وديع غزوان ما زالت مواقف الكتل السياسية محكومة- ومع الأسف- بالمصلحة الحزبية الضيقة ومدى إمكانية أي طرف على ليّ ذراع الطرف الآخر في لعبة الصراع على الامتيازات والمناصب، ما أضاع على الوطن وعلينا نحن المواطنين فرصاً ذهبية كبيرة، كان يمكن أن تقربنا أكثر من دول حققت الكثير لمواطنيها بما فيها دول جوار أقل موارد منا..
ما يؤخذ على مجلس نوابنا وحكومتنا اعتمادهما صيغة توافقات محاصصاتية ممقوتة ومشوّهة بعيدة عن معنى التوافق الحقيقي، لذا فكثيراً ما كانت تحكم قراراتهما هذه النظرة الخاطئة، حتى في أكثر القرارات حساسية مثل قرار انسحاب القوات الأميركية والترشيق الحكومي الذي أسفر عن إلغاء وزارات الدولة إلا ثلاثاً، والخلاف الشكلي المستعر على تخفيض رواتب الرئاسات الثلاث الذي يعلن كل طرف أنه الحريص عليه دون غيره من الأطراف.. لسنا في موقف الناصح لسياسيينا، لقناعتنا أن الغالبية منهم لديهم معلومات وأسرار وقصص عن لعبة السياسة العراقية أكثر مما نعرفه نحن عباد الله المسحوقون بماكنة الجشع التي تلبست شخصيات وثقنا بها وسلمناها زمام أمورنا، لكننا لا نملك إلا غير هذه الكلمات لنعبّر من خلالها عن خوفنا على ما يمكن ان يؤديه استمرار تلك السلوكيات على مستقبل العملية السياسية من تداعيات، أبرزها فقدان ثقة الشارع الشعبي غير الملوث بجدواها وهذا ما يعني بالنتيجة استمرار ضعفها الذي قد يغري أطرافاً أخرى بالنيل منها.. ما نحن واثقون منه ان عجلة الزمن لن تعود الى الوراء.. ويتوهم من يتصور إمكانية العودة إلى أنظمة الاستبداد والتسلط بأشكالها المألوفة السابقة، غير أن ما يجب أن نحذر منه هو سعي البعض الى التفرد وإحكام قبضة التسلط بمفاهيم وشعارات وكلمات جميلة ومنمّقة لا علاقة لها بالواقع، لذا كانت هذه الدعوات الصادقة والمتصاعدة تسعى إلى تغيير حقيقي ينقذ العملية السياسية ويخلصها من الزوائد والأمراض التي لصقها البعض بها، وأخطرها الدعوات الطائفية التي يعتاش البعض عليها ويمرر مخططاته من خلالها.. ربما تنجح أساليب الخداع والمخاتلة لفترة وتمرر، لكنها لا تدوم طويلاً، فحبل الكذب قصير كما يقولون، ولنا في تجاربنا القريبة والبعيدة أكثر من مثل وعبرة عن أنظمة رهنت استمرار بقائها في السلطة على شعارات رنانة سرعان ما اكتشف الشعب زيف مدعيها وأنها محض ستار تخفي مطامعها وحبها للسلطة وما تعنيه من مغانم واستحواذ وهيمنة.مرة أخرى ما نريده من مجلس النواب بشكل خاص ان يناقش القضايا المطروحة عليه بروحية الوطن وان يفكر النائب انه يمثل كل العراقيين وليس جهة او فئة بذاتها، عندها يمكن أن نقول إننا وضعنا أقدامنا على أولى خطوات التغيير الحقيقي من اجل العراق كله وليس أجندة خارجية أو مصلحة آنية ضيقة.
كردستانيات :من أجل الوطن وأهله
![](/wp-content/uploads/2024/01/bgdefualt.jpg)
نشر في: 31 يوليو, 2011: 08:40 م