TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > كردستانيات :عتب رمضاني لكنه قاسٍ

كردستانيات :عتب رمضاني لكنه قاسٍ

نشر في: 2 أغسطس, 2011: 10:35 م

وديع غزوان ما زلنا رغم كل ما فعلته السلطة ببعض سياسيينا وما قابلونا به من مواقف اقل ما توصف به انها عدم وفاء وتنصل إن لم نقل خيانة للعهود التي قطعوها بتوفير العدل والمساواة وسيادة القانون ، نقول رغم كل هذا واكثر منه مما لانريد الخوض فيه ، فان الغالبية العظمى من الشعب  المضحي  والمبتلى أكثر من غيره بالفساد والمفسدين ما زالت متمسكة بالعملية السياسية  وثوابتها الاساسية المتمثلة بإشاعة الأجواء الديمقراطية ومؤمنة بأن ما يحدث من اخطاء كارثية
مؤقت ويمكن تلافيه، فتراها  تسعى وتطالب  بتغيير حقيقي من داخل هذه العملية ، يجنبنا الهزات العنيفة وما يمكن ان تلحقه بالعراق من اذى . هذه الجموع الصابرة والغاضبة في آن معاً  التي رفعت صوتها جهاراً منذ الخامس والعشرين من شباط ، محذرة من مغبة ما يمكن ان يحصل ، حرصت على ان لاتخرج احتجاجاتها عن طابعها السلمي وتجنبت  قدر الإمكان الاحتكاك المباشر مع المأجورين والمندسين  الذين  ما تركوا وسيلة استفزاز إلا وطبقوها لإفشال التظاهرات الاحتجاجية التي انطلقت في بغداد والمحافظات جميعاً . . المراقب يمكن ان يلاحظ ان في المشهد السياسي اكثر من صورة ، ابرز ما فيها مواطنون  مضحون متشبثون بالامل ، يقابلها سياسيون متخمون  بعيدون عن هموم المواطن ومعاناته ، لم نلمس منهم منذ تسلمهم المسؤولية   غير معسول الكلام .. ربما  توقع الطيبون من ابناء شعبنا  وهم كثر  أن يكون رمضان رادعاً لنفوس بعض نخبنا السياسية ، فيكرسوا اجتماعاتهم ونشاطاتهم في هذا الشهر الفضيل الى ما يخفف عنا بعض الاسى  فبدلاً من  إشغال بالهم  بمناقشة حصة هذا الطرف او ذاك في سلة المنافع وبدلاً من كل هذاالوقت للنظر في كيفية تعويض الوزراء المرشقين ، كنا نأمل ان يخرج علينا مسؤول ليبشرنا بحل  واقعي وقريب لأزمة الكهرباء وتنقذ الملايين من حرارة جاوزت درجتها الخمسين   أو بموقف جدي من المفسدين واحالتهم للقضاء او محاسبة مسؤول في وزارة التجارة غفل ان يضع آلية لانسيابية السلع في رمضان تمنع ارتفاع اسعارها بهذا الشكل . من المعيب كل هذا الذي يحصل من ازمات  في بغداد والبصرة وميسان والانبار وغيرها ،في حين إن إقليم كردستان بامكاناته  تغلب على الكثير منها وفي مقدمتها الكهرباء المحدودة كما وضع برنامجاً واسعاً للاصلاح  دعا الجميع إلى المشاركة فيه تضمن معالجات للكثير من المشاكل ،  وبادر محافظ عاصمة الإقليم نوزاد هادي الى عقد اجتماع لمناقشة ارتفاع اسعار المواد الغذائية واقتراحات لضمان استقرار الاسعار مستقبلاً.. المهم ان هنالك ما هو ملموس ومتحقق للمواطن الكردستاني ، فماذا قدمتم لنا يانخبنا من منجزات في شعبان لننتظرما يوازيه في  رمضان ؟ ! إنه عتب رمضاني قاس عسى أن تفهموه .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram