TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > كردستانيات :لماذا المدى؟!

كردستانيات :لماذا المدى؟!

نشر في: 3 أغسطس, 2011: 06:09 م

وديع غزوان في كل مناسبة تأسيس تعود بنا الذاكرة إلى الأيام الأولى التي  دخلنا بها المدى في بنايتها القديمة ، مع كل تلك التساؤلات الحائرة والضرورية عما يمكن أن نعطيه للعراق من خلال هذه المؤسسة وفي ظروف غير طبيعية وصعبة محفوفة بمخاطر الاتهامات الجاهزة من قبل البعض .
كنت كغيري من المهتمين بالشأن الإعلامي أتابع تلك الموجة السريعة من إصدارات الصحف التي غطت مساحات العراق، و نميز بين هذه الصحيفة وتلك . ومنذ أيامها الأولى كنا نتلمس هذا التميز للمدى في الخبر والمعلومة والتوجه ، لذا فقد كنت متهيباً في الساعات الأولى لدخولي باب المؤسسة وانتظاري في "الكافتريا" المتواضعة الزميل الرائع  المرحوم عبد الرزاق المرجاني  الذي امتص ترددي بابتسامته المتميزة  وأخذ يشرح بشيء من البساطة مشروع المدى الكبير الذي يركز على حلم كبير ظل يراود مخيلتنا نحن العراقيين عقوداً طويلة  المتمثل بإمكانية  التأسيس لبناء ديمقراطي في عراق جديد  يشعر الجميع فيه بالأمان . كان من الصعب في مثل تلك الظروف استيعاب مجرد المشاركة بمثل هكذا مهمة صعبة، خاصة لمن عاصر أنظمة متعاقبة تداخلت فيها الشعارات والخنادق وكان الاحتراب والتصفيات السمة البارزة للتيارات السياسية المختلفة التي أضاعت علينا فرصاً كبيرة، كان يمكن أن تجنبنا مآسي ودماء غزيرة روت شجرة الديمقراطية وأرواح أزهقت على طريق لم يكن سهلاً معرفة مسالكه في ظروف الطوارئ التي لايعلو عليها شيء ، غير أنها من جانب آخر كانت فرصة لمثلنا لنفض غبار اليأس والخنوع وقول نعم بمناسبة وغير مناسبة . ربما وجد البعض العمل في المدى سهلاً واعتيادياً ، لكنا  نحن الغارقين بصورة حلم  العراق الجديد  الذي تصورناه منذ أن تطوعنا راضين للعمل السياسي وخرجنا منه مخذولين، وجدناه صعباً ومسؤولية وأمانة كبيرة تتطلب أولا الإيمان بالهدف والقبول بالتضحية في سبيله. ليس عيباً إذا اعترفنا - على الأقل- بالنسبة لي على الصعيد الشخصي  تجنباً لإزعاج البعض ما زلنا لم نرتق بأدائنا إلى مستوى مشروع المدى الكبير، حيث كثيراً ما تبعدنا همومنا وثقل الحياة وتعقيداتها عن الهدف الحلم، و لكن حسبنا أننا تعلمنا من هذا الحب للمدى أن نقر بأخطائنا ونعترف بها . وبصراحة  ومع تراكم التجربة ، فان  أجمل ما في الدرس الكبير الذي استوعبناه من عملنا في المدى العزيزة إننا ما زلنا تلاميذ في مدرسة الوطن الكبيرة. في عيد الجريدة من حقنا أن نفخر بما حققته من إبداعات بعمل جماعي كان للبعض حق السبق فيه ، لكننا بكل هذا الاعتزاز نطمح للمزيد بما يليق بمؤسسة كالمدى التي  قد نزعل أحيانا ونغضب فيها  لهذا السبب أو ذاك لكننا لا يمكن أن نتخلى عن الرابط النبيل الذي جمعتنا عليه، وهو عراق ديمقراطي يكون بحق لكل العراقيين بمختلف مكوّناتهم ومشاربهم .. نعتقد بعد كل هذا صارت الإجابة واضحة بشأن السؤال: لماذا المدى ؟!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram