TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > عين: أخطاء بطاقة الجنسية

عين: أخطاء بطاقة الجنسية

نشر في: 1 أغسطس, 2011: 08:46 م

 عبد الخالق كيطانخرج أحد الأصدقاء فرحاً من مراجعته لدوائر الجنسية في بغداد بعد أن استطاع أن يستخرج بطاقة جنسية جديدة لابنته البكر، ولكن الفرحة لم تدم طويلاً. فبعد أن دقق بالبيانات التي كتبت بخط يد موظفة دائرة الجنسية وجد أن أغلب تلك البيانات كتبت بلغة عجيبة غريبة قلبت في الكثير من الأحيان المعنى، مثلما قلبت الأسماء.
كنت مررت بالموقف ذاته. وعجبت لأن دائرة الجنسية في بغداد ما زالت تستخدم الكتابة اليدوية، وبالقلم الجاف، لبيانات وثيقة الجنسية التي تعد الأهم في العراق. وزال عجبي عندما لاحظت أن دوائر كثيرة معنية باستخراج وثائق من هذا النوع ما زالت تعتمد هذه الطريقة في ملء البيانات، ومنها على سبيل المثال لا الحصر دائرة شهادة الجنسية العراقية. المسؤولون عن مثل هذه الدوائر الحساسة، والمعنية بوثائق حساسة ومهمة، لهم فلسفتهم الخاصة باعتماد أقلام الجاف في تزويد المواطنين بالوثائق الرسمية، ولكنها فلسفة قديمة لا تتناسب مع تطورات العصر، كما أزعم. وبالإمكان الذهاب إلى دوائر كثيرة خاصة أخرى، ومنها دوائر وسائل الإعلام، ليرى أولئك المسؤولون كيف تصدر هذه الوسائل بطاقات تعريف موظفيها، وكم سهلة هذه العملية. تقوم دائرة الجنسية بالطلب من المراجع أن يزودها بعدد من الوثائق والشهادات من أجل الحصول على بطاقة الجنسية، ولا اعتراض على تلك الإجراءات بالرغم من تعقيدها، ولكننا ندرك في الوقت عينه مافيات التزوير التي كانت تستطيع أن تمنحك أية جنسية تريد ومن أي مكتب في العراق. ولكن المشكلة أن دائرة الجنسية تستصعب تعيين موظف يجلس وراء جهاز كومبيوتر ليقوم بإدخال البيانات المطلوبة ومن ثم الطلب من الجهاز تعبئة النموذج المعد لبطاقة الجنسية، فتلجأ إلى الحل الأصعب، بأن تتكفل موظفة بذلك، فتقوم بـ"طمغ" البطاقة بالختم السحري، وإدخال البيانات بيدها مستخدمة القلم الجاف، فإذا كان حظ المواطن قد قاده إلى موظفة سيئة الخطّ، وما أكثرهن في بلادنا، فلا تعجب إذا رأيت اسمك قد تحول من "ثورة" إلى "نورة" ومن "محمد" إلى "محد" ومن "قسمة" إلى "قمة" ومن "عواد" إلى "عوار"... وهلم جرا.. وبسبب من تكدس البطاقات على منضدة هذه الموظفة فإنها لا تجد الوقت الكافي، وربما تتكاسل في ذلك، فتقوم بإلقاء نظرة أخيرة على البطاقة قبل تسليمها إلى صاحبها.وتبدأ بعد ذلك معاملة روتينية جديدة اسمها معاملة تصحيح الاسم. ما حصل مع صاحبي أن الموظفة لم تكتف بأن كان خطها غير واضح بالمرة في ملء بيانات أسماء الأعلام لتصل هذه المرة إلى بيانات منطقة الإصدار. والآن هو يقرأ منطقة الإصدار هكذا: "أعظمه" بدلاً من "أعظمية"!، ونحن نعرف أن الكثير من المواطنين، حتى من ذوي النصيب المعقول من التعليم، يهملون باسترخاء عجيب النقطتين بالغتي الأهمية فوق التاء المربوطة في كلمات "أعظمية، مدرسة، جريدة، عودة، فزاعة، مراجعة، إضافية، صفحة، علامة"... الخ.. وإذا عرفنا أن النقطتين هما جزء أساس من تركيب الحرف عرفنا أي خطأ فادح ارتكبته الموظفة، وليس الموظفه!، بحق صديقنا، قبل اللغة العربية، ناهيك عن إهمالها لحرف آخر هو حرف الياء، الزائد في تقديرها، من الكلمة.ومن جديد أتساءل: لماذا تلجأ دائرة مهمة وأساسية في العراق مثل دائرة الجنسية إلى كتابة بيانات مهمة وأساسية أيضاً في بطاقة تعريفية تعد الأولى في إثبات الهوية العراقية بهذه الطريقة البدائية؟ هل للأمر علاقة بكسل مؤسساتنا الموروث أم الأمر له علاقة بصعوبة شراء جهاز لطبع الكلمات على البطاقة؟... عجيب أمور... غريب قضية!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram