إياد الصالحي أمر محزن حقاً ان تتعالى اصوات جمهور فريق الشرطة بصخب عال وسط مدرجات ملعب نادي الزوراء عقب مباراته مع فريق النفط أمس الاول الاثنين، منددين بسوء قيادة الادارة للنادي على الرغم من فوزه في المباراة وتمكنه من البقاء ضمن دوري الاضواء بعد ان كان على شفا الهاوية الى الدوري الممتاز.
بغض النظر عن الاسماء التي وردت على ألسنة الجماهير وهم يعبّرون عن سخطهم الشديد بهتافات تفصح عن وجود تلاعب وسرقات بأموال النادي بحسب ما جاء في بعض العبارات ، الأمر الذي يثير جدلاً كبيراً في اروقة الاندية الرياضية وقبلها وزارة الشباب والرياضة الراعية الاول في الجانبين الاداري والمالي . ترى ما السر وراء انحراف هتافات الجماهير عن المسائل الفنية ذات العلاقة بحدود المستطيل الاخضر وراحت تهاجم اداريين بعينهم لن تتورع من ذكر اسمائهم وتحمّلهم مسؤولية هدر الاموال وسوء التخطيط واللا نزاهة الى الدرجة التي وُصِف البعض بـ( الحرامية) امام انظار واسماع رئيس اللجنة الاولمبية الوطنية رئيس نادي الشرطة رعد حمودي الذي حضر المباراة مع شخصيات رياضية ورجال الاعلام المرئي والمكتوب الذين نقلوا بشكل بارز تلك الهتافات التي ابتعدت عن الذائقة الحسنة لأصول التشجيع المتعارف للجمهور العراقي واقتربت من مستوى الضغائن الشخصية التي تحركها الاطراف المتضررة ربما من وجود الادارة الحالية أو سرّب احدهم للجماهير معلومة ما عن فضيحة مالية بـ( جلاجل) تهز اركان البيت الشرطاوي المستور!ان ما يدفعنا للفضول احياناً لمعرفة خفايا الحملات المناوئة لبعض ادارات الاندية التي حامت حولها شكوك كثيرة هو سر صمت مجالس تلك الادارات عمّا يدار هنا وهناك ، ومن وراء (النافخين بالنار) اذا كانت تلك الحملات خاوية من الادلة واتهاماتها باطلة ؟اننا في الوقت الذي نشجب بقوة (هلوسة) بعض المشجعين الطارئين على الاندية الجماهيرية وغيرها ممن تستهويهم لعبة الشتائم والتقريع لبعض الشخصيات الرياضية المعروفة ، فاننا ندين بشدة سكوت ( ولاة أمر الرياضيين ) بدرجاتهم ومسؤولياتهم الكبيرة والصغيرة عن اداريين غير ثقاة لعبوا بمقدرات فرقهم طوال الموسم الحالي واقصوا مدربين محترمين لهم تاريخهم المشرف . نعم لماذا الخجل من فضح (الحرامية) في الاندية بعد ان تطايرت شرارات الاتهامات حتى من بعض اللاعبين اثناء شكاويهم للصحف والقنوات الفضائية بعدم تسلمهم مستحقاتهم المنصوص عليها في ورقة العقد بالرغم من حصول انديتهم على اموال طائلة تغطي تلك الحقوق وأكثر؟ان عمل وجهد هيئة النزاهة يجب ان يتضاعف في المؤسسات الرياضية مثلما في بقية مؤسسات الدولة باعتبار ان الرياضة اليوم اصبحت مصدراً من مصادر التأثير النفسي على الشعب ، وتستقطب الاندية عشرات آلاف الشباب ممن يسابقون الزمن لخدمة بلدهم وتوفير لقمة العيشة لأسرهم واعادة صور المنجزات الخالدة لرياضة وطنهم في مختلف الالعاب التي تسيدت آسيا قبل العرب في زمن مضى ، وهذا يتطلب مراقبة وتدقيق الميزانيات المخصصة للرياضة ومحاسبة المقصرين وتقديمهم للقضاء وعدم التساهل مع ضعاف النفوس الذين يستغلون نجوميتهم لتمرير مخططاتهم واطماعهم وتحقيق الانتفاع الذاتي على حساب خراب وتدمير وانهيار الابنية التحتية للمنشآت الرياضية ابتداء من الاندية حتى اعلى قيادة رياضية .ان واحدة من اسباب تراجع الاندية ومحاولتها النهوض بواقعها البائس وجود ادارات متقاعسة لا تعرف في شؤون الادارة الرياضية غير متابعة فريق الكرة في الدوري واستنزاف الاموال التي تخصصها وزارة الشباب والرياضة لتعاقدات فاشلة (لا تغني ولا تسمن من جوع) بل تهدف الى توفير فرصة لاستقطاع نسب من عقود اللاعبين تحت مبررات واهية أو غمط حقوق آخرين لم يكملوا الموسم مع النادي وتبقى لديهم في ذمة الادارة اموال مستحقة بعضها يخضع للمساومة ولم يسدد سوى ربعها ، والبعض الآخر يضيع وسط دوامة المحاكم وتسويف الوعود!!لابد من وقفة جدية ازاء استفحال ظاهرة الفساد المالي في الاندية مثلما يتردد في الوسط الرياضي المتابع لكل صغيرة وكبيرة في اروقتها ، ونأمل من الجهات المسؤولة عن شؤون الاندية وبالتنسيق مع اتحاد الكرة وضع ضوابط جديدة وسياقات ثابتة لعقود اللاعبين بالعودة الى نظام ( العقد الموّحد) الذي سبق ان طبّق اواسط تسعينيات القرن الماضي يوم كانت الاندية الجماهيرية تتلاعب برياح العقود حسب اهواء شخصية ، ودفعت الاندية الفقيرة الثمن لانها لم تكن تملك الموارد المادية الجيدة ، فالنظام يتيح لجميع الاندية ان تتعاقد بمبالغ لا تتجاوز السقف المتفق عليه سلفاً ، وبذلك نقضي على ظاهرة التلاعب تلك ونقطع يد الفاسدين ممن يعتاشون على ( النسب الدسمة) من عقود المظاليم !iyad.s@almadapaper.com
مصارحة حرة :حرامية..بروح رياضية!
![](/wp-content/uploads/2024/01/bgdefualt.jpg)
نشر في: 2 أغسطس, 2011: 10:12 م