الكتاب: كاثرين بار:الأعمال الكاملة والمراسلات تحرير: جانيل مويلر من الصعوبات البارزة التي تجابه الباحثين في أحوال المرأة في العصور الوسطى، عدم تركها الاّ النادر من الآثار المكتوبة،ومن بينها ما صدر أخيراً بعنوان،"الأعمال الكاملة ومراسلات كاثرين بار"، أشرفت على تحريره جاميل ملير، والذي استقبل بحرارة وفرحة كبيرة.
إن كاثرين بار، الزوجة الأخيرة لهنري الثامن، والتي عاشت بعده، كتبت آراءها بنفسها وكذلك ملاحظات قصيرة، عن طفولتها.كانت كاثرين بار قد تزوجت وترملت مرتين، وكانت ممرضة الملك هنري الثامن، في مرحلة الخرف، وماتت بعده بفترة قصيرة. ولكن كاثرين بار، كانت امرأة متميزة، كما تؤكد مقدّمة الكتاب. إذ كانت بروتيستانية متطرفة استغلّت، موقعها كملكة لدفع البلاد بعيداً عن الإصلاح الجزئي الذي تبناه الملك للكنيسة، ونحو البروتستانية بالتعاون مع الأسقف توماس كرينمر، وجلب كتاب الصلاة بالانكليزية إلى كافة الكنائس في البلاد، مؤسسة كلية الثالثوث في كيمبردج، معتبرة نفسها القائدة الروحية إضافة إلى كونها الملكة.وعلى الصعيد الداخلي، كانت كاثرين قوية أيضاً ولها تأثيرها، وقد فعلت الكثير لتحقيق الصلح بين هنري والأميرات اللواتي كان يدعوهن"باللاشرعيات نسباً"، ومنهن ماري واليزابيث تيودور اللتان ستصبحان بعدئذ ماري الأولى واليزابيث الأولى، مع اختلاف عقيدتها عن ماري تيودور. كانت الاثنتان تجديان الكتابة والقراءة وقد شجعت بار الأميرة ماري على الترجمة والطبع باسمها الحقيقي.بل أن الكتاب يؤكد أن الأميرة المذكورة قد تعلمت اولى خطوات الحكم عبر مراقبتها زوجة والدها في مرحلة قوتها، ويمكننا أن نجد تأثير بار السياسي على اليزابيث الأولى، بعد أعوام.وكان الملك هنري الثامن، المتقدم في السن والسريع الغضب، قد اتخذ موقفاً مضاداً من الأرملة(31 سنة من العمر) والتي أصرّ على الزواج بها قبل انتهاء مدة الحداد على وفاة زوجها الثاني.وفي تلك المرحلة، تم إقناعها من قبل أعدائها، أن الملك يخطط لاتهامها بالخيانة العظمى والزندقة- وهي التهمة التي تستحق حكماً بالموت. وقد تم تحذير بار مبكراً وأنكرت كافة آرائها وأفكارها ومقدرتها.وقد أنقذت كاثرين بذلك حياتها وعاشت مع الملك حتى وفاته في عام 1547. وفي تلم اللحظة، تم عزلها عن السلطة، بعد تجمع واحتشاد رجال البلاط الطامعين حول الأمير إدوارد، مبدين استعدادهم لتنصيبه ملكاً.وكانت كاثرين بار على علاقة حب مع اللورد توماس سيمور شقيق الزوجة الثانية لهنري الثامن وخال إدوارد، وذلك قبل زواجها من الملك، وبعد وفاته، تحررت من ذلك الزواج، وعادت إلى علاقتها الأولى مع سيمور وتزوجته سراً وأنجبت طفلاً(الوحيد في زيجاتها الأربع) وتوفيت وهي تلد ابنتها، وذلك بعد 19 شهر على زواجها.كانت كاثرين بار امرأة شجاعة، لها أفكارها ومواقفها، وهي الأقل شهرة بين نساء هنري الثامن، وهذا الكتاب يقدمها كاتبة متميزة.عن/ الغارديان