اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > طب وعلوم > موائد رمضانية ..المطبخ التركي.. نكهات متنوعة

موائد رمضانية ..المطبخ التركي.. نكهات متنوعة

نشر في: 31 يوليو, 2011: 08:52 م

اعداد/ اسراء الخالدي مما لا شك فيه أن المطبخ التركي يحتل موقعه بين أقدم وأفضل مطابخ العالم. يتصف بتاريخ طويل، حيث تأثر عبر الزمن بالمطبخ الكردي والفارسي والهندي والعربي والأرمني. وكان ذلك التأثر نتيجة طبيعية لنشأة الإمبراطورية العثمانية وسيطرتها على بلاد كثيرة في منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط عبر نحو 500 سنة. حيث تعود بعض الأطباق
 مثل المانتي (كرات صغيرة تطبخ في اللبن) إلى عصور ما قبل الإسلام، عندما كان الأتراك الرحّل في آسيا الوسطى هم الأغلبية السائدة في هضبة الأناضول، وترجع بعض الأطباق الأخرى مثل التتماج (حساء العصائرية) أو القطمر (معجنات بشكل طبقات) إلى عصر الأباطرة السلجوقيين الذين استقروا وأسسوا إمبراطوريتهم في الأناضول في القرن الحادي عشر، لكن المطبخ التركي لم يبلغ أوجه إلا في القرن الرابع عشر مع وصول العثمانيين؛ فتطور إلى المطبخ الغني المتنوع الذي نعرفه حتى يومنا هذا. المطبخ العثمانييعتبر عهد السلاطين العثمانيين من المراحل المهمة التي أثرت على المطبخ التركي وتطويره، ويتضح هذا التأثير عند زيارة قصر «توبكابي» الشهير في مدينة اسطنبول، حيث المساحات الهائلة المخصصة للمطبخ الموزع على عدة مبانٍ منفصلة بنيت تحت 10 قباب، وتشير الوثائق التاريخية إلى أن ما لا يقل عن 1300 طاه عاش في القصر في القرن السابع عشر، وتخصص كل واحد منهم في مجال معين من الطهي كصنع الأرز «بيلاف» أو الحلويات أو المربيات أو اللحوم أو الأسماك أو الخضار أو الخبز، وغيرها، وقد توجب على هؤلاء الطهاة إرضاء ما يزيد على 10 آلاف شخص يومياً من قاطني القصر والمقربين. وكان القصر الملكي يقيم ولائم عامرة بالمأكولات الشهية طيلة شهر رمضان الفضيل، حيث يحق لكل عابر سبيل الجلوس على هذه الموائد والتمتع بخيراتها وأطايبها.امتاز عصر السلاطين العثمانيين بالرخاء والعيش الرغيد والرومانسية أيضاً، فأطلق مثلاً على احد الأطباق اسم «إمام بايلدي» ويعني حرفياً «الإمام المنتشي»، أما طبق بهجة السلطان فهو يفسر معناه عندما تتذوقه وتستلذ بمذاقه. لا يزال اليوم الشعب التركي حريصاً على الاجتماع حول المائدة لتناول الوجبات الرئيسية التي تختلف مأكولاتها حسب كل وجبة، فوجبة الإفطار «قاهفالتي» تتكون عادة من الخبز والجبن والزيتون والشاي الساخن، أما وجبتا الغداء والعشاء فتتكونان من طبق رئيسي يكون غالباً من اللحوم أو الدجاج أو الأسماك ترافقه أطباق السلطات التي يطلق عليها «مزة»، وهنا طبعاً لا غنى عن الخبز والأرز .والسلطات المعدة من البقول والخضار التي يتم خلطها بزيت الزيتون، مما يبقيها صالحة للاستعمال إلى حين إخراجها من الثلاجة، وفي مثل هذه المناسبات تقدم الشوربة أولاً، ثم يتبعها السلطات المقدمة مع اللحم المشوي أو الدجاج، ناهيك عن الأطباق التي يختلط فيها اللحم أو الدجاج أو الأسماك مع بعض الخضار المناسبة، وأخيراً تقدم الفواكه وأطباق الحلوى اللذيذة.وعلى الرغم من ثراء المطبخ التركي فإنه لا يتميز بطبق معين أو عنصر غذائي معين، كما يتميز المطبخ الإيطالي بمكرونته ومعجناته والمطبخ الفرنسي بصلصاته، لكنه يتمحور بشكل أساسي حول الأرز والقمح والخضار واللحوم، فتركيا تعتبر إحدى الدول السبع التي يطلق عليها دولياً اسم «سلة خبز العالم» فإنتاجها من القمح يغطي كل حاجاتها بينما يصدر الفائض منه إلى أنحاء العالم المختلفة، وقد ساهمت وفرة القمح في جعل الطحين أحد أهم العناصر الغذائية في هذا المطبخ أيضاً، فمنه يعد أفضل أنواع الخبز وأشهرها كـ «الأيكمك» وهو خبز أبيض عادي و«البايد» قرص الخبز المسطح و«السميت» حلقة الخبز المرشوشة بالسمسم، وتصنع من الطحين أيضاً عجينة البوريك، التي لا بد لأي وجبة تركية عادية أن تحتوي على خمسة أنواع مختلفة منه على الأقل.أما الأرز فيطهى بطريقة «البيلاف» المستخدم أيضاً في طهو بيلاف القمح، حيث يطهى الأرز أو القمح المجروش مع البصل والثوم والطماطم والفلفل الأخضر وزيت الزيتون ويسقى بمرق اللحم الصافي، وفي حال إضافته الى طبق اللحوم أو ثمار البحر والخضار والدجاج أثناء الطهي فإنه يتحول إلى وجبة رئيسية متكاملة.وتشتهر تركيا بأطباق الشاورما والمشويات المعروفة في العالم بتسميات مختلفة، لكنها في تركيا موطنها الأصلي تسمى «دونر كباب»، فالأتراك يختارون لإعدادها أفضل أنواع اللحم وأجوده، ولكي لا يجف نسيجه أو يقسو نتيجة تعرضه لحرارة الجمر أو الشواية يتم تتبيله لساعات قبل شويه، وتشمل قائمة المشاوي التركية جميع أنواع البروتين الحيواني، فهناك الكباب المصنوع من اللحوم المفرومة أو الدجاج أو الأسماك، وعادة ما يلف السردين الصغير بورق العنب ويشوى ويقدم ساخناً كمقبلات ويطلق عليه «سارد الياسارماسي» أما الدجاج فيصب فوقه خليط من زيت الجوز وفلفل البابريكا ذي المذاق اللذيذ، الذي لا تمكن لأي شخص مقاومته، ولا يميل الأتراك إلى استعمال التوابل أو الأعشاب العطرية بكثرة في أطباقهم حتى لا تطغى نكهتها على نكهة العنا

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

بسبب الحروب.. الأمن الغذائي العالمي على حافة الهاوية

اعتقال "داعشي" في العامرية

التخطيط تبين أنواع المسافرين العراقيين وتؤكد: من الصعب شمول "الدائميين" منهم بتعداد 2024

هروب امرأة من سجن الاصلاح في السليمانية

وفاة نائب عراقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

"نظارات غوغل الواقعية" قريباً في الأسواق
طب وعلوم

"نظارات غوغل الواقعية" قريباً في الأسواق

 نيويورك/ ا. ف. بأزاحت شركة "غوغل" الأمريكية الستار عن مشروعها الجديد الذي أطلقت عليه رسمياً اسم "Project Glass"، عارضةً للمرة الأولى شريط فيديو عن هذا المشروع عنوانه (يوم واحد (One day- تلقي فيه...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram