اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > القوات الأمريكية.. ذرائعية التواجد وحتمية التمديد

القوات الأمريكية.. ذرائعية التواجد وحتمية التمديد

نشر في: 31 يوليو, 2011: 07:23 م

لطيف القصاب يمكننا من خلال متابعة التجارب الديمقراطية في العالم أن نلمس اهتماما كبيرا بالجانب الإعلامي حيث تلعب وسائل الإعلام دورا مهما في الرقابة ومساندة الدولة في عملية التنمية والتوعية بمختلف أنواعها والعمل على حماية الحقوق والحريات ومكافحة الفساد بكل أنواعه فضلا عن دور الإعلام في بناء الإنسان والمجتمع .
وعندما نتحدث عن دور الإعلام العراقي في التجربة الديمقراطية لابد لنا من أن نتوقف عند الدور المهم لجريدة المدى وهي تحتفل بعيد تأسيسها في تموز من سنة 2003 وذكرى صدور عددها الأول في الخامس من آب من نفس العام باعتبارها الجريدة والمؤسسة التي تواصل تألقها ومثابرتها في ترسيخ دعائم الإعلام الوطني النزيه والحر والذي يتفاعل مع الواقع ويدافع عن الحريات من دون أي تردد أو خوف من مواجهة الانتهاكات التي قد تعرقل المسيرة الديمقراطية وتكبل حرية الكلمةلم تشهد القوى العراقية النافذة في البلاد اهتزازاً في مواقفها السياسية مثلما هو الحال في موضوع التمديد لبقاء القوات الأمريكية في العراق من عدمه، فحتى أكثر الجهات السياسية تقاطعاً مع هذه القوات (الكتلة الصدرية) لم تستطع أن تبلور موقفا حاسما باتجاه الرفض المطلق لفكرة التمديد بكل (أنواعه وأشكاله) بل أبقت الباب مواربا وقابلا لاحتمالات متضادة حينما أبدت مرونة في ما يخص السماح ببقاء جزء من هذه القوات  لتدريب وتطوير مهارات الأجهزة الأمنية العراقية، مثلما عبّر عن هذا المعنى مؤخرا الناطق باسم الكتلة أمير الكناني.وبصرف النظر عن بعض التصريحات الفردية المتطرفة التي تصدر من هنا وهناك بشأن الرفض أو القبول لفكرة التمديد من حيث المبدأ، فإن محاولة الجمع بين غالبية التصريحات المتضاربة الصادرة عن أوتاد خيمتي التحالف الوطني والكتلة العراقية، تُفضي إلى نتيجة واحدة مفادها الرغبة الخجولة بتمديد بقاء الأمريكيين في العراق بعد عام 2011، مع سعي حثيث من قبل نواب الكتلة العراقية لرمي كرة الموافقة على بقاء الأمريكيين من عدمها في ملعب دولة القانون تحديدا؛ بدعوى أن رئيس الوزراء هو القائد العام للقوات المسلحة، والماسك بجميع ملفات الأمن أصالة ووكالة. يقابله موقف دولة القانون الذي يؤكد  أن اتخاذ قرار بهذه القضية (الخطيرة) موكول إلى عهدة التوافق السياسي العراقي وان من يذهب إلى تحميل المالكي كامل المسؤولية عن هذا الملف يمارس انتهازية مكشوفة.وحدها الكتلة الكردستانية هي من كانت تنفرد بإعلان موقف غير متردد ، وأحدث الشواهد على ذلك تصريحات السيد رئيس الجمهورية شخصيا، وما صدر عن النائب في الكتلة الكردستانية محمود عثمان الذي نفى فيه الأخير أن يكون لأمريكا صديق حميم سوى مصلحتها، ومصلحتها فحسب، وان بقاءها في البلاد بالنسبة لجميع السياسيين العراقيين تمليه الضرورة لا المصلحة.إن مبعث عدم الإجماع على رأي سياسي عراقي بشان التمديد للأمريكيين مرده إلى جملة من العوامل المتباينة غير أن عاملين (متناقضين) بشكل حاد هما من يواجهان النخبة السياسية العراقية بشكل سافر، ويضعانها تحت طائلة المطرقة والسندان، وهذان العاملان يبدوان بشكل من الأشكال على هيئة كبشين متناطحين لا غنى للسياسيين العراقيين عن التضحية بأحدهما فداء للآخر.العامل الأول يتمثل في طبيعة العلاقة الرابطة بين أفراد المجتمع السياسي العراقي بوجه عام وبين الطرف الأمريكي، فعلى الرغم من ضبابية هذه العلاقة ومدى التوافق والانسجام النفسي في ما بين النخبة السياسية المتنفذة أو بعضها، وسياسات الولايات المتحدة الأمريكية بشكل عام، غير أن الثوابت التاريخية تؤكد  حقيقة أن عددا من أفراد النخبة السياسية العراقية المتنفذة تدين بما حصلت عليه من نفوذ إلى الصديق أو العدو الأمريكي، وقد يكون لبعض هؤلاء ملفات حساسة مع الأمريكيين، من المحتمل أن يؤدي الكشف عنها إلى إضرار بهذا البعض، فمما لا يشك به احد ما للأمريكيين من سطوة واضحة على مسارات ومآلات الأحداث السياسية العراقية بفعل ما تملكه من نفوذ واقعي ملموس، فضلا عمّا تختزنه سجلاتها الرسمية عادة من معلومات سرية تخص علاقاتها مع المتعاملين معها لاسيما السياسيين منهم. ولذلك فان البحث عن ذرائع لوجود الأمريكيين بشكل دائم في العراق هو الشغل الشاغل لهؤلاء المرتبطين ارتباطا مصيريا بالقوة الأمريكية.أمّا العامل الرئيسي الثاني فيكمن في هذا الإحراج الذي يسببه إمضاء فكرة التمديد للأمريكيين من قبل العراقيين تجاه قواعدهم الشعبية ومرجعياتهم الفكرية. وعلى الرغم من أن المجتمع السياسي العراقي النافذ قادر على التوصل إلى تفادي هذا الإحراج عبر الاستعانة باستفتاء شعبي يُحدَد من خلاله مصير القوات الأمريكية بقاءً أو عدماً ؛ لكن هذا الاحتمال يبدو مستبعدا تماما في الظرف الحالي لمعرفة النخبة السياسية العراقية سلفا بنتيجة مثل هذا الاستفتاء الذي يخوض في فكرة بقاء من تعتبره الغالبية العظمى من السكان السبب الرئيس في معاناتهم الحياتية المستمرة.وعلى الرغم من أن الأمريكيين لم يقوموا بتعديل جوهري في سياساتهم المدمرة تجاه العراقيين ولم يثبتوا لعموم الشعب العراقي بالبراهين الواقعية أنهم بصدد التحول إلى حليف استراتيجي للعراق يقف معه ضد التحديات الخارجية ويمد له عونا حقيقيا ينتشله من الواقع

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram