اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > جين أوستن بين الكبرياء والمنطق والسلم الاجتماعي

جين أوستن بين الكبرياء والمنطق والسلم الاجتماعي

نشر في: 2 أغسطس, 2011: 09:38 م

سلوى جراح لندن بيعت مؤخراً في  دار سوذبيز للمزاد العلني في لندن، صفحات من رواية لجين أوستن (1775- 1817) مكتوبة بخط يدها، بمبلغ قارب المليون جنيه، وهو ثلاثة أضعاف المبلغ الذي توقعه القائمون على المزاد، بعد أن رسا المزاد على إحدى المكتبات التابعة لجامعة أوكسفور
د. عدد الصفحات المباعة كانت ثماني وستين صفحة مقصوصة بيد الكاتبة نفسها، ومجموعة في إحدى عشرة رزمة تحمل تصليحات وتشطيبات كثيرة بقلم الكاتبة، ويعتقد انها تشكل ربع رواية، بعنوان The Watsons "الواتسونز" التي بدأت أوستن بكتابتها عام 1804 ، ولم تكملها أبدا.  الأوراق فيها ملامح كثيرة من أفكار أوستن رغم الشطب والتعديل، بل يجمع العديد من النقاد على أن هذا الجزء الصغير من الرواية التي لم تر النور، يدل على أنها كانت ستكون، مثل روايات جين أوستن الست لو أن الظروف تهيأت لإكمالها ونشرها.  ولكن لم لم تكمل أوستن رواية "الواتسونز" التي كانت ستكون عملاً أدبياً، يسبق كل رواياتها الشهيرة التي نشرت تباعاً بين الأعوام 1811 إلى 1815 ؟  الإجابة التي يجمع عليها النقاد هي أن رواية "الواتسونز" كانت قريبة الشبه جداً بحياة أوستن الأسرية في تلك الفترة، ففضلت ألا تخوض في ما أبقت بعيداً كل البعد عن أعمالها.  فالرواية تتحدث عن رجل دين فقير يموت ويترك بناته الأربعة غير المتزوجات، للعوز والفقر.  وتعالج الرواية وضع المرأة التي تفتقد الاستقلال الاقتصادي في أوقات الشدة.  وهو موضوع تناولته أوستن في رواياتها  منطقا ومعقولية 1811 Sense and Sensibility وكبرياء وتعصبا Pride and Prejudice 1813 وحتى في روايتها إيما1815 .  فموضوع المنزلة الاجتماعية والبحث عن الزوج المناسب، هو المادة الرئيسية في هذه الروايات.  أوستن لم تكتب عن الحروب والأحداث العظيمة لكنها فضلت تناول الحياة الخاصة للناس العاديين والفروق بين الحياة المترفة وحياة الفقراء، ومشاكل الناس العاديين خاصة من يعتبرون أنفسهم أفضل وأرقى بكثير مما هم عليه في واقع الأمر.  لذلك يجمع العديد من النقاد على أن أوستن تخلت عن فكرة إتمام روايتها التي بدأتها عام 1804 بعد وفاة والدها، الأب جورج أوستن، في العام التالي، تاركاً أسرته في عوز حقيقي، خاصة زوجته وابنتيه غير المتزوجتين جين وكساندرا.  كانت جين في الثلاثين من عمرها نشأت وسط أسرة مكونة من ستة أبناء وأخت واحدة، لم تزل لم تنشر شيئاً من أعمالها، تعليمها متواضع يعتمد أساسا على ما تلقته من أخيها في البيت لأن دخل الأسرة لم يتح لها ولأختها تعليماً متكاملاً في المدارس.  وفوق هذا وذاك لم تكن الأسرة متحمسة لدخولها معترك الكتابة والنشر، فما بالك أن تكتب شيئاً يكاد يصور حياة أسرتها.  وعليه، وضعت أوستن، صفحات روايتها جانباً وبدأت تفكر في رواية جديدة، لا تخلو من بحث دؤوب عن الحب والزواج.  فكل روايتها تعالج بشكل يكاد يكون كوميدياً بحث الفتيات عن الزوج المناسب لتسلق السلم الاجتماعي.  هي لم تتزوج ولم تحب.  قبلت مرة واحدة خطوبة رجل ميسور الحال، كان سيوفر لها ولأسرتها، تماماً مثل بطلات روايتها، بحبوحة في العيش.  كان ذلك على مائدة العشاء في الصباح التالي غيرت رأيها وسحبت قبولها للخطوبة.  بعد أكثر من اثنتي عشرة سنة، كتبت لابنة أخيها التي كانت تستشيرها في قضية عاطفية:" رغم أني كتبت الكثير عن الحب والمحبين وبحث الفتيات عن الرجل المناسب، لكني الآن أعكس الفكرة وأقول لك، لا تفكري في قبول زوج ما لم تكوني تحبينه فعلاً، فكل صعاب الحياة يمكن احتمالها إلا الزواج من شخص لا تكنين له أي عاطفة".  معظم ما كتبته جين أوستن نشر خلال حياتها دون أن يحمل اسمها، وعليه لم تكتب عن تلك الأعمال بحوثا نقدية مستفيضة، اكتفى النقاد بتناول الدرس الأخلاقي "المستنبط" من تلك الروايات، مع ذلك، نالت رواياتها بعض الشهرة في الأوساط الحاكمة، كما أن مثقفي عصرها اهتموا بأعمالها واعتبروها نفساً جديداً في الرواية التي كان ينظر إليها، في بداية القرن السابع عشر، على أنها جنس أدبي لا يرقى إلى مصافي الشعر.  شهرة أوستن الحقيقية بدأت بعد وفاتها بمرض في الجهاز التنفسي وهي لم تتجاوز الثانية والأربعين من عمرها، حين نشر ابن أخيها، عام1869  كتاباً بعنوان في ذكرى جين أوستن A Memoir of Jane Austen واصفاً إياها "بالعمة جين العزيزة" معيداً للأذهان ذكرى تلك الآنسة المحترمة، ومثيراً الاهتمام من جديد بإعادة نشر رواياتها.  ومع صدور طبعات جديدة متلاحقة من رواياتها تحمل هذه المرة أسمهاً، تصاعد الاهتمام بها ككاتبة حتى أن الروائي البريطاني أمريكي المولد، هنري جيمس 1843-1916 وصفها بأنها من الكتاب الذين يحسنون رسم الحياة مقارناً إياها بشكسبير وسيرفانتس الاسباني مبدع شخصية دون كيشوت، وهنري فيلدينغ الروائي الانكليزي من القرن الثامن عشر.  بل لقد اعترض هنري جيمس على انتشار شعبية أوستن بين ال

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق منارات

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

في استفتاء موسيقي تنافسي سنوي حصلت إسطوانة “أصابع بابلية” للمؤلف الموسيقي وعازف العود العراقي أحمد مختار على مرتبة ضمن العشر الأوائل في بريطانيا وأميركا، حيث قام راديو “أف أم للموسيقى الكلاسيكية” الذي يبث من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram