلاحيات رئيس الحكومة في محاولة لإرساء قواعد الديمقراطية البرلمانية.. كما لاحظنا أن نجاح الثورة المصرية وتصاعد الحراك الشعبي الذي يلف المنطقة حفز الفلسطينيين على توقيع اتفاقية الوفاق الوطني التي بقيت معطلة لسنوات عديدة ما أثر على وحدة قوى الثورة الفلسطينية. و في السياق نفسه لجأت بلدان عديدة في مجلس التعاون الخليجي الى تقديم مكتسبات مادية وخدمية للمواطنين للتخفيف من حدة الاحتقان الشعبي فقد قامت المملكة العربية السعودية مثلا في آذار 2011 بإصدار 30 أمرا ملكيا من ضمنها صرف رواتب شهرين لجميع الموظفين ومكافأة شهرين لجميع طلبة البعثات ودمج غلاء المعيشة ونسبته 15% في الراتب الأساسي وبناء نصف مليون وحدة سكنية .وهكذا قام عدد من دول مجلس التعاون بإجراءات لتخفيف حدة التوترات الاجتماعية . ويؤكد النصراوي على ان كل فعل اجتماعي كبير يحمل عوامل النجاح وعوامل النكوص .. وهذا يوجب تحديد الثغرات ومعرفة نقاط ضعف الخصم ووضوح الهدف ووحدة القرار ، ويرى أن الحراك الشعبي يعاني في أكثر من بلد عدم توفر الو
الأمين العام للحركة الاشتراكية يدعو القوى الجديدة إلى الحذر من التخلف
نشر في: 30 يوليو, 2011: 09:35 م