TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > سلاما يا عراق :رسالة إلى مثقفي الكويت

سلاما يا عراق :رسالة إلى مثقفي الكويت

نشر في: 2 أغسطس, 2011: 09:31 م

 هاشم العقابي ما كان اغلب المثقفين العراقيين، خاصة بالخارج،  في حاجة إلى مراجعة أو تدقيق كي يفهموا أن خطوة احتلال الكويت مغامرة  قد اتخذت بفعل دوافع شخصية ونفذت لإشباع نزعات عدوانية دون أدنى حساب لمصلحة العراق والعراقيين. ومن هذا المنطلق أسهم أولئك المثقفون إسهاما مباشرا بالوقوف ضد الاحتلال.
 كانت هناك مجموعة مرموقة منهم قد ساندت الكويتيين في أيام محنتهم وتشردهم. وحين أصدر الصحافي الكويتي محمد الرميحي جريدة اسماها "صوت الكويت" من لندن، اشترك معه في تحريرها عدد غير قليل من الإعلاميين والمثقفين العراقيين. لم يكن عمل هؤلاء سهلا. فلقد تعرض بعض من عوائلهم للملاحقة من قبل نظام صدام. ثم أنهم تعرضوا لحملات تشويه منظمة من قبل اللوبي الإعلامي الذي كان يموله صدام آنذاك. لقد تساموا على ألمهم ومحنتهم بسبب مساندة الكويتيين، حكومة ومثقفين، لصدام قبل احتلاله لإمارتهم. لم نقل، مثلما صار يقول مثقفوهم اليوم، بان شعبنا يستحق كل ما حل به من مصائب. ولم ندعوا الله أن يقلب بلادهم حجرا على حجر كما دعا فؤاد الهاشم ربه أن يفعلها بالعراق وأهله. كنت شخصيا واحدا من الذين وقعوا بأسمائهم الصريحة على بيان يدعو لإطلاق سراح الشاعر فائق عبد الجليل، رغم موقفه الذي ذكرته لكم في عمود الأمس. وبسبب ذلك تعرضت والدتي وإخوتي للملاحقة والتحقيق من قبل مخابرات صدام.وراح صدام وانتهت أيامه. وتصورنا ان الكويتيين سيضعون كل إمكاناتهم في خدمة العراقيين، خاصة أنهم ذاقوا مرارة حكم صدام مباشرة. فهل كانوا كذلك؟ للأسف لا. فهم لم يسقطوا فلسا واحدا من ديونهم رغم أن هناك دولا بعيدة عن العراق قد أسقطتها. ثم إنهم مازالوا يحشدون قواهم لإبقاء بلدنا تحت البند السابع الذي جعل العراق يراوح في مكانه، إن لم يكن قد أرجعه عقودا للوراء.لنقل أن ذلك من فعل حكومة الكويت ولا عتب على حكومة. لكن أن يجابه المثقفون الكويتيون مواقف المثقفين العراقيين بالجحود وعدم الوفاء، ويزيدون نار الفتنة اشتعالا، فهذا ما لم يكن بالبال ولا بالحسبان. يؤسفني أن أرى ضحية تتقمص لغة جلادها وتتفنن باستعمالها. ويحزنني، حد عض إصبعي ندما على مواقفي السابقة مع الكويتيين، أن اقرأ في جريدة "الوطن" الكويتية هجوما لكاتب يدعى مفرج الدوسري، على كاتب عراقي يظهر به الكويتيين وكأنهم شعب الله المختار وان اكبر أمنيات العراقي في هذه الدنيا أن يكون كويتيا! ثم يسمي الكويتيين سادتنا وتاج رؤوسنا وما نحن برأيه إلا عبيد. ولم يفته أن يستخدم أحط المفردات السوقية في قواميس الشتائم والسب في مقالته. أخجل من نفسي ومنكم  أن اذكر نص شتائمه. إنها ما زالت موجودة في الجريدة بعددها الصادر في 27/7/2011، لمن يريد الاطلاع عليها.   بحثت في عقلية هذا الكاتب فوجدته بمقالة فاشية أخرى، يترحم على الحجاج ويتوسل به، من كل قلبه، أن يعود ليبطش بأهل العراق كي يذبح ويسلخ على هواه. حنين مبطن لعودة صدام حسين تحت تمثيلية ساذجة توحي بمكالمة مفبركة مع الحجاج. أسلوب لا يمكن أن يمر حتى على أكثر خلق الله غباءً. ومثلما لا اسمح لنفسي أن انزل لهكذا أسلوب من المهاترات، أتمنى على كل كاتب عراقي، أن لا ينجر له. أظن أن الدوسري يعرف جيدا بأنني لو واجهته بملحمة جلجامش العراقي وحدها أظل أفاخره بها ألف عام. لا بل لو واجهته فقط بقصيدة للنواب أو الجواهري، ولا أقول لشعراء العراق كلهم، سأخرسه دهرا. هنا فقط أريد أن أقول لهذا الكاتب الكويتي وغيره ممن يحذو حذوه: لقد حكمكم صدام ستة أشهر فقط فصرتم تتقمصون أخلاقه. فكيف لو كان قد حكمكم 35 عاما؟ نحن، يا ناكر الجميل، قد حكمنا "حجاجك" الذي تحن إليه  وساندته حكومتك في أيام جبروته عقودا، ومع هذا ناصرناك حين ظلمك ولم نشمت بك أو بأهلك ولم نتمن لك ما تمنيته  لنا.تعسا لكل من تسري بعروقه دماء الكره والحقد والعنجهية الفارغة. وعجبي أن أرى أصواتا كويتية، حسبناها نظيفة، تصمت أمام هذا المد التعصبي البغيض.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram