محمود النمر من أطلق الصيحة الأولى .. ؟من أشعل الفتيل في البلدان العربية التي تعاني من جور وظلم واضطهاد الحكام الذين عاثوا في الأرض فسادا منذ قرون متوالية ،بعد أن استتب لهم الأمر في القضاء على جميع الحركات المناوئة ،بل وصل بهم الأمر إلى قتل كل من يحاول أن يطمح بالوصول إلى السلطة حتى ولو كان ذلك في الحلم ،ففي زمن الطاغية اعدم احد الذين حلم بإسقاط صدام ،وتزعم العراق هو وبعض من أصدقائه الذين سجنوا بالحبس المؤبد
لأنهم بالصدفة كانوا في زمن الحلم الافتراضي ، بعدما أفشى احدهم هذا الحلم إلى الفرقة الحزبية البعثية التي كانوا ينتمون إليها جميعا، فوجهت لهم محكمة الثورة تهمة التآمر على (القائد الضرورة ) .هكذا هي الملوكيات والجمهوريات العربية التي تحكم قبضتها على شعوبها بالحديد والنار ، وتخشى حتى من الحلم وتعاقب عليه بجريمة العقل اللاواعي أو جريمة الفعل النائم .من أطلق الصيحة .. هنا من ارض الرافدين في انتفاضة آذار عام 1991 عند هزيمة صدام حين احتل دولة الكويت في عام 2/ آب /1990وبعد الدمار الذي طال كل شيء، أشعل الفتيل احد الجنود العائدين من الحرب وأطلق النار على صورة الصنم، وبدأت الانتفاضة التي هزت كيان صدام وأعوانه ،ولكن أمريكا تخلت عن موقفها ،وحدث ما حدث من مآس دفع ثمنها الشعب العراقي ،ولكنها كانت المسمار الأول في نعش الطاغية .ذكر الانتفاضة العراقية له دلالات هي أن الشعوب لن تصمت ولا تستكين وحين يكون- البركان – يستكمل فيه جميع المقومات التي تؤدي إلى الانفجار، تكون ساعة الصفر قريبة جدا ويبدأ العد التنازلي إلى أن يصل نقطة الانفجار ،ساعتها تظهر الشعوب في الشوارع كما حدثت في الجمهورية التونسية في – ثورة الزيتون – التي أشعلها – بوعزيزي – وتبعتها ثورة 25/ يونيو التي أجهزت على نظام حسني مبارك وزبانيته.إن الذي يحدث الآن في ليبيا واليمن وحتى في البحرين التي حاولت دول الخليج طمس هذه الثورة وطعنها من الخلف بحجة تدخل إيران ،وهذا هو ليس بيت القصيد وإنما هو الخوف الكامن في نفوس حكام الخليج التي بدأت الحرائق تحيط بهم من كل جانب وخاصة آل سعود الذين لهم السطوة المقتدرة على منطقة الخليج والتي تخاف هي الأخرى من الصيحة الأولى أو من إشعال الفتيل ،والسؤال الذي يطرح نفسه بقوة . متى تتعظ تلك الحكومات والأنظمة من حلحلة هذه القبضة أو من تداول مصطلح الديمقراطية إن صح التعبير وعدم الخوف من هذه التسمية التي ترمز إلى الانفتاح وسماع أنين الجياع .إن الذي يجري الآن في اليمن وتصدي السلطة الغاشمة المتمثلة بزعيم القات علي عبد الله صالح ماهو إلا استهانة بشعب يعيش تحت خط الفقر ولايرى من بصيص أمل في الأفق بعدما استولت زمر وعشيرة زعيم القات على البلاد التي يأمل أن يحكم ولده دفة الحكم ولم يسلمها إلى اليمنيين رغم التضحيات الجسام التي تنحر يوميا على درب الحرية ،ولكن نحن واثقون بأن المسافة بدأت تقصر وما هي إلا أيام وسترى اليمن شمس الحرية تشرق من جديد على عدن وصنعاء وبقية المدن الأخرى .أما ليبيا فقد أخذت الأرض تظهر تخسفاتها تحت أقدام ( دعلج الصحراء ) الذي لم يتورع عن إطلاق الإبر السامة على كل ظل أو خيال يراه ،وسيرى انه لايفلت من قبضة الثوار الذين بدأوا يقتربون شيئا فشيئا على العاصمة طرابلس ، وكأني أراه في قفص الاتهام وهو يحمل كتابه الأخضر ليتلو آخر وصاياه تحت قبضة العدالة .
جريمة الفعل النائم!
نشر في: 31 يوليو, 2011: 07:21 م