اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > شنــاشيــــل :نعيماً ..مجلس الأمناء!

شنــاشيــــل :نعيماً ..مجلس الأمناء!

نشر في: 2 أغسطس, 2011: 10:50 م

 عدنان حسين يستأهل مجلس الأمناء في شبكة الإعلام العراقي، بدل المرة مرتين وثلاثاً، الإهانة المعنوية البالغة التي تلقّاها بقرار رئيس مجلس الوزراء الغاء قرار المجلس بعزل رئيس تحرير صحيفة "الصباح" الزميل عبد الستار البيضاني قبل مرور 24 ساعة على صدور ذلك القرار.
يستحقّ المجلس هذه الإهانة لسببين، الأول تصرفه غير المهني حيال السيد البيضاني الذي لم يلحق أن يُرتّب غرفته لكي يُتهم بسوء الإدارة تبريراً لقرار عزله، والثاني انه (المجلس) هو الذي فتح الباب على مصراعيها أمام السلطة التنفيذية لكي تدخل في شؤون هيئة كان من المرسوم لها أن تكون مستقلة وأن تتكرس استقلاليتها باعتماد المعايير المهنية والتمسك بها والتزام القواعد الأخلاقية للمهنة في عمل المؤسسة المهني والإداري.لو كان مجلس الأمناء يستحي لقدّم في الحال استقالته الجماعية، اعترافاً بالخطأ المُرتكب في حق الزميل البيضاني بالقرار الذي اتخذه المجلس باجماع أعضائه من دون أي استثناء ( لكم ان تتصوروا مقدار المهنية لدى هؤلاء الأعضاء بحيث ان أحداً منهم لم يعترض أو يتحفظ على قرار العزل في حق موظف لم تكن "جريمته" انه سرق كما كثير من موظفي الدولة وبينهم موظفون في الشبكة، أو انه أساء السلوك والأدب تجاه زميلات له وزملاء كما كثير من موظفي الدولة وبينهم موظفون في الشبكة، أو انه تجاوز على الأسس الوطنية للعمل العام ،كما الكثير من موظفي الدولة وبينهم موظفون في الشبكة).أحسنَ رئيس الوزراء صُنعاً بقراره الصاروخي، لوقف تجاوز غير مقبول مهنياً، ولردع تعسفي في استخدام السلطة غير مبرر، مع انه لم يكن من المفترض أن يتدخل رئيس السلطة التنفيذية أو أي من أعضائها وموظفيها في شؤون الشبكة باعتبارها هيئة مستقلة ومن المصلحة العامة والوطنية أن تكون مستقلة وأن تبقى كذلك، لكن المجلس نفسه هو المسؤول عن تبعية الشبكة للحكومة وخضوعها لسلطتها، وهو المسؤول عن دفع الأمور إلى هذا الحد بسبب تماديه في التصرف كما لو انه هيئة إمبراطورية لا رقيب عليها ولا حسيب من الدولة أو المجتمع، وهو المسؤول أيضاً لأنه لم يؤد أحد واجباته بالعمل على تشريع قانون يكرّس استقلالية الشبكة وينظّم قواعد العمل فيها وفقا للشروط والمعايير المهنية التي تمنع التعسف والتكبر والطغيان، ويضمن أن تتولاها قيادات إعلامية تأتي من طريق المهنية لا عبر دروب المحاصصة.هذه مناسبة للتذكير بان إعلام الدولة الذي يكلّف الميزانية العامة (ميزانية الشعب) مبالغ طائلة يجب أن يُعهد به إلى العناصر المهنية الحقة، فالإعلام بالذات يجب أن يكون موضوعياً، ولكي يكون كذلك لا بد من وضع المهنيين على رأسه لضمان انه يعمل وفقا للأصول التي لا يراعيها إلا أهل الأصول من ذوي الكفاءة والخبرة وممن لا تحرّكهم وتوجّههم النزعات والأهواء السياسية والمذهبية والقبلية والشخصية.  وهذه أيضاً مناسبة للتذكير بان شبكة الإعلام العراقي لا تُعطي بقدر ما تأخذ ولا تخدم الشعب والوطن بقدر ما يموّلها الشعب والوطن اللذين يقتطعان من تخصيصات الأكل والشرب والكهرباء والصحة والتعليم والزراعة والصناعة وسواها للإنفاق على الشبكة وجيش العاملين فيها.متى يتنبه مجلس النواب إلى أن عقارب الساعة قد تجاوزت كثيراً موعد التأسيس الصحيح لقطاع الإعلام؟

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram