بغداد/ افياء نزا ر يختلف الأمس عن اليوم فكانت الشهادة الجامعية كما قالت سميرة عبد الصاحب (مدرسة) مسألة مهمة وضرورة ملحة برغم بساطة المجتمع آن ذاك وقلة مطالبه وحاجاته ولم تثن المعوقات الكثيرة الشباب عن حماستهم وطموحهم في شق طريق المصاعب لنيلها من اجل السير نحو المستقبل الأفضل بغية رفع المستوى المعيشي
بما تحققه الوظيفة المنتظرة بخلاف اليوم الذي نشهده، فنرى ان الشهادة الجامعية التي يجدّ الطالب في الوصول إليها،لا تؤدي الا وظيفة كمالية الى حد بعيد بسبب عدم توفر فرص العمل للمتخرجين الجدد منهم والقدامى الذين يصارعون آهات البطالة، فصارت الشهادة بلا هيبة عند الكثيرين بل وانها تضاعف من آلام البعض وتحملهم متاعب الحسرات وهم لا يجدون من يستثمر نتاجهم او من يهيئ له مكانا للعمل بها، فهي برأي كمالية لا تحقق غاية معيشية في الوقت الذي أصبح الناس يصارعون الحياة من اجل لقمة العيش..ميسم عبد الله (طالبة جامعية) قالت:إن الشهادة في الوقت الراهن هي عبء على حاملها وليست وسيلة لرفع مستواه المعيشي والاقتصادي، فمثلا هناك العديد من الأعمال ذات مردود مالي جيد لكن ليس بمقدور كل انسان مزاولتها، واضعا في اعتباره انه خريج وحامل شهادة، فليس من المعقول ان يمتهن هذه المهنة او تلك التي يتساوى فيها مع الجاهل والعامل المتواضع او حامل شهادة أولية، ومن جانب آخر، في مجتمعنا كل الأمور تنصب في بودقة عدم السير في طريق التعلم، فلا توجد أي محفزات او مشجعات تحث على المواصلة والاستمرار في الدراسة، كما ان الظروف المحيطة بنا تجعلنا لا نوليها اهتماما برغم كونها سببا من أسباب اللمعان والبروز لغيرنا في المجتمعات الأخرى، فحامل الماجستير او الدكتوراه من المفترض ان يكون له الدور الفاعل لأنه عنصر فاعل ومختلف عن غيره لكن …… ونأسف لحصول ذلك..ندى فيصل وهي (موظفة حاصلة على شهادة الماجستير) قالت: لا فرق بين حامل شهادة الإعدادية و حامل البكالوريوس وكذلك من يملك شهادة الدكتوراه واذكر مثلا: ففي مجال عملي الوظيفي لا تقدر الشهادة حتى صعب علي التمييز بين اثنين أهي كمالية أم ضرورية؟! حيث تراعى الخبرة وسني الخدمة الوظيفية هنا فقط وكأن الخدمة الطويلة في ميدان العمل هي وحدها التي يهتم بها المسؤولون وإذا كان كذلك فلماذا يتعب الإنسان ويسهر الليالي والأعوام في الحصول على الشهادة الجامعية او الشهادات العليا او يسعى لنيل شهادات إضافية مادام الحال هكذا وحين أريد أن أقول كلاماً مختصراً سأقول تساوى في بلدنا الحابل بالنابل واحترق الأخضر بسعر اليابس واختلفت الموازين وأصبحت الشهادة اليوم بلا دور ولربما هي فقط وسيلة للمباهاة والفخر بها باللسان في الأوساط الاجتماعية..ضياء علي (عامل بسيط لم ينه دراسته) لا أنكر دور العلم والمعلم والاطلاع والثقافة وأهمية الشهادة لأنها ضرورية في زيادة المعرفة وفهم الكثير من المفاهيم المعقدة التي قد يصعب فهمها من قبل الجاهل او من نال قسطا يسيرا من التعلم وكذلك المساهمة والمشاركة في الحديث مع الأشخاص المثقفين ممن أتموا مراحلهم ونالوا شهاداتهم الجامعية، والشهادة تجمع بين الاثنين الضرورة والكمال فلا ضير أن يتباهى الإنسان بشهادته ومن حقه ان يفخر بثمار جهده الذي طالما سهر عليه وعانى من المتاعب والمشاق كما انها ضرورية أيضاً إذاً ما أسهمت في خدمته اجتماعياً واقتصادياً بما توفره له من فرص العمل والوظيفة المناسبة.أم فيحاء (مدرسة) يجب عدم الاستهانة بأهمية الشهادة ودورها في بناء شخصية الإنسان وزيادة معارفه وتطلعاته، فهناك الكثير من العوائل التي لا تقدر أهمية العلم وتجعل من أبنائها عرضة للضياع وتقتل فيهم الطموح لإكمال الدراسة بما تملي عليهم من الأقاويل التي تمررها على مسامعهم من ان المدرسة لا تجدي نفعا وأنها لا تعطيك مالا، مما تدفعه وتساعده ليسلك طريق الظلام او التيه في الطرقات والانشغال بالتوافه ورفقة السوء وربما يجر به التيه والضياع نحو ارتكاب المفاسد، فالشهادة كالحصن المنيع او السد المتين المقاوم للفيضان وهي سلاح من نور. فاضل الجميلي (أستاذ جامعي) قال: الدراسة مهمة والشهادة الجامعية ضرورية جدا، فكلما أكثر الإنسان من الاطلاع كلما كان دماغه اكثر مرونة وشفافية في استيعاب المعلومات والمادة العلمية وهو بذلك غير الإنسان غير المتعلم او الأمي الذي يكون دماغه جامدا وغير قابل للمرونة والطراوة وغير قادر على الاستيعاب وربما تحتاج المعلومات في الوصول اليه الى التبسيط بالشكل الكبير كي يستطيع هضمها وإدراكها تماما كما يتم شرح بعض المسائل للطفل الصغير بينما يكون الأمر مختلفا مع خريج الدراسات المتقدمة وحامل الشهادات أمثال خريج البكالوريوس او الماجستير والدكتوراه، اذن مسألة الشهادة والدراسة ضرورية لابد منها ولا يجوز إهمالها..تعتبر الشهادة الجامعية ضرورة ملحة وحاجة مهمة، فبالشهادات العلمية المتقدمة والاختصاصات المتنوعة تكون هناك كوادر مؤهلة لخدمة البلد والنهوض به الى المستوى اللائق فضلا على تلبية متطلباته ولن يتم ذلك الا بوجود العلماء من الأطباء والمهندسين والمحاميين والصحفيين والأساتذة الجامعيين وغيرهم وبذلك نضمن وصول البلد إلى مراحل متقدمة من النمو الاقتصادي والحضاري، وما كن
المرأة والحصول على الشهادة الجامعية... ضرورة أم تقضية للوقت؟
نشر في: 3 أغسطس, 2011: 05:47 م