TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > نــص ردن: زلابية لوزراء الترشيق

نــص ردن: زلابية لوزراء الترشيق

نشر في: 1 أغسطس, 2011: 08:54 م

  علاء  حسنمصادقة مجلس النواب  على إلغاء معظم وزارت الدولة  وبعد يومين من رفضه  سحب الثقة عن المفوضية العليا المستقلة للانتخابات نقطة ايجابية تحسب للبرلمان، عكست أهمية التعاون بين السلطتين التشريعية والتنفيذية وبما يحقق تحسين الأداء الحكومي ، وتلبية مطالب الشعب  العراقي حسب ما يرد عادة في البيانات الرسمية ، وتصريحات نواب ينتمون لأحزاب مشاركة في الحكومة  ، ومن حسنات القرار الجديد انه خلصنا من وزارة الناطقية وهي شكلت  وألغيت من دون أن نعرف اسمها الرسمي ،  وهناك أيضا وزارة شؤون العشائر ، وشؤون  الخارجية ولكل شؤون وزارة .
بإلغاء وزارات الدولة وفي مقدمتها الناطقية  فقدت الحكومة المترهلة عشرات الكيلو غرامات  من وزنها وأذابت  الشحوم،  وبدخولها في شهر رمضان  ستفقد المزيد ، ولكن  أمامها مهمة إرضاء الكتل النيابية التي فقدت وزراءها بالمعروف ، وتلتزم الحكومة بوعودها في أن تمنح الوزراء المشمولين بالترشيق مناصب أخرى:هيئات مستقلة،  رئاسة مفوضيات ، او إدارة مجمعات سياحية ، وتكليفهم بفتح مراكز تجارية في عواصم عربية وأجنبية  لبيع  منتجات عراقية شعبية مثل الخرزة ام سبع عيون  لتطرد الحسد عن البلدان الخالية من الفساد المالي والإداري ، ولا تعاني انقطاع التيار الكهربائي و انتشار السيطرات الأمنية في جسورها وشوارعها العامة .منح الوزراء  المشمولين بالترشيق مكافأة نهاية الخدمة،  ورواتبهم لمدة سنة مقدما وسلفة  المئة راتب سيخفف  حالة الإحباط في نفوسهم  ويعمق لديهم الشعور الوطني ، ويديم ارتباطهم بكتلهم النيابية ، وقبل هذه الإجراءات لابد أن تبادر الحكومة بمراعاة من فقدوا  وزارات  الدولة ، خصوصا أنهم لن يعودوا الى مجلس النواب بإيفادهم الى الخارج  وتحمل تكاليف سفرهم وإقامتهم في منتجعات سياحية  لحين حلول فصل الشتاء،  خوفا عليهم من شدة حرارة الصيف العراقي . ولمن يفضل الإقامة في العراق  خلال شهر رمضان فلابد ان تتكفل  الحكومة بتزويدهم بالزلابية والبقلاوة لحين انتهاء الشهر الفضيل .الفصل الأول من ترشيق الحكومة مر على خير من دون مشاكل ،  وبحسب وصف أعضاء في مجلس النواب فان الشياطين تكمن  في التفاصيل ،  ومن الضروري جدا التحسب لهذه القضية  الخطيرة فالعراق من دون كل دول العالم سمح للشياطين بالدخول للعمل السياسي ، ولهذا السبب اضطربت وتدهورت  الأوضاع وساءت الأمور ، لان لكل  حزب  وتنظيم سياسي شيطانه ، وهو على استعداد  لممارسة خبثه في كل لحظة ، ولاسيما ان أجواء فقدان الثقة واستمرار الخلاف جعلت الشياطين تتناسل  وبأعداد خرافية .قبل تشكيل الحكومة الحالية ،  توفرت الأرضية المناسبة لنشاط الشياطين ، ولهم يعود الفضل في استحداث وزارات الدولة ، والسعي لتأسيس  مجالس وهيئات  غير دستورية ، واستمرار الخلاف حول اختيار المرشحين لشغل مناصب الوزرات الأمنية ، وقضايا أخرى مازالت عالقة تحتاج الى الحسم السريع اليوم وليس غدا،  لأنها لا تقبل التأجيل  وبخلاف ذلك  ستولد شياطين أخرى   ليس بإمكان الساحة السياسية استيعابها .في رمضان ستكون الفرصة مناسبة للسياسيين والأحزاب والكتل النيابية للقضاء على شياطينها بقراءة المزيد من الأدعية والتسبيح ، وقبل هذا وذاك  إبداء  حسن النية  في تجاوز الأزمات والاتفاق على خدمة الشعب العراقي ، والاجتماع على موائد الإفطار  وبعد أن يذهب الظمأ وتبتل العروق ،  ويستمع الحاضرون الى محاضرة دينية ،  وتتطهر القلوب يتم بحث الملفات الشائكة بكل تفاصيلها،  لان الشياطين تختفي في شهر رمضان ، وفي حال ظهورها بالإمكان الحد من نشاطها وشرورها بمنحها الزلابية  والبقلاوة ، وإبعادها عن الوزراء المشمولين بالترشيق خشية حثهم على تنفيذ انقلاب عسكري . مثل الذي حصل في 14 رمضان عام 1963.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram