الكتاب: من أجل إنهاء كل الحروب تأليف: آدم هوكوزجايلد الفكرة العامة لدينا أن أوروبا في عام 1914 هي قارة متعطشة للحرب- متطوعون يحتشدون في المراكز العامة، وجنود يسيرون إلى المعارك وجموع حاشدة تحييهم وتودعهم. والى حد ما، فإن تلك الصورة صحيحة، فالحرب الكبرى أدت في فترة معينة إلى والوحدة الداخلية ومصالح مشتركة بين الدول الأوروبية التي كانت منقسمة طبقياً
وعنصرياً وسياسياً. وما كان يعتقده الأباطرة والجنود في أعماقهم ان تلك الحرب ستكون قصيرة، تحقق النصر وتحسن من أوضاع القارة الأوروبية، تبين لهم بعدئذ أنها لم تكن كذلك.في كتاب"من اجل إنهاء كل الحروب"، نجد قصة الإخلاص والتمرد. والكاتب هوكوزجايلد يصف أوضاع الجبهات الأوروبية الداخلية- مركزاً على دور بريطانيا في تلك الحرب التي أطلق عليها-"العالمية الأولى"، بأسلوب جميل ومؤثر. وهو يدفعنا إلى التفكير في تلك الحرب من وجهتي نظر أولئك الذين قاموا وأولئك الذين حسموا أمرها.ويبدو أن اهتمامه الأول ينصب على العوائل المنقسمة المعروفة مثل عائلة جون فريج، بطل حرب البوير، والقائد الأعلى للقوات البريطانية الإرسالية.كما إن المؤلف يركز أيضاً على أولئك الذين عارضوا الحرب وأحسوا بفاجعتها ومنهم الفيلسوف والسياسي بيرتارد رسل وفينير بروكواي، الأقل شهرة، وعدد من النساء، من أنصار تحرير المرأة ومنهن سيلفيا بانكهيرست، إيميلين وعدد من أعضاء الحزب الاشتراكي. وكانت المواقف الجريئة التي اتخذت ضد الحرب، سبباً في إيداع البعض في السجن لعدة أعوام.كما أن كتاب،"من اجل إنهاء كل الحروب"، وهو تاريخ للحرب نفسها، والأحداث المهمة في ذلك الصراع العالمي- من المعارك التي نشبت على الجبهة الغربية والى الثورة الروسية، مع وصف مؤثر وشامل للمعارك المركزية وتحرك القوات وانتقالها من موقع إلى آخر.ويقول الكاتب، إن تلك الحرب كانت أساساً معركة بين آراء عالمية مختلفة في داخل المجتمع البريطاني، وأن الحرب قد بدأت بحماسة دون التمكن في النهاية من إيقافها.إن القادة العسكريين في الجبهة ومنهم فريج ودوغلاس هير وسياسيين يتولون الدعاية في الداخل ومنهم روديارد كيبلينغ، رأوا الحرب عبر العدسات المصوّرة، وقد حاول أولئك توسيع الحرب من اجل حماية الإمبراطورية البريطانية- خاصة حرب البوير.لقد تعلقوا بوهم فكرة"الإمبراطورية، مع أفكارهم ان الحرب قد غدت عملية صناعية، على الرغم من دروس الحرب الأهلية الأمريكية والحرب الروسية- اليابانية. لقد فشل القادة البريطانيون في إدراك مدى أهمية وقدرة المدفع الأوتوماتيكي الصغير، واختراع الغاز المسموم والأسلاك الشائكة، وهي أمور من شأنها تغيير وجهة الحرب والتقليل من مهارة الفرد المقاتل.وتطرق المؤلف في كتابه إلى عدد من الكتب المهمة التي تؤرخ وتتحدث عن فظائع الامبريالية في أفريقيا وكفاح الحركات المناوئة لها.إن الحرب العالمية الأولى قضت على ملايين من الناس وجيل كامل من الشباب، وأنهت حكم الأسر القديمة لتنشئ أيديولوجيات جديدة ستقود أيضاً إلى المزيد من القتل والدمار.وفي كتابه يحذّر المؤلف من الإحساس الوطني الذي يقود إلى الحرب من اجل القوة والسيطرة، واتخاذها وسيلة لصرف النظر عن المشاكل الداخلية.عن/ لوس أنجلس تايمز
الحرب العالمية الأولى:قصة الإخلاص والتمرد
نشر في: 1 أغسطس, 2011: 06:31 م